أحياء عطشى وأخرى تسبح في التسربات المائية تعيش الأحياء السكنية بوسط مدينة القل والأحياء الحضرية الجديدة اختلالا كبيرا في توزيع المياه ، أين تعيش الكثير من الأحياء على وقع أزمة عطش تمتد إلى أكثر من عشرة أيام وتتكرر كل مرة . وهو ما يجعل السكان يعيشون على وقع هواجس تكرار انقطاع المياه عن حنفيات مساكنهم، خاصة مع حلول موسم الحر، ويجدون أنفسهم أمام رحلة لشد الرحال بحثا عن مصادر أخرى للتزود بالماء، ولا يجدون سبيلا سوى شراء مياه الصهاريج بتكاليف إضافية. و في كل مرة يكون سكان حي من الأحياء في شكوى من انقطاع المياه،يصل الأمر إلى حد قطع الطريق للمطالبة بتوفير هذه المادة الحيوية على غرار ما حدث الأسبوع الماضي من قبل سكان حي الشريف بودليوة ، أين قطعوا الطريق من أجل توفير المياه وهو ما أجبر البلدية على تزويدهم بصهاريج. وهو الوضع الذي يكشف هشاشة تسيير مؤسسة الجزائرية للمياه خلال السنوات الأخيرة بالرغم من صرف الدولة مبالغ بعشرات المليارات من أجل تجديد شبكة توزيع المياه بوسط المدينة والأحياء الحضرية الجديدة، وكذا تجديد قناة الجر انطلاقا من سد بني زيد بطاقة استيعاب تفوق 40 مليون سنتيم متر مكعب ويمول ثلاث بلديات هي القل الشرايع وبني زيد على مدار 4 سنوات كاملة في حالة حدوث جفاف ،إلا أنه ورغم أن سد بني زيد وصل طاقته القصوى فإن المواطن القلي مازال يعاني أزمة عطش متكررة. وفي الوقت الذي يعيش فيه الكثير من سكان الأحياء أزمة العطش فإن بعض الأحياء تعيش على وقع التسربات المائية ، والتي حولت شوارع المدينة وطرقاتها إلى ما يشبه الينابيع الطبيعية التي تنفجر من حين لآخر في شبكة توزيع المياه . ويبقى تدخل مصالح الجزائرية للمياه مع قلة الإمكانيات من عتاد و تأطير حسب مصدر مسؤول بها غير فعال لإصلاحها ، وعاجزة على احتواء الأزمة ، يحدث هذا ونحن على مقربة من افتتاح موسم الاصطياف أين يتزايد التوافد على المدينة من طرف المصطافين والسواح وهو ما يجعلهم أمام مواجهة نقص المياه ، على غرار ما حدث في المواسم الماضية.