عرض تجارب ناجحة لأطفال تخطوا عائق الصم و البكم بفضل تقنية الزرع القوقعي كشف اليوم الدراسي الخاص بالزرع القوقعي الذي احتضنه المركز الوطني لتكوين المستخدمين المختصين بمؤسسات المعاقين بقسنطينة بمناسبة اليوم العالمي للمعاق بأن أكبر المشاكل التي يعاني منها صغار الصم ببلادنا هي ندرة التقنيين الذين يعدّلون جهاز السمع بعد تركيبه، حيث أكد المتدخلون بأنه لا يوجد إلا تقني واحد مختص في هذا المجال على المستوى الوطني ، مما يزيد من معاناة الأطفال المعاقين و عائلاتهم، مع عرض بعض التجارب الناجحة لأطفال تخطوا عائق الصم و البكم بفضل هذه العملية المتطورة التي أخرجتهم من عزلة الصم. و تطرق المختصون في هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية الولائية لذوي الزرع القوقعي بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي بقسنطينة إلى أهمية عملية الزرع القوقعي التي تعتبر مرمى اجتماعي و تربوي بإمكانه مساعدة الطفل الأبكم على استعادة النطق و تعلم اللغة تدريجيا من أجل كسب فرد كامل القوى، و التي اعتبرها بوكرشة منار رئيس الجمعية الولائية لذوي الزرع القوقعي واحدة من أهم الإنجازات الطبية خاصة مع الإرتفاع الكبير لحالات الصم في الجزائر، مما يدعو حسبه للتفكير في مخطط وطني لتعميمها لأنها تعد أفضل علاج بالنسبة للمصابين بالصم، مع شرحه للخطوات الضرورية التي يجب إتباعها لضمان نجاح هذه العملية مباشرة بعد إنجازها و هي مرحلة التأهيل التي يتدخل فيها كل من الأخصائي الأرطوفوني، الطبيب النفسي و الطبيب المعالج ليصل الطفل إلى درجة نطق مقبولة يستطيع معها مواصلة حياته الاجتماعية بشكل عادي و طبيعي. مشيرا من جهة أخرى إلى جملة من المشاكل التي تعاني منها أسر الأطفال المصابين بالصم، و أبرزها الغلاء الفاحش لقطع الغيار السمعية التي ليست في متناول الجميع، حيث يخلق هذا النقص حسبه عقدة ذنب للآباء اتجاه أبنائهم المعاقين الذين يعانون من خجل اجتماعي يجعلهم يفضلون العزلة خاصة عندما تقوم بعض الأسر بإخفاء إعاقتهم مما يزيد من حالات انطوائهم و حتى عدوانيتهم في بعض الحالات. كما تحدث جمال بوخشم طبيب مختص في جراحة الزرع القوقعي، عن الصدمة التي يعيشها الأولياء عندما يكتشفون أن أبناءهم لا يسمعون و لا يتقبلون هذا الواقع ، حيث يأتي دور الطبيب و المختص النفسي لإقناعهم بضرورة إنجاز العملية في أسرع وقت ممكن قبل سن الخامسة ليتمكن الأطفال من استيعاب اللغة بسرعة أكبر. كما أكدت من جهتها الطبيبة النفسانية وردة برحلة على أهمية الجانب النفسي بالنسبة للأطفال الذين خضعوا لهذه العملية و قدرتهم على الاندماج بشكل طبيعي في المجتمع، محملة المسؤولية الكبيرة في هذا الأمر على عاتق الأهل. كما كان هذا اللقاء فرصة للوقوف على شهادة بعض الأولياء الذين عاشوا تجربة الزرع القوقعي مع أبنائهم، كأم ندى التي تحدثت عن ابنتها التي خضعت لهذه العملية في مدينة قسنطينة سنة 2006 و تمكنت هذه السنة من الإلتحاق بقسم عادي للسنة الخامسة بدل الأقسام الخاصة بفئة الصم البكم التي زاولت فيهم سنوات دراستها الأولى، و ذلك بفضل هذه العملية التي تلتها فترة تأهيل طويلة و مكثفة. كما قدم المنظمون أيضا أمثلة ناجحة لأطفال لم يتجاوز عمرهم ست سنوات خضعوا لنفس العملية و تحسن نطقهم بنسبة كبيرة، حيث قدموا على المنصة بعض الأغاني و المحفوظات المدرسية التي أبرزت ذلك.