الفرقاني وعدني بقصيدة لكنني أرفض أداء المالوف شبه المطرب مراد جعفري الطابع الشعبي بصخرة قوية و شامخة وسط بحر الفن تتكسر عند أقدامها كل الموجات.و قال بأن الحاج محمد الطاهر الفرقاني الذي التقى به مؤخرا في وادي سوف حيث تم تكريمهما ، وعده بمنحه قصيدة مالوفية تراثية لكي يؤديها لاحقا بصوته، لكنه يؤمن بأن أداء لون آخر غير لونه الأصلي مغامرة ،قد تجعله يكره المالوف لهذا يفضل أداء القصيدة على متن ألحان "الشعبي" الذي صنع بداياته و نجاحاته الفنية. مشيرا إلى أنه لم يسجل منذ سنة 2003 أي ألبوم غنائي جديد لأنه لم يعثر بعد على كلمات و ألحان جيدة توقع عودته القوية إلى سوق الألبومات. مما دفعه إلى جمع أغنياته التي سجلها و طرحها قبل سنوات عديدة و لم تعد متوفرة في السوق لكي يعيد تقديمها و توزيعها بحلة مميزة. المطرب الذي قدم في الأسبوع الفارط إلى قسنطينة من أجل المشاركة في الحصة الفنية "سهرات المدينة" التي تنتجها محطة قسنطينة للتليفزيون و يخرجها سمير قنز،أوضح للنصر قبل انطلاق عملية التصوير بقاعة اشبيلية ،بأنه يعشق المالوف و يستمع كثيرا لشيوخه خاصة الحاج محمد الطاهر الفرقاني و يفتخر لأنه التقى به في وادي سوف و فوجيء كما قال بتواضعه و طيبته لكن لكل تخصصه الذي يمكن أن يجعله يعطي أفضل ما عنده .و أضاف بأنه أعجب كثيرا بأغنية "يا الطالب غاب دوايا"سواء عندما قدمها الحاج الفرقاني بلحن مالوفي أو عندما قدمها قروابي بلحن شعبي فكل واحد من العملاقين أضفى عليها بصمته و روحه.و الأهم أن الفن ليس له حدود و لا يقتصر لون خاص على منطقة بعينها.فكل الجزائريين يعشقون تراثهم الغنائي من الشعبي إلى المالوف إلى الحوزي و غيرها بدليل ترديد جمهور وادي سوف لأغاني الحاج الفرقاني و تجاوبهم المذهل معها. و عندما سألناه إذا كان الشعبي الذي يؤديه يتأثر بالتيارات و الموجات الجديدة التي تجتاح الساحة الفنية،رد بأن الشعبي لا يموت و لا يضمحل فهو كالصخرة القوية الشامخة وسط البحر تقترب منه الأمواج لتتكسر و تتلاشى.و بخصوص رأيه بدعوة بعض الفنانين لمزج المدارس الأندلسية الثلاث بتلمسان و العاصمة و قسنطينة من أجل تقديم لون موحد،رد بأنه يؤيد الفكرة بشرط أن يصادق عليها شيوخ هذه المدارس و المختصون . و يرفض وضع الأغاني التي تستخدم في عزف ألحانها آلات عصرية في خانة الأغاني الشعبية التراثية، فهذه الأخيرة تقدم بآلات خاصة بها لا تستغني عنها .واعتبر ما يعرف ب"نيو شعبي" أي الشعبي الجديد و "اندنوفا"أي الأندلسي الجديد، مجرد محاولتين لجذب و إرضاء الشباب الذي يحب الألحان العصرية الخفيفة تبرز حسبه الفرق الشاسع بين كل ما هو أصيل و خالد و التيارات و الموجات المؤقتة. كما أن الاقبال على اللون السطايفي العراسي مثلا يعكس رغبة الناس في التفريغ و الرقص في الأعراس. والمؤكد أن الاصغاء إلى قصائد طويلة مثل "يا ظالمة"لا يتلاءم مع جمهور الأعراس في عصر السرعة و يتطلب "قعدات"و طقوس خاصة. و في ما يتعلق بمواصلة الكثيرين إعادة أداء الأغاني التراثية على حساب كتابة و تلحين الجديدة ،استشهد بالمثل الشعبي القائل "الجديد حبو و القديم لا تفرط فيه"فالعديد من الأغاني الشعبية الجديدة على غرار "الشمعة"لكمال مسعودي و "العاصمة"لعبد المجيد مسكود و "آلو آلو"لقروابي و غيرها نجحت.و الأهم في رأيه انتقاء كلمات نظيفة يمكن أن يسمعها المرء مع أفراد عائلته دون حرج. و أسر إلينا بأن عدد ألبوماته في الفترة ما بين 1991 و 2003 لا يتجاوز 7 ألبومات لانشغاله في إحياء الأعراس و الجولات الفنية و هو الآن يبحث عن كلمات و ألحان جديدة و مناسبة و يشعر بالرضا عن نفسه و مساره الفني لأنه يقيم نفسه كما أكد من خلال جمهوره.و من أهم مشاريعه على المدى القريب تسجيل أغنية ثنائية ثانية مع المطربة أسماء جرموني. و سألناه إذا كانت لديه عروض في التمثيل بعد نجاحه في أول تجربة له مع المخرج ابراهيم عامر في فيلم "بين البارح و اليوم"سنة 2009 بكندا ،فرد بأن العروض موجودة و آخرها من المخرج و المنتج محفوظ عكاشة ،لكنه لن يرضى إلا بدور مطرب في فيلم سينمائي. إلهام.ط /تصوير: ع.عمور