كشف البروفيسور مسعود زيتوني، عضو مجلس الأمة، والطبيب الخاص للرئيس بوتفليقة خلال رحلته العلاجية الأولى سنة 2005 بباريس، أن 30 ألف مصاب بكل أنواع السرطان في الجزائر يخضعون للجراحة للتخلص من المرض، منتقدا غياب التنسيق بين القطاعين العام والخاص. بالنسبة للبروفيسور زيتوني، الذي كان يتحدث في اليوم البرلماني حول مرض السرطان، بمجلس الأمة أمس، فإن أم المشكلات لا تكمن في نقص التجهيزات أو الأطباء المختصين فحسب، بل في تنظيم القطاع الصحي في حد ذاته. وشرح البروفيسور زيتوني سبب الوضعية المزرية التي يعاني منها مرضى السرطان في الجزائر، حيث قال إن 30 بالمائة من الحالات تصل إلى المستشفيات في مرحلة متأخرة، مشيرا إلى نقص في عدد الأطباء المتخصصين في جراحة السرطان، في ظل غياب تكوين الأطباء. وعن أسباب تزايد حالات الإصابة بمرض السرطان، وفي مقدمتها سرطان الرئتين عند الرجال، والثدي لدى النساء، أوضح البروفيسور زيتوني بأن السرطان مشكل معقد، ولا يمكن معرفة أسبابه الحقيقية، ولكن ما توصلت إليه الأبحاث أن من بين العوامل الرئيسية للإصابة بالسرطان، الشيخوخة، حيث بلغت نسبة المصابين بالمرض وسط هذه الشريحة 7 بالمائة، وهي مرشحة للارتفاع بعد أن بلغ متوسط العمر للفرد الجزائري 75 سنة خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تغير النمط المعيشي، زيادة على التدخين المسبب لسرطان الرئتين عند الرجال، والذي يأتي على قائمة أمراض السرطانات الأكثر انتشارا في الجزائر. كما أبرز طبيب الرئيس وجود إرادة سياسية لمكافحة هذا الانتشار المخيف للسرطان في بلادنا، لكنه أرجع سبب عدم نجاعة تدخلات السلطات العمومية لمواجهته، إلى غياب “مخطط خاص وجاد”، بالإضافة إلى عدم تفعيل عاملي الوقاية والتشخيص المبكر كأنجع طريقتين للحد من انتشار هذا المرض الخبيث. يذكر أن الرئيس بوتفليقة كان قد كلف، العام الماضي، خلال اجتماع مجلس الوزراء، البروفيسور مسعود زيتوني بالقيام بالاتصالات مع السلطات المعنية بمتابعة الخطة الوطنية المتعلقة بمرض السرطان وتقييمها واقتراح الإجراءات التي تكفل إدخال المزيد من التحسين على علاج المرضى ومتابعتهم. وحول هذه النقطة بالذات، اقتربت “الخبر” من البروفيسور زيتوني، على هامش اليوم البرلماني، لمعرفة رأيه فيما تحقق في الأرض، لكنه اعتذر عن الإجابة ورفض الإدلاء بأي تصريح.