الطابع الشعبي يصنع الحدث ببلدية سريانة بباتنة احتضن سهرة أول أمس المركز الثقافي لبلدية سريانة بولاية باتنة، حفلا غنائيا من توقيع فنانين ارتبطت أسماؤهم بآداء الطابع الشعبي الأندلسي ، حيث شارك في هذه التظاهرة التي نظمها ديوان رياض الفتح بالتنسيق مع مديرية الثقافة للولاية، أكبر فناني هذا الطابع بالجزائر العاصمة وكان أبرزهم الفنان رشيد تومي، بونحوت بوعلام و سيد أحمد قروي، بالإضافة إلى الفنانين رضا بشير و بن غزال لطفي من البويرة. السهرة شهدت توافدا كبيرا من الجمهور الذي لم يعتد على تنظيم مثل هذه الحفلات التي تبرز سحر و أصالة الطابع الشعبي الذي ينتشر بكثرة في العاصمة تحديدا وولايات أخرى مجاورة لها، لكن تجاوب الحضور مع جميع الوصلات الفنية التي قدمها الفنانون بمعية فرقة موسيقية يقودها المايسترو لعزيزي مراد، أثبت مرة أخرى بأن الفن الأصيل و الجميل يفرض نفسه أينما حل. في نفس السهرة انتظر الجمهور مشاركة الفنانة المعروفة ريم حقيقي لكن أعلن المنظمون في آخر لحظة بأنها لن تحضر لظروف خاصة لم يوضحوها،وهو الأمر الذي أشعر الحضور بالإحباط بعد ترقب طويل لصعودها الركح . الكثير من المتفرجين أعربوا عن أسفهم لهذا الغياب ،خاصة و أن العديد منهم حضروا من أجل الاستمتاع بما تشتهر به هذه الفنانة من أغان أندلسية تنتمي للطابع الغرناطي المرتبط بغرب البلاد، إلا أنهم شجعوا مثل هذه المبادرات والتظاهرات و تمنوا أن تتكرر في المستقبل ، لأنها حسبهم تتيح الفرصة للتعرف أكثر على مختلف الطبوع الفنية التي تشتهر بها الجزائر. الملاحظ أن الغناء الأندلسي لا يعرف عنه الكثير في منطقة الأوراس التي ترتبط بالغناء الشاوي الأصيل و لا تنظم بها سهرات مماثلة للتعريف بهذا اللون التراثي الجزائري . و هكذا أتيحت الفرصة ليتذوق سحره أبناء الأوراس و يتم تكريم الفنانين المشاركين و القائمين على هذه التظاهرة من أجل تشجيعهم على تنظيم المزيد من الحفلات و إمتاع الجمهور المتعطش للفن الأصيل.