أعطى استدعاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الجمعة الهيئة الناخبة للرئاسيات المقبلة التي ستجرى في 17 أفريل، الضوء الأخضر ليدخل السباق إلى قصر المرادية مرحلته العملية، بما سيضع المتنافسين المحتملين الذين قرروا أو سيقررون المشاركة في الاستحقاق الرئاسي في سباق حقيقي مع الزمن لتكوين ملفات الترشح بالشروط المنصوص عليها قانونا قبل الانطلاق في التحضيرات المتعلقة بالحملة الانتخابية. و المؤكد أن توقيع الرئيس بوتفليقة أمس على المرسوم الخاص باستدعاء الهيئة الناخبة، بدّد كل الشكوك و وضع حدا لتخمينات و توقعات بعض المراقبين و معهم أوساط إعلامية حول احتمال عدم إجراء هذا الاستحقاق السياسي المصيري في آجاله. و رغم انتهاء حالة السوسبانس و الترقب التي ميزت المشهد السياسي في الفترة الأخيرة، فإن الترشيحات المعلنة حتى الآن في إطار حزبي أو حرّ تبدو شحيحة و ترتبط بأوزان ثقيلة في الساحة السياسية الوطنية بالمقارنه مع أهمية الاستحقاق الرئاسي. فمن الأسماء التي أظهرت نية دخول السباق إلى المرادية رئيسا حكومة سابقين هما أحمد بن بيتور وعلي بن فليس، حيث يرتقب أن يعلن الثاني ترشحه غدا الأحد. بعد ان كان الاول، أول شخصية سياسية تعلن اعتزامها الترشح للرئاسيات المقبلة، وذلك قبل موعد هذا الاستحقاق بأكثر من سنة، وقام بن بيتور بزيارة العديد من الولايات مرافعا عن برنامجه و شارحا لخطوطه العريضة. و لم يتردد كثيرا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية «الأفنا» موسى تواتي في إعلان ترشحه لاسيما بعد حصوله على تزكية المجلس الوطني لتشكيلته، وسبق لتواتي أن ترشح للرئاسيات عام 2009. وبعد فترة قصيرة من إعلان تواتي ترشحه، قرر وزير المالية السابق، علي بن نواري، خوض معترك الرئاسيات. و بالنسبة للتشكيلات السياسية التي توصف عادة بالصغيرة، قرر الأمين العام لحزب النور الجزائري بدر الدين بلباز الذي له نواب بالمجلس الشعبي الوطني دخول غمار سباق الرئاسيات بطلب من مناضليه و المجلس الوطني للحزب. كما أعلن من جهته، رئيس الحزب الوطني للتضامن والتنمية، طالب الشريف قبل أيام ترشحه وقال إنها تلبية لدعوة المشاركين في المؤتمر السادس للحزب. و أظهر عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل والذي أسّس حزبه سنة 2012، رغبته في الترشح، على غرار رئيس حزب جديد سفيان جيلالي الذي عرض برنامجه في انتظار ترسيم ترشحه. و قبله صنع الكاتب الجزائري ياسمينة خضرة المفاجأة حينما أعلن في نوفمبر الفارط أنه سيترشح لرئاسيات أفريل المقبل، و لم يكشف خضرة عن تفاصيل برنامجه سوى وجود رغبة كبيرة لديه في إحداث التغيير. أما المرشح المحتمل لرئاسيات 2014 رشيد نقاز، فقال أنه يلتزم بالاستبدال التدريجي للغة الفرنسية باللغة الإنجليزية منذ المدرسة الابتدائية إلى الجامعة لإعداد الشباب الجزائري للتحديات التكنولوجية للغد. وقال هذا المترشح الشاب الذي عاش حياته في فرنسا، أن اللغة الفرنسية هي لغة تموت ببطء، حيث أن 3 بالمئة فقط من البحوث العلمية في العالم تتم باللغة الفرنسية مقابل 90 بالمئة باللغة الإنجليزية. كما يلتزم رشيد نقاز أيضا بخلق خمسة مدارس دولية تهيمن فيها اللغة الإنجليزية والإسبانية والصينية في الجزائر (في الشمال، الوسط، والجنوب) لإعداد نخبة كفيلة بتطوير العلاقات التجارية مع القارة الأمريكية، أمريكا اللاتينية، وآسيا. من جهته، لم يفصح الرئيس بوتفليقة لحد الآن عن موقفه من الترشح لعهدة رابعة رغم الدعوات المتكررة لحزب جبهة التحرير الوطني سواء على لسان أمينه العام عمار سعداني أو المكتب السياسي للحزب، و هو الدعم الذي عبر عنه أيضا التجمع الوطني الديمقراطي غير ما مرة على لسان أمينه العام عبد القادر بن صالح و كذا رئيس تجمع أمل الجزائر " تاج " عمار غول، و رئيس الجبهة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس.كما عبر الأمين العام للمركزية النقابية باسمه و باسم قيادة تنظيمه النقابي و جميع العمال عن مساندة و دعوة الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لولاية جديدة. و تستند الدعوات الداعمة لترشح رئيس الجمهورية إلى عهدة رابعة إلى المكاسب التي حققها للجزائر منذ توليه الحكم سنة 1999، و المتعلقة أساسا بإطفاء نار الفتنة و إعادة الأمن و الاستقرار للبلاد، و انعاش الاقتصاد تحسين المستوى المعيشي و الاجتماعي للسكان و إنهاء شبح المديونية، و إعادة الجزائر إلى مكانتها وسط المجموعة الدولية و في محافل الأمم.كما تستند هذه الدعوات إلى أن الرئيس بوتفليقة هو الرجل الأقدر على مواجهة التحديات التي تنتظر البلاد خلال المرحلة القادمة، على المستوى الداخلي و الإقليمي و الدولي.