استرجعت الأسرة الفنية ومديرية الثقافة لولاية تيزي وزو مآثر الفنان الراحل آيت مسلاين في وقفة تكريمية أقيمت مؤخرا بدار الثقافة مولود معمري تكريما له و تخليدا لروحه و لنفض غبار النسيان عن أعمال هذا الفنان الذي قدم الكثير للأغنية القبائلية على وجه الخصوص. استهلّ المنظمون برنامج التظاهرة الثقافية التي نظمتها مديرية الثقافة لتيزي وزو و لجنة النشاطات الثقافية والفنية بالولاية، بتدشين معرض بقاعة زميرلي خاص بصور الفنان آيت مسلاين،إلى جانب كل ما كتب بالصحف من مقالات و أخبار حول سيرته الذاتية و أعماله الفنية التي ترجمها في العديد من الأسطوانات والأشرطة السمعية. تخلل البرنامج المسطّر شهادات حيّة حول حياة المرحوم أدلى بها أصدقاؤه في الوسط الفني من بينهم الفنان رابح أو فرحات الذي قال بأنّ آيت مسلاين ساهم في ترقية الأغنية القبائلية من خلال الكلمات الهادفة والألحان المعبّرة التي كان يؤلّفها، مضيفا بأن المرحوم كان مدرسة في الفن لاسيما في السبعينيات التي شهدت انطلاقته الحقيقية كما أثرى اللقاء أفراد من عائلة الفقيد بشهاداتهم . وقد تم زوال الخميس تنظيم حفل فني كبير احتضنته القاعة الكبرى بدار الثقافة مولود معمري تداول خلاله على الركح كوكبة من كبار الفنانين الجزائريين مثل الحسناوي امشطوح، وعزيب موحند امزيان وغيرهم، ليختتم برنامج التكريم بزيارة إلى قرية آيت مسلاين في دائرة عين الحمام مسقط رأس الفقيد لقراءة الفاتحة على روحه ووضع إكليل من الزهور على ضريحه. الجدير بالذكر أن الفنان آيت مسلاين واسمه الحقيقي بن حبوش إيدير من مواليد 3 نوفمبر 1944 بقرية آيت مسلاين في مرتفعات دائرة عين الحمام بالقبائل الكبرى، اكتشف موهبته الفنية في سنوات الستينيات عندما كان يدرس في إكمالية «ميشلي» سابقا، عين الحمام حاليا. تناول هذا الفنان في أغانيه عدة مواضيع اجتماعية وسياسية حسّاسة و اشتهر على وجه الخصوص بأدائه لأغنية بعنوان «ثفوناسث اقوجيلن» بمعنى «بقرة اليتامى»حول معاناة الأطفال الأيتام بعد فقدان والديهم . و قد شهدت تلك الفترة ميلاد العديد من الفنانين من جيل آيت مسلاين على غرار لونيس آيت منقلات، الفنان المغترب إيدير صاحب رائعة «ابابا إينوبا»، الراحل معطوب لوناس وآخرين. تأثر آيت مسلاين بشعراء منطقته الكبار مثل «سي موحند ومحند» و الشيخ «سي موحند والحسين»، و قد توفي يوم 21 ديسمبر 2000 بعد صراع مع المرض تاركا وراءه رصيدا فنيا كبيرا، وقد وري الثرى في مسقط رأسه بعين الحمام.