لدينا أدلة دامغة على أن المخدرات القادمة من المغرب هي التي تمول الإرهاب في تونس دعا أمس الوزير الأول عبد المالك سلال إلى تعاون المواطنين مع مصالح الأمن والجمارك لمكافحة التهريب وضمان أمن الحدود، مجددا التأكيد على قدرة الدولة على القضاء على ظاهرة التهريب بشتى الوسائل. وقال سلال في رده على مختلف الانشغالات التي تم طرحها خلال جلسة العمل الموسعة إلى المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني في ختام زيارته إلى ولاية تلمسان " إن مكافحة المخدرات والتهريب عبر الحدود لا تقع على مصالح الأمن والجمارك فقط بل هي مسؤولية الجميع " مضيفا بأن المواطن هو أحسن واجهة للأمن الحدودي. وبعد أن أشار إلى وجود " مشاكل كثيرة " على الحدود مع البلدان الجارة، سيما بسبب الاضطرابات التي تشهدها منطقة الساحل، وتأكيده حرص الجزائر وسهرها على ضمان استقرارها، حذر الوزير الأول من خطورة التهريب على الحدود ، وشدد على ضرورة محاربة هذه الظاهرة، التي قال بأنها مطروحة في شرق البلاد أيضا، مشيرا بالمناسبة إلى أن " تهريب البنزين وصل إلى مستوى خطير›› وأبرز عزم الدولة على القضاء على هذه الظاهرة وقدرتها على ردعها ولو باستعمال القوة، غير أنه – يضيف – " لا نفضل حاليا خيار استعمال القوة للقضاء على التهريب .›› كما حذر من خطورة المخدرات التي تدخل إلى الجزائر عبر الحدود الغربية سيما وأنها توجه لتمويل نشاط الجماعات الإرهابية من أجل ضمان حصولها على الأسلحة وقال " لدينا أدلة قاطعة بأن المخدرات هي التي تمول نشاط الجماعات الإرهابية المتحصنة في جبل الشعانبي التونسي على حدودنا الشرقية "، مشيرا إلى أن كل طن من المخدرات التي يتم حجزها يقابله 9 أطنان تفلت من الرقابة وقال أن هذه المعلومات التي لدينا هي نفسها التي توجد لدى الأنتربول. من جهة أخرى أعلن أمس الوزير الأول عبد المالك سلال في ختام زيارته إلى ولاية تلمسان عن تخصيص برنامج تكميلي لدعم التنمية في في عدد من القطاعات. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد عاين في مستهل زيارته التفقدية إلى ولاية تلمسان التي رافقه فيها وفد حكومي هام، مشروع إنجاز مستشفى بدائرة الرمشي يتسع ل 120 سرير، .وينتظر أن تنتهي أشغال إنجازه هذا في مارس 2014، ويتوفر على عدة مرافق على غرار مصالح الاستعجالات والجراحة وطب الأطفال ومركز للأمومة. كما تفقد سلال مستثمرة فلاحية فردية خاصة في منطقة "الرماشة" ببلدية الرمشي، والتي تنتج الحمضيات والرمان والحبوب و البطاطا، أين تلقى عرضا حول قطاع الفلاحة بولاية تلمسان واشرف على مراسم توزيع عقود الامتياز على بعض المستفيدين. وفي منطقة بوجليدة في ضواحي عاصمة الولاية تفقد الوزير الأول أشغال مشروع القطب الحضري الجديد والذي يخص إنجاز 5000 وحدة سكنية، وفي هذا الموقع ألح على منح الأفضلية وإعادة الاعتبار للطابع المعماري العربي-الإسلامي الذي يعكس البعد التاريخي لتلمسان، وألح بالمناسبة على ضرورة إشراك المستثمرين الخواص لإنجاز التجهيزات المرافقة والمشاركة في المجهودات المبذولة من طرف الدولة لتوفير المرافق والخدمات التي يحتاجها المواطن على مستوى المواقع السكنية. أما في آخر نقطة من زيارته إلى ولاية تلمسان فأشرف الوزير الأول على تدشين كلية جديدة للعلوم ولواحقها على مستوى القطب الجامعي الجديد بحي إمامة في بلدية المنصورة بطاقة استيعاب تقدر ب 4000 مقعد بيداغوجي، ولدى تلقيه عرض حول التطور الذي شهدته جامعة "أبو بكر بلقايد " أكد سلال بالمناسبة على ضرورة الاهتمام أكثر بالأبحاث ذات الصلة بمجالات متطورة ودقيقة مثل الطاقات المتجددة مشيرا أيضا إلى أهمية تفتح الجامعة على المؤسسات الاقتصادية. وبعد الاستماع إلى عرض حول نشاط دار المقاولاتية التي فتحت مؤخرا بجامعة تلمسان لمرافقة الطلبة في تحقيق مشاريعهم بعد التخرج أكد الوزير الأول أن الدولة تساعد بمختلف الأجهزة المسخرة لدعم تشغيل الشباب من أجل خلق محضنة تشرف على أعمال الطلبة الراغبين في الاستثمار وتحقيق مشاريعهم "من أجل جعل الطالب في آخر المطاف الدراسي طرفا فعالا لخلق الثروة وفتح مناصب شغل جديدة بدلا من أن يكون هو نفسه طالب عمل. ع.أسابع الوزير الأول يصف النخب التي تكتفي بالنقد بأصحاب العقليات البالية "منتقدو مبادرات الحكومة يحاولون دفع المجتمع نحو اليأس والاستقالة " انتقد الوزير الأول عبد المالك سلال قطاعا من النخب المثقفة التي قال أنها تكتفي بالنقد وتحكم على مبادرات الحكومة بالفشل قبل اطلاقها، داعيا أياها إلى التخلص مما أسماه "العقليات البالية". وأوضح سلال في كلمته الافتتاحية لأشغال جلسة العمل الموسعة إلى المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني في ختام زيارته أول أمس لولاية تلمسان، بأنه ضمن تلك الشروط وأسباب النجاح الرامية لتنويع الاقتصاد الجزائري " الرفض القاطع لأي تفرقة بين القطاعين العام والخاص" وقال أن " المهم بالنسبة لنا هو نجاح المؤسسة الجزائرية وقدرتها على المنافسة وخلق الثروة ومناصب العمل". كما اعتبر من ضمن هذه الشروط، " تحسين محيط الأعمال وتبسيط الإجراءات والمنظومات القانونية والمصرفية والجبائية " مشددا على ضرورة محاربة البيروقراطية التي اعتبرها عدو المقاولة والاستثمار. وكشرط ثالث أكد الوزير الأول على ضرورة التخلص من ما عبر عنها "العقليات البالية التي تحكم بالفشل المسبق على أي مبادرة " من طرف بعض النخب سيما بعض أحزاب المعارضة التي لمح إليها دون أن يسميها، وقال في هذا السياق: "لسنا الأحسن في الجزائر بين الأمم ولكني متأكد بأننا لسنا الأسوأ وعلينا فقط تدارك الوقت الضائع وتصحيح الأخطاء"، مسجلا بأنه من بين " النخب المثقفة من يكتفي بالنقد وكأنه يريد أن يدفع المجتمع نحو الياس والاستقالة " وأضاف " لا أعتقد أن في ذلك خدمة البلاد، فخدمة البلاد تكون في تحمل المسؤولية والانخراط في الشأن العام والعمل الجمعوي" باعتبار ان الحضور الميداني للنخب يشكل ضغطا إيجابيا من شأنه ان يرفع من مردودية السياسي والمنتخب والإدارة"، مشيرا إلى أن الجميع معني بالحفاظ على ما تحقق من مرافق عمومية وأملاك عامة، وقال إن كل ما تحقق ليس للدولة وحدها كما يقال " بايلك " بل هي للمواطن الجزائري وإرثا لأبنائه". وبذات الصدد دعا السيد سلال، الشباب إلى ضرورة التسلح بالعزيمة والتفاؤل واعدا بأن السلطات العمومية ستكون دائما إلى جانبهم، وأبرز الفرص المتاحة أمامهم وفي بلدهم في مجالات السكن والتعليم والتكوين والتشغيل والتي قال أنه لا مثيل لها مقارنة بكثير من دول العالم بما فيها الدول المتقدمة. وأرجع الوزير الأول الفضل في هذا إلى أبناء هذا الوطن وللرئيس بوتفليقة الذي قال بأنه يثق في الشباب ويضع فيهم كل آماله لأنهم يمثلون ثروة الجزائر الحقيقية. ع.أسابع اعتبر عودة السلم معجزة حقيقية سلال: الجزائريون صفوا حسابهم نهائيا مع العشرية السوداء أشاد أول أمس الوزير الأول عبد المالك سلال بنتائج سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية في إطفاء نار الفتنة واستتباب السلم والأمن والاستقرار في ربوع الجزائر ووصف ما تحقق في هذا الشأن بالمعجزة الحقيقية ، منوها في ذات السياق إلى أن الجزائريين قد صفّوا نهائيا حساباتهم مع العشرية السوداء وحافظوا على استقرار البلاد وقوة مؤسساتها. وقال سلال خلال إشرافه على جلسة عمل موسعة إلى المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني في ختام زيارته لولاية تلمسان " إن أعظم ما قام به الرئيس بوتفليقة منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد هو إعادة السلم إلى الجزائر ومصالحة الجزائريين فيما بينهم"، معتبرا أن هذا الإنجاز بمثابة "معجزة حقيقية"، وقال بأن لمهمة استرجاع الأمن والاستقرار في البلاد، دلالات عميقة كون أن الرئيس بوتفليقة استطاع مصالحة الشعب الجزائري فيما بينه، بفضل سياسة الوئام والمصالحة الوطنية. وعاد الوزير الأول التذكير بما كانت تعانيه البلاد خلال العشرية السوداء بسبب تفاقم الأزمة الأمنية وقلة الموارد المالية للبلاد " إلى درجة عدم القدرة – كما قال - على دفع مستحقات استيراد شحنة باخرة من الدقيق"، إلى جانب عزلتها عن العالم، وقال " كنا نستحي بالأمس ولا نجرأ على رفع رؤوسنا لكن ما قام به الرئيس بوتفليقة مكن الجزائر من دفع ديونها كاملة، بل أكثر من ذلك أصبحنا نقرض دولا أخرى"، كما تحدث بالمناسبة عن نتائج " مصالحة الجزائريين فيما بينهم " والتي سمحت كما قال بأن يعاد الاعتبار لمصالي الحاج كأحد رواد الحركة الوطنية " ولم نعد نخجل ذكر اسمه، بفضل بوتفليقة الذي سم إحدى المطارات باسمه". وبعد أن أكد بأن على الجزائر أن تستمر في التواصل مع تاريخها وحضارتها ومع المستقبل، جدد سلال التأكيد بأنه سيواصل مساندة الرئيس بوتفليقة وقال " سنواصل مساندته رئيس الجمهورية مثلما ساندناه ووقفنا معه بالأمس". من جهة أخرى سجل الوزير الأول في كلمته الافتتاحية في جلسة العمل ذاتها بان الجزائريين قد صفوا نهائيا حساباتهم مع العشرية السوداء وما جاءت به من ألم ودموع كما حافظوا على استقرار البلاد وقوة مؤسساتها، داعيا بالمناسبة إلى ضرورة استغلال هذه الظروف المواتية لتحقيق النهضة الاقتصادية للجزائر والجعل منها بلدا مزدهرا وراقيا بين الأمم في إطار عهد خالد بين الأصالة الجزائرية والمعاصرة العالمية وقال " إن كل جزائري له وعي قوي بقيمة المكتسبات التي حققتها الجزائر اليوم وهذا الوعي يجعل عزمنا أقوى للحفاظ على تلك المكتسبات وعلى رأسها استقرار واستمرار الدولة الجمهورية ومواصلة الجهود لتحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي لبلادنا".