لامبالاة المواطن تتسبّب في تدهور المحيط البيئي بمختلف أحياء مدينة بسكرة تسبّبت لامبالاة المواطنين في مراعاة شروط النظافة واحترام أبسط أبجديات العيش في بيئة نظيفة وصحية في تدهور المحيط البيئي عبر مختلف أحياء مدينة بسكرة . المتجول هذه الأيام عبر هذه الأحياء يلاحظ التدهور الكبير في حالة البيئة الذي تعكسه صورة انتشار القمامة في غير الأماكن المخصصة لها وكثرة الردوم وسط الأحياء السكنية بالإضافة إلي انتشار بقايا الأطعمة المرمية في سلالم العمارات وزحف العقارب حتى على الأحياء الحضرية ، وهو وضع ينذر بكارثة بيئية حقيقية ستكون وخيمة العواقب إذا لم تتكاثف جهود كافة السلطات المعنية بمحاربة هذه الظواهر في ظل عجز مصلحة الصحة العمومية ببلدية عاصمة الولاية عن متابعة كل المخالفات والتجاوزات التي يرتكبها مواطنون بتصرفات طائشة في حق البيئة . كشف التقرير الشهري الأخير المعد من قبل المصلحة المذكورة وجود أعباء إضافية لم يعد الطاقم الإداري والبشري التابع للمصلحة قادرا على الوفاء بها في ظل تدهور المحيط البيئي من مختلف الجوانب . حيث يشير التقرير الي انتشار حشرة البعوض خاصة في أقبية العمارات المملوءة بمياه الصرف الصحي الراكدة . وحسب مسؤولي المصلحة فقد راسلوا ديوان الترقية والتسيير العقاري باعتباره صاحب مشاريع أغلب أحياء العمارات في المدينة من أجل النظر في هذا المشكل غير أنه لم يتم التوصل لحل جذري ، مقابل قيام 21 عامل تابعين لوحدة مكافحة البعوض بالمصلحة بعمل شاق يتمثل في رش الأقبية بمبيدات سامة غير أن تكاثر يرقات الباعوض بصفة مستمرة يضرب عمل هؤلاء دائما في الصفر. كما خصصت البلدية فرقة لمكافحة البعوض الطائر وتم تزويدها بشاحنة صهريج تقوم مساء كل يوم بعملية التدخين وهي رش الأحياء التي تنتشر بها هذه الحشرة ، وخاصة أحياء العمارات والأحياء التي تقع بمحاذاتها واحات أو مساحات مسقية . وتواصل هذه الفرقة المشكلة من 3 عمال دائمين عملها غلي غاية شهر أكتوبر من كل سنة. في حين تمثل ظاهرة انتشار العقارب والحيات السامة مشكل بيئي خطير ويعد مؤشرا علي تدهور المحيط وذلك ناتج عن لامبالاة المواطنين الذين يوفرون عن طريق رمي ردوم البناء وجلب الرمال من مناطق تكثر بها العقارب في تكاثرها وانتشارها وسط المحيط العمراني بقلب المدينة ، وأحصى التقرير العديد من الأحياء التي تعد بؤرا لتواجد العقرب منها الحي القصديري بالعالية ،المقابر ، حي قداشة ، لبشاش ، سيدي غزال ، سيدي بركات وغيرها . وعن مكافحة العقرب أوضح التقرير أن فرقة مختصة مكونة من 9 عمال تبدأ في العمل بداية من شهر ماي من كل سنة وتقوم بوضع أحزمة واقية من المبيدات السامة التي تمنع تقدم العقرب . غير أن المشكل الذي يواجهها هو عدم وعي المواطن من خلال ترك الردوم بالقرب من السكنات ، وهي التي تمثل مكانا مفضلا لتكاثر العقارب. كما أشار التقرير إلي تزايد القوارض السامة وخاصة الجرذان التي تجد في الخبز الجاف المرمي في مداخل وسلالم العمارات وأمام المنازل وبقية الفضلات بيئة مناسبة للتكاثر ، والملاحظ أن الظاهرة تتزايد أكثر خلال شهر رمضان الذي يعرف إقبال العديد من العائلات على شراء كميات هامة من الأطعمة من مختلف الأنواع تزيد عن حاجتها وهو ما يدفعها إلي رمي الزائد منها وفي بعض الحالات رمي أطعمة مباشرة دون تناولها نتيجة الإسراف والمبالغة في شرائها. وخلص التقرير إلي إلقاء اللوم علي المواطنين الذين يتسببون عن جهل وعن تسيب وإهمال في الكثير من الحالات في تلويث البيئة عن طريق رمي القمامة في كل مكان وعدم احترام مواقيت مرور شاحنات جمع القمامة ،بالإضافة إلى عدم قيام المواطنين أفراد أو في شكل جمعيات أحياء بحملات تنظيف دورية وهي الحملات الضرورية للحفاظ علي محيط سكني نظيف وبيئة صحية كما يوصي بذلك التقرير المذكور.