المترشحون المفترضون "الكبار" لرئاسيات 2014 فظلوا الصمت ومواصلة التشويق والسيسبانس في عام 2013 حتى تتضح الرؤية أكثر لأن هدفهم هو بلوغ الكرسي. أما المترشحون الرسميون "الصغار" الذين أعلنوا عن ذلك فهم أكثر من غيرهم يدركون بأنهم لن يكونوا رؤساء وبالتالي طموحهم لا يتعدى "الإعلان الرسمي" وهو ماكان في عام 2013، أما عام 2014 سيكون عام الإعلان الرسمي لكن بالنسبة للمترشحين الكبار. رغم أنه لم يتبق عن تاريخ إجراء الإنتخابات الرئاسية المقررة في شهر أفريل من العام الجديد 2014 إلا 4 أشهر وأياما معدودات، إلا أن الملاحظة الأولى التي تستوقف أي متتبع للاستحقاق السياسي المرتقب إجراؤه بالجزائر، هو وجود مرشحين رسميين من وزن الريشة قد لا يكملون السباق بسبب عوائق قانونية تتمثل في فشلهم في جمع التوقيعات المطلوبة لحجز رواق في السباق. فيما فضل المرشحون المفترضون من الوزن الثقيل مرور عام كامل 2013 دون أن يعلنوا رسميا عن ترشحهم الرسمي لرئسيات 2014 ويأتي في مقدمة هؤلاء الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة والذي يرى الكثير من المتتبعين بأنه الأوفر حظا إن قرر دخول السباق، وهو الذي لم يعلن عن ذلك بعد. أما باقي المرشحين المفترضين الذين قد يكونون فعلا رقما مهما في الاستحقاق القادم ومعظمهم ممن يحملون صفة رئيس حكومة سابق. فمنهم من يفضل انتظار معرفة موقف الرئيس بوتفليقة بشأن ذات الاستحقاق ما ينطبق على الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم وكذا حليفه السابق بالتحالف الرئاسي أحمد أويحيى وحتى إن صح القول الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال ومولود حمروش هذا الأخير الذي ينقل عنه مقربوه بأنه ليس مجنونا وهو على عتبة السبعين حتى يدخل سباق الرئاسيات مجددا والسلطة لها مرشحها حسب ما يرى، مستدلا في حديثه مع مقربيه بأن تجربة 1999 علمته الكثير. أما ما تعلق برئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، فقد نصب في نهاية عام 2013 مدير حملته الإنتخابية، وهي نفس الشخصية التي أدارت حملته سنة 2004 الوزير السابق "عبد القادر صلاة" وقام بكراء مقر لمديرية الحملة بحيدرة بأعالي العاصمة، غير أن سنة 2013 لم تعرف هي الأخرى الإعلان الرسمي من طرف المترشح المفترض علي بن فليس، الذي فضل الإعلان عن الترشح الرسمي لرئاسيات أفريل 2014 مع بداية العام الجديد. فيما ترى أطراف أخرى بأن الرجل قد يتراجع عن الترشح في آخر لحظة إن تيقن بأن الرئيس بوتفليقة سيترشح عملا بالحديث النبوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين". ويبقى الاستثناء من بين كل رؤساء الحكومات السابقين الدكتور والخبير الاقتصادي أحمد بن بيتور الذي أعلن حتى قبل حلول عام 2013 عن ترشحه الرسمي لرئسيات 2014 سواء ترشح الرئيس بوتفليقة أم لم يترشح. وهو الموقف الذي فسره البعض على أنه تهور من طرف شخصية تفتقد إلى الخبرة السياسية المطلوبة لإعلان هكذا قرار، فيما فسرته أطراف أخرى على أنه شجاعة تستحق الإشادة تحلى بها بن بيتور في إعلان موقفه الصريح دون انتظار مواقف الآخرين. ما تعلق بالأحزاب السياسية وطموح زعمائها في الترشح فشهد عام 2013 جس للنبض من طرف رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري والذي أعرب صراحة عن طموحه في خوض السباق باسم الحركة، فيما ترك الباب مفتوحا أمام المرشح التوافقي للمعارضة. كما عرفت ذات السنة إعلان رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي دخول السباق وكذلك الشأن مع سفيان جيلالي رئيس حزب الجيل الجديد وبعض رؤساء الأحزاب الأخرى . أما عبد الله جاب الله ففضل غلق الباب أمام المرشح التوافقي للمعارضة في عام 2013 والإعلان أنه غير متحمس للترشح لمنصب القاضي الأول للبلاد في غياب ضمانات حقيقية لنزاهة الاقتراع، كما لاتزال لويزة حنون لم تفصل في أمرها من المشاركة كمرشحة لزعيمة حزب العمال 2014. عام 2013 عرف أيظا مفاجآت لم تكن منتظرة بخصوص ذات الموضوع، حيث أعلن الكاتب والروائي يسمينة خضرة عن ترشحه الرسمي للرئسيات، وهو ما ذهب إليه المليونير رشيد نكاز الذي أعلن أن منصب الرئيس يستهويه، فيما فضل الوزير الأسبق للخزينة في عهد حكومة غزالي علي بن واري العودة للجزائر لمباشرة حملته الانتخابية، حيث أبدى استعداده للتخلي عن الجنسية السوسرية مقابل الترشح كي يكون نزيلا بقصر المرادية