أكثر من 200 حالة إبعاد واختطاف للأطفال في سنة 8 آلاف حالة جنوح و 17 جريمة قتل ارتكبها أطفال أكدت السيدة خيرة مسعودان عميد أول للشرطة أمس الثلاثاء بالعاصمة ان سنة 2012 عرفت 204 حالة متعلقة بإبعاد واختطاف الأطفال عبر التراب الوطني، مشيرة إلى أن جميع الأطفال تم استرجاعهم و إعادتهم سالمين الى ذويهم. وأوضحت السيدة مسعودان بمناسبة عرض برنامج «السنة الجزائرية للوقاية الجوارية في الوسط الحضري» بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن الوطني و المجتمع المدني، أن حالات الاختطاف المذكورة لم تكن مصحوبة بطلب الفدية، بل كانت بهدف الانتقام لسبب أو لآخر من طرف أشخاص غير بعيدين عن محيط الأطفال المختطفين. ولفتت في سياق متصل، إلى أن حالات إبعاد الأطفال سنة 2012 عرفت انخفاضا بالمقارنة مع سنة 2011 التي عرفت 221 حالة من هذا النوع تم فك ملابساتها. كما أبرزت السيدة مسعودان أن حالات الاختطاف المتبوعة بطلب الفدية أو بالقتل أو بالاعتداء الجنسي والقتل التي حدثت قبل عدة سنوات محدودة جدا، مشيرة الى أن التحقيقات في هذه القضايا السابقة الذكر أثبتت في معظم الحالات وجود علاقة قرابة بين الضحية والمعتدي مما يجعل الطفل كما قالت يثق بمختطفه. كما اوضحت أيضا أنه تبين أن 80 بالمائة من حالات الاختطاف المبلغ عنها هذه السنة غير مؤسسة وأن بعضها تم اختلاقها من طرف الأطفال أنفسهم الذين ادعوا أنه تم اختطافهم حتى يفلتوا في معظم الأحيان من عقاب أوليائهم بسبب رسوبهم الدراسي. و ذكرت السيدة مسعودان من جهة أخرى، أن حالات جنوح الأطفال عرفت انخفاضا محسوسا مقارنة بسنة 2011 التي سجلت 9043 حدثا قدم للعدالة. و أرجعت هذا الانخفاض إلى الحملات التحسيسية التي قامت بها مصالح الأمن بالتنسيق مع المجتمع المدني، و كذا الاعلام الذي لعب دورا كبيرا حسبها. و قالت أن سنة 2002 عرفت رقما قياسيا في جنوح الأطفال حيث بلغ عددهم 12.000 حدثا، مؤكدة ان هذا العدد عرف انخفاضا كبيرا في هذه السنة بفضل الحملات التحسيسية و الأبواب المفتوحة و الأيام الدراسية التي تقوم بها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع المجتمع المدني و الاعلام للحد من هذه الجرائم. و عن نوعية الجرائم التي ترتكب من طرف الأطفال قالت مسعودان أن جريمة السرقة تأتي في مقدمتها ب 2870 متورط يليها الضرب و الجرح العمدي فتحطيم ملك الغير و كذا تكوين جمعية أشرار. أما بالنسبة لجرائم القتل فأشارت إلى ان 17 طفلا ارتكبوا جرائم قتل لأتفه الأسباب فيما ذهب 19 طفلا ضحية القتل سنة 2012 الى جانب 58 حالة تعدي على الأصول ارتكبها أطفال ضد أوليائهم. و في تعرضها للأطفال الذين يوجدون في حالة خطر معنوي، فقد احصت السيدة مسعودان 2748 حالة حيث تم ادماج 75 بالمائة منهم و اعادتهم لعائلتهم و تم وضع البقية في مراكز متخصصة مع مراعاة المصلحة الفضلى للطفل. غير أن المتحدثة دقت ناقوس الخطر حول الجرائم المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال و قالت انها تتزايد يوما بعد يوم، داعية إلى ارساء ثقافة التبليغ عن هذه الجرائم في المجتمع الجزائري الذي يمكن أن يقلص هذا النوع من الآفات الأخلاقية حسبها. و قالت انه للحد من هذه الآفة لابد من القيام بعمل تحسيسي تجاه الأولياء و اتجاه الأطفال حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم بأنفسهم. و أبرزت في ذات السياق الدور الفعال الذي تلعبه فرق حماية الطفولة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني منذ سنة 2002 على مستوى 48 ولاية من أجل تقليص هذا النوع من الجرائم. و أحصت في هذا المجال 50 فرقة لحماية الطفولة مضيفة ان الجزائر العاصمة تضم لوحدها ثلاث فرق بسبب كثافتها السكانية. و من بين الأعمال الوقائية التي تقوم بها هذه الفرق انجاز دوريات ليلا و نهارا مع مراقبة المحلات العمومية و سن الزبائن و السلوك العام على الطريق العمومي. و أضافت المتحدثة أنه بفضل هذه الأعمال تمكنت فرق حماية الطفولة التي دعمت بعناصر نسوية من ايجاد قصر كانوا في حالات فرار من مسكنهم العائلي. و قالت أنه موازاة مع عمل هذه الفرق توجد الشرطة الجوارية على مستوى الأحياء و التي تقوم بعمل جبار للوقاية من مختلف الجرائم.