لم أصدق ما حدث لتونسوالجزائر تستحق المشاركة في المونديال اعتبر مدرب المنتخب التونسي نبيل معلول خروج نسور قرطاج من سباق مونديال البرازيل 2014 بعد الخسارة المذلة أمام الرأس الأخضر(0/2)، بمثابة صدمة كبيرة يصعب تجاوزها بسهولة، مضيفا في حوار خص به النصر أنه لم يفهم شيئا في تعثر أول أمس لا من حيث النتيجة ولا أداء اللاعبين الفردي و الجماعي. وقال معلول أن التوانسة أهدروا فرصة سانحة للتأهل حيث كانوا بحاجة إلى نقطة واحدة للتربع على عرش المجموعة الثانية، مبرزا خيبة أمله التي أرغمته على رمي المنشفة مع تقديم اعتذاراته للشعب التونسي على هذا الإقصاء المر. من جهة أخرى، يرى محدثنا بأن الطريق صار معبدا أمام المنتخب الجزائري للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، موضحا أن الخضر يملكون من القدرات والمؤهلات ما يمكنهم من اجتياز عقبة لقاء السد مهما كان حجم المنافس، لأنهم ببساطة يستحقون المشاركة في المونديال. ما هي قراءتك لإقصاء النسور من تصفيات المونديال؟ دعني أقول لك بأنني لم أصدق ما حدث لمنتخب تونس، بعد أن كانت كل العوامل تصب في رصيده، حيث لعبنا أمام الرأس الأخضر بنية الفوز رغم أننا كنا بحاجة إلى نقطة واحدة فقط لبلوغ المرحلة الأخيرة من التصفيات. وقد تفاجأت بالخسارة التي جعلتنا نخرج من البوابة الخلفية، ما جعلني أشعر بالخجل أمام الشعب التونسي، وهذا من شدة التأثر. واعتقد بأن فريقي سقط في فخ الغرور والسهولة، رغم أن جل اللاعبين لم يؤدوا الدور المنوط بهم. معنى هذا أن تونس هزمت نفسها بنفسها؟ قد يكون الأمر كذلك، لأن ما وقفت عليه في لقاء أول أمس يدعو للغرابة والتساؤل. ففريقي كان هيكلا بلا روح، بل ظلا لنفسه واللاعبون تائهون على أرضية الميدان في غياب الفعالية المطلوبة و النجاعة في اللعب، ما سهل من مهمة المنافس وجعله يخطف هدفين إثر هفوتين في الدفاع. نحن اليوم أمام كارثة كروية حقيقية لم نعشها منذ أكثر من عشريتين من الزمن. وعلينا استخلاص العبر والانطلاق من جديد في بناء فريق مستقبلي. ألا تعتقد بأن الإقصاء قد يعمق أكثر جراح الكرة التونسية؟ أكيد أن هذا الإقصاء غير المنتظر ستكون له إسقاطات كبيرة، لكن يجب الاعتراف أمام التاريخ بفشلنا. وفي اعتقادي المسؤولية مشتركة ولا يمكن أن يتحملها الطاقم الفني وحده. ومع ذلك، كانت لدي الشجاعة الكافية للإعلان عن تحمل مسؤوليتي حيث قدمت استقالتي واعتذرت للشعب التونسي عن هذه النكسة الواجب تجاوزها والتفكير من الآن في مستقبل الكرة التونسية. وهل كنت تنتظر هذا السيناريو؟ صدقني يا سيدي بأنني كنت متفائلا جدا بالظفر ولو بنقطة واحدة من المباراة، بحكم أننا كنا متواجدين في رواق الأفضلية ونملك الأسبقية المعنوية. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وتلقينا هزيمة قاسية أزاحتنا من السباق، ستبقى راسخة في ذهني حتى لا أقول بأنها أسوأ ذكرى في مشواري الرياضي. بعد 6 أشهر من العمل لم تحظ خياراتك بالإجماع كيف ترى ذلك؟ صراحة عملت وفق الإمكانيات المتاحة ومنحت الفرصة للأكثر جاهزية، دون حسابات خلافا لما يعتقده البعض. وكم تمنيت قيادة النسور للمونديال وكنا على مشارف التأهل لولا القرارات الإدارية للفيفا التي أخلطت حساباتنا وجعلت الضغط يكون مضاعفا علينا. صحيح أنني حملت المشعل بعد الإقصاء من "كان 2013" وشرعت في العمل منذ 6 أشهر، لكن لا أخفي عليك بأن الأمور كانت صعبة للغاية داخل المنتخب الوطني لعدة معطيات منها الظروف التي تمر بها البلاد، وحالة الإحباط للأندية التونسية. يقال بأن طموحك كان التأهل للمرحلة الأخيرة ومواجهة الخضر في لقاء السد؟ فعلا، كنت أحلم بضرب موعدا للمرحلة الأخيرة من التصفيات ومواجهة المنتخب الجزائري في مباراة السد، لكن تبخر هذا الحلم، ولو أنني أبقى مناصرا وفيا للخضر. على ذكر المنتخب الجزائري هل تعتقد بأن لديه القدرة على التأهل إلى المونديال؟ أنا على يقين من أن الجزائر ستعبر لقاء السد مهما كانت طبيعة منافسها، كونها بلغت مرحلة متقدمة من النضج والوعي، بغض النظر عن فردياتها. لذلك لا خوف على الخضر ولو أنهم مطالبون بالإيمان أكثر بقدراتهم ومؤهلاتهم، والفوز على مالي في مباراة هذا الثلاثاء ضروري من الجانب المعنوي رغم شكليتها. وما هي الرسالة التي توجهها لحليلوزيتش؟ هو أدرى بما يقوم به، ولا أظن بأنه سيقصر في حق منتخب الجزائر. فالبوسني يملك الحنكة الكافية التي تمكنه من تحضير منتخب قوي ومتكامل يكون له شأن كبير في المستقبل. برأيك هل يفي التعداد الحالي للأفناك بالحاجة؟ بكل تأكيد، لا أرى بأن حليلوزيتش قد تجاهل لاعبا جزائريا واحدا في المهجر بإمكانه إعطاء الإضافة المطلوبة للمنتخب الجزائري. فالتعداد الحالي يشمل أحسن المواهب والطاقات منها تايدر الذي سعت تونس لخطفه دون جدوى، لأنه في اعتقادي قيمة فنية حقيقية على غرار إبراهيمي وبلفوضيل و فغولي. تبقى بعض الاستثناءات هي راجعة لخيارات الناخب الوطني منها الحديث حول إبعاد بودبوز ونجم الترجي بلايلي. لقد منحت لنا الفرصة للحديث عن بلايلي هل صحيح أنك طلبت تجنسيه لتقمص ألوان نسور قرطاج؟ هذا غير صحيح، لم ولن أطلب منه تغيير جنسيته من أجل حمل ألوان تونس. إنها شائعات مغرضة عارية من الصحة، خاصة وأن في الساحة الكروية التونسية لاعبين موهوبين يفوقون بلايلي تجربة ولهم الكثير من الاستعداد والروح الوطنية.