تفجير قنبلة على دورية وسط العاصمة التونسية في تصعيد إرهابي لافت تسير الأوضاع الأمنية في تونس التي تعيش حدادا لمدة ثلاثة أيام على أرواح جنودها العشرة الذين قتلوا بيد عناصر تنظيم القاعدة في جبل الشعانبي نحو مزيد من التردي للأوضاع الأمنية مع بداية المواجهة المفتوحة مع العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي نقل عناصره و أسلحته من عمق الصحراء إلى الجنوب التونسي على التماس مع الشمال الغربي لليبيا و الجنوب الشرقي للجزائر. و تشهد تونس التصعيد الإرهابي الخطير من عناصر القاعدة بينما تعصف أزمة سياسية حادة بحكومة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي، و قد قبلت حركة النهضة فكرة استقالة حكومتها بقيادة علي لعريض بينما أصرت على الحفاظ على المجلس التأسيسي الذي تحوز على أغلبية مقاعده و تعتبره عنوانا لشرعية حكمها في البلاد التونسية بعد نجاح أولى ثورات الربيع العربي في إنهاء عقود من حكم زين العابدين بن علي. حيث يرى متابعون ان حركة الغنوشي خففت من رفضها لمطالب المعارضة قائلة إنها مستعدة للحوار بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة انقاذ ولكنها رفضت طلب المعارضة بحل المجلس التأسيسي. فقد أكدت وزارة الداخلية التونسية أمس، في بلاغ لها انفجار عبوة ناسفة تقليدية الصنع على الساعة الواحدة إلاّ الربع صباحا كانت تستهدف دورية للحرس الوطني على مستوى الطريق الوطنيّة رقم 03 بمنطقة المحمدية من ولاية بن عروس ولم يخلّف هذا التفجير،وفق الأبحاث الأوّلية أي خسائر بشرية أومادية مؤكدة تحوّل الفرق المختصّة فور وقوع الحادث إلى عين المكان، فيما لا تزال التحريات متواصلة. من جهته أفاد الملازم علي الوسلاتي رئيس مصلحة بمنطقة الحرس الوطني بالمحمدية الشمالية لاذاعة "موزاييك" أن الجناة اختاروا موقعا محددا على مستوى طريق معروفة بمرور دوريات أمنية على مدار الساعة لتفجير العبوة عن بعد إلا أن الخطأ في تركيبة العبوة حال دون تفجيرها بالشكل الصحيح مما لم يسفر عن وقوع اية اضرار بشرية او مادية. على الصعيد السياسي قال متحدث باسم رئيس الوزراء التونسي يوم الأربعاء إن وزير التربية سالم لبيض استقال مع تصاعد الضغط على الحكومة التي يقودها الإسلاميون لكي تقدم استقالتها. وكان لبيض وهو علماني مستقل قال إنه يدرس الاستقالة بعد مقتل المعارض اليساري محمد براهمي الأسبوع الماضي وهو ثاني سياسي يساري يقتل على يد من يشتبه أنهم إسلاميون متشددون خلال ستة شهور. كما عبر وزير الثقافة في الحكومة التونسية المؤقتة مهدي مبروك، عن أمله في استقالة جماعية لأعضاء الحكومة الحالية برئاسة علي لعريض، القيادي في حركة النهضة الإسلامية.وقال مبروك، في تصريحات بثتها إذاعة "شمس أف أم" التونسية، "أتمنى أن تتم استقالة كافة أعضاء الحكومة خلال الأيام المقبلة"، مشدّداً على "ضرورة أن يُتخذ قرار الاستقالة في إطار مؤسساتي، وفي صلب مؤسسة رئاسة الحكومة، وبشكل جماعي". وكان قبل ذلك وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، أعرب أمس عن استعداده للاستقالة، فيما أعلن وزير حقوق الإنسان والقيادي في حركة النهضة سمير ديلو، عن "إمكانية موافقة الحركة الإسلامية، التي تقود الائتلاف الحاكم على مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية". وتدعو المعارضة العلمانية أيضا إلى حل المجلس التأسيسي و تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد بلوغ الأزمة السياسية ذروتها و قد تفاقمت أكثر ببروز نشاط للجماعات المسلحة في المناطق الجنوبية من البلاد حيث يكون وجود سلطة الدولة ضعيفا، و من المتوقع أن تعجل العمليات الإرهابية التي قام بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بوضع خطة للتعامل مع السلفيين من أنصار الشريعة و البحث في قدرة حركة النهضة على احتوائهم الى صفها بدل الرمي بهم في أحضان الجهاديين.