النهضة قدمت تنازلات للمركزية النقابية دون التفريط في الحكومة أعلن زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي في كلمة له عقب لقائه بزعيم المركزية النقابية الإتحاد العام التونسي للشغل أن حركته قدمت تنازلات كثيرة تعتبرها تضحيات ضرورية من أجل تونس و التوافق الوطني، و لم يفصل الغنوشي في ماهية تلك التنازلات لكنه عبر عن تفاؤله بعد اللقاء الذي جرى مع أحد أبرز الخصوم السياسيين لحزبه، و في ظل المطالبة برحيل حكومة علي لعريض و حل المجلس التأسيسي. و لم تخرج محادثات رئيس حركة النهضة مع الأمين العام للاتحاد العام للشغل ذي النفوذ القوي بأي نتيجة. وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد ان مبادرة الاتحاد التي تتمثل في حل الحكومة والابقاء على التأسيسي لكن في فترة زمنية محددة ما زالت تلقى صعوبات حتى الان سواء من حركة النهضة أو من الأحزاب المعارضة. مضيفا أن الحوار مع حركة النهضة مازال في بداياته وأن الأيام القليلة القادمة قد تحسم الأمر وقد يتم فيها التوصل إلى وفاق وطني لتجاوز الواقع المؤلم الذي آلت إليه تونس قائلا: «مازالت اللقاءات والحوارات متواصلة ويمكن للقاء اليوم الأربعاء أن يعطي نتيجة ايجابية». ونفى حسين العباسي دور «الوساطة» للاتحاد العام التونسي للشغل بين الطرفين الحكومة والمعارضة قائلا: «نحن لسنا بوسطاء لأننا بدورنا متضررون جراء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها عديد المؤسسات والتي تنعكس سلبا على الاتحاد» مضيفا ان الحوار مازال في بداياته ولا يمكن القول بأنه يبعث على التشاؤم ولا على التفاؤل. وبينما يتزايد التباعد والخلاف بين الاسلاميين والعلمانيين في تونس تتزايد المخاوف من امكانية تكرار السيناريو المصري في تونس، حيث سارت أمس مسيرة للنساء التونسيات بمناسبة ذكرى صدور قانون الأحوال الشخصية التونسي في عهد الرئيس بورقيبة و الذي منحهن حريات أكبر من نظيراتهن في سائر البلاد العربية، لكن حزب الغنوشي لم يفوت الفرصة و دعا بدوره النساء التونسيات إلى الخروج في مسيرة بشارع بورقيبة من أجل الدفاع عن عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد وسط تهديدات من خصومه السياسيين بإزاحته من الحكم. وفي مؤشر على تفاقم الأزمة دخلت واشنطن على الخط وقد التقى السفير الأمريكي في تونس أمس الأول برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي وهما الطرفان الأساسيان في الصراع في مسعى لإيجاد حل وتقليص الهوة بين الاسلاميين و خصومهم ، مما يوحي أن واشنطن لا ترغب في تكرار السيناريو المصري في تونس مهد ثورات الربيع العربي. من جانبه قال رئيس الحكومة التونسية الأسبق الباجي قائد السبسي إن «النهضة حركة سلفية ولديها شيخ يحكم في كل شيء»، مضيفا أن المعارضة التونسية استفادت من انتخابات 23 أكتوبر 2011، فأصبحت اليوم أكثر تنظيما. وأضاف في حوار مع قناة «الحرة» أن «انتخابات 23 أكتوبر درس استخلصناه والآن أصبح المشهد السياسي متوازنا»، مشيرا إلى أن سبب تفوق حركة النهضة يرجع إلى أنها حزب قديم ومنضبط. كما أشار إلى أن «حل الحكومة أضحى مطلبا شعبيا». بدوره قال رئيس الحزب الجمهوري أحمد نجيب شابي في حديث صحفي «نحن الآن في أيام صعبة وعصبية وقد يتفاقم الأمر ولكن قد تعود الأمور الى الهدوء ونسترجع السير على طريق الانتقال الديمقراطي السلمي وهذا متوقف على توافق النخبة السياسية لتشكيل حكومة كفاءات». ع.شابي/وكالات