سكان قرية البيّض ببلدية البسباس يُطالبون بمشاريع لفك العزلة الخانقة يطرح سكان قرية البيّض المتواجدة بأقصى الحدود الغربية لولاية بسكرة مع ولاية المسيلة المجاورة معاناتهم مع حالة العزلة الخانقة التي فرضتها طبيعة الموقع الجغرافي للقرية من جهة والتقسيم الإداري للبلاد الذي أتبعها ببلدية البسباس بولاية بسكرة والتي تبعد عنها بمسافة 140 كلم رغم أنها لا تبعد عن مقر بلدية عين فارس المجاورة والتابعة لولاية المسيلة سوى ب 12 كلم من جهة ثانية. يقول أحد سكان هذه القرية الذي زار أمس مكتب الجريدة ببسكرة أن العزلة التي تعاني منها قرية البيض يمكن التخفيف منها عن طريق تعبيد الطريق،الذي يربطها ببلدية عين فارس التابعة لولاية المسيلة على اعتبار أنها تعد التجمع الحضري الأقرب ، إذ لا تبعد عنها سوى بمسافة 12 كلم ومع ذلك فإن هذه المسافة تتطلب من سكان القرية الراغبين في التنقل لهذه الأخيرة قضاء ما يقارب ساعة ونصف في هذا المقطع رغم أن مسافته القصيرة لا يستغرق قطعها سوى نصف ساعة ، وذلك بسبب تدهور وضعية الطريق بفعل قدم تعبيده الذي يعود لسنة 2005 . ويضيف المتحدث أن أشغال تعبيده لم تنجز منذ البداية بجودة عالية مما جعل الحفر والمطبّات تظهر به مع مرور السنوات وأصبح هذا المقطع في الوقت الحالي غير صالح للاستعمال وتعطل حالته كثيرا حركة المرور به ، خاصة وأنه يعد الشريان الرئيسي لربط سكان القرية ببلدية عين فارس التي يتبعونها كما أضاف محدثنا اقتصاديا واجتماعيا ولا يربطهم بولاية بسكرة سوى الرابط الإداري المتعلق باستخراج وثائقهم الإدارية من مقر بلدية البسباس التي يتبعونها والبعيدة عنهم بمسافة 140 كلم. من جهة أخرى تتسبّب وضعية هذا الطريق المهترئة في تأخر التحاق تلاميذ الطور الثانوي من أبناء القرية بمقاعد الدراسة التي يصلونها غالبا متأخرين عن الوقت المحدد رغم أن البلدية خصصت لهم 3 ثلاثة حافلات تنقلهم يوميا للدراسة في ثانوية عين فارس بإقليم ولاية المسيلة والعودة مساء للمبيت في منازلهم بقرية البيض بإقليم ولاية بسكرة ، وهي واحدة من المفارقات التي فرضها التقسيم الإداري بهذه القرية التي تقع على خط التماس بين الولايتين. وبالنسبة للطرقات دائما التي فرضت بحالتها المتدهورة ما يشبه حالة حصار على القرية يعاني سكان قرية البيض أيضا من تدهور حالة الطريق الولائي رقم 60 الرابط بين قريتهم ومقر دائرة سيدي خالد التابعين لها إداريا على مسافة 100 كلم. وفيما يتعلق بباقي مشاريع التنمية المحلية ، تتجسد معاناة السكان من خلال غياب الكهرباء عن السكنات التي استفادوا منها خلال السنوات الأخيرة ضمن برنامج السكن الريفي ، حيث يضطر أصحاب هذه السكنات إلى ربطها بالكهرباء عن طريق توصيلات عشوائية ترافقها العديد من المخاطر . وبالنسبة للتزود من الماء الشروب فإن الكميات التي تصل منه للقرية عبر الحنفيات تبقى ناقصة ولا تفي بحاجات السكان من هذه المادة الضرورية خاصة في فصل الصيف . أما عن قطاعي الخدمات والصحة فالسكان يضطرون للتنقل إلى مقر دائرة عين الملح بولاية المسيلة والتي تبعد عن قرية البيض بمسافة 50 كلم أو مدينة بوسعادة بولاية المسيلة البعيدة ب 90 كلم لقضاء مصالحهم المختلفة أو طلبا للعلاج والخدمات الطبية. وفي ظل هذه الحالة والركود التنموي المطبق على سكان "البيّض" يصبح الحديث عن مطلب ربط القرية بشبكة الغاز الطبيعي مبالغة و"ترفا" كما قال محدثنا والذي اعتبره حلما بعيد المنال في الوقت الحالي رغم فسحة الأمل التي فتحها مسؤولو سونلغاز الذين وعدوهم بإيصال الغاز للقرية بعد ربط بلدية عين فارس المجاورة بهذه المادة الحيوية. كما تساءل مُحدّثنا عن وضعية مكتب البريد الموجود بالقرية والذي ظل مُغلقا منذ الانتهاء من انجازه قبل سنوات رغم حاجة السكان الماسة لخدماته ، وعلى العكس من ذلك فقد وصلت تكنولوجيا الهاتف النقال إلى القرية قبل شهرين من الآن عن طريق الشركة العمومية "موبيليس" التي سمحت للسكان بالإتصال عن بعد بالعالم الخارجي الذي كانوا في عزلة تامة عنه منذ تشييد قريتهم . ولمعرفة ردّه حول الانشغالات المطروحة من قبل سكان القرية اتّصلت النصر برئيس بلدية البسباس السيد حليس بلقاسم الذي أوضح أنّ قرية البيض ستستفيد كغيرها من التجمعات السكانية التابعة للبلدية من مشاريع تنموية خلال عهدة البلدية الحالية ذكر منها على وجه الخصوص برمجة مشروع لتعبيد الطريق البلدي الرابط بين قرية البيض وتجمع المقطع ضمن ميزانية البلدية للسنة الجارية 2014. وبالنسبة للطريق الرابط بين البيض وعين فارس أوضح المير أنه ينتظر أن تتم إعادة تعبيده ضمن مشروع إعادة تعبيد الطريق الولائي رقم 60 على مسافة 108 كلم وهو المشروع الذي تمت الأشغال بالشطر الأول منه على مسافة 25 كلم . وبخصوص مدّ شبكة الكهرباء لسكنات البناء الريفي أوضح المتحدث أنّ المشروع في مرحلة الإجراءات الإدارية لإعلان المناقصة. وأضاف المير في نفس السياق أنّ الأشغال متواصلة حاليا بمشروع تجديد قنوات المياه الصالحة للشرب بعد إنهاء الشطر الأول منه.