تونس ممتنة لدعم الجزائر وتعبر عن رغبتها في تكامل اقتصادي استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأحد بالعاصمة، رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة في اليوم الثاني من زيارته للجزائر. و حضر اللقاء الوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، و نظيره التونسي المنجي حمدي. و خلال هذا اللقاء الذي دام قرابة ساعتين، قدم رئيس الحكومة التونسي عرضا حول آخر التطورات بتونس. كما تطرق الرئيس بوتفليقة و ضيفه للعلاقات الثنائية بين تونس و الجزائر في مختلف المجالات، و سبل تطويرها و تعزيزها. كما كان اللقاء فرصة للتطرق لإحياء الذكرى ال 56 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي قصف فيها طيران الاستعمار الفرنسي هذه القرية الحدودية في 8 فيفري 1958. وأكد رئيس الحكومة التونسي أمس، أن آفاق الشراكة بين الجزائر و تونس في المجال الإقتصادي كبيرة، داعيا إلى خلق تكامل اقتصادي بين البلدين في قطاع الصناعة خاصة في شعبة صناعة المركبات. و أوضح رئيس الحكومة التونسي- خلال زيارته للشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة بالعاصمة، رفقة وزيري التنمية الصناعية و ترقية الاستثمار و الطاقة والمناجم عمارة بن يونس و يوسف يوسفي، أن فرع صناعة المركبات من بين الفروع التي يمكن للبلدين تطوير الشراكة فيه منوها بالخبرة و القاعدة الصناعية للجزائر في هذا المجال، و التي تعتبر متكاملة مع القاعدة الصناعية التونسية. و أشار جمعة إلى أن صناعة السيارات في تونس متطورة حيث تساهم اليوم بنسبة 5 بالمئة من المدخول الخام. و دعا إلى خلق نسيج متكامل بين البلدين في هذا المجال لا سيما أن للجزائر مشاريع كبرى في صناعة السيارات و العربات الثقيلة و المولدات الكهربائية، مشيرا في ذات السياق إلى المحادثات التي جرت بين الطرفين خلال زيارته للجزائر لتعزيز سبل التعاون بخطوات سريعة في المستقبل. من جهته،أعلن بن يونس أن اللجنة المشتركة الجزائريةالتونسية ستجتمع في الأيام المقبلة، لافتا إلى أنه تم توجيه تعليمات من حكومتي البلدين لدراسة كيفية تدعيم الشراكة بين الجزائر و تونس في المجال الصناعي. و سمحت هذه الزيارة لرئيس الحكومة التونسي بإطلاعه على مختلف وحدات الشركة خاصة تلك المتخصصة في تصفيح و تركيب و هيكلة المركبات. يذكر أن الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة، التي استفادت من مخطط تطوير بقيمة 100 مليار دينار، تجمع ثلاثة فروع متمثلة في فرع الهياكل الصناعية و فرع السباكة و فرع السيارات الصناعية. و تمتد الشركة التي أبرمت اتفاقيات مع شركاء أجانب فرنسيين و ألمان لإقامة مشاريع في الصناعة الميكانيكية على مساحة 260 هكتار. و أجرى رئيس الحكومة التونسي أمس مباحثات مع الوزير الأول عبد المالك سلال حول مسائل تخص التعاون الثنائي و سبل تعزيزه و تطويره في مختلف الميادين الى جانب التطرق الى مسائل إقليمية و دولية تهم البلدين، و هي المحادثات التي جرت بحضور وزيري خارجية البلدين.كما كان رئيس الحكومة التونسي قد توجه أمس إلى مقام الشهيد بالعاصمة حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية. و لدى وصوله للجزائر مساء أول أمس للجزائر، أكد رئيس الحكومة التونسي، أن زيارته تعكس العلاقات المتينة القائمة بين البلدين معربا عن أمله في أن تكون هناك فرص أخرى لتعزيزها في مختلف المجالات. و أوضح أن زيارته للجزائر بعد انتخابه مؤخرا على رأس حكومة بلده هي "إشارة للعلاقات المتينة الموجودة بين البلدين الشقيقين و التي تعتبر تاريخية و عضوية حيث لمسنا وجود تعاون بينهما في كل الأزمات و المحن". و أعرب عن ارتياحه للشراكة الأمنية المتميزة بين البلدين، و قال أن "أمن الجزائر من أمن تونس و أمن تونس من أمن الجزائر" مؤكدا وجود شراكة أمنية كبيرة بين البلدين. من جهة أخرى، أعرب جمعة عن أمله أن تكون هناك فرص أخرى لدفع العلاقات بين الجزائر و تونس في جميع الميادين، لا سيما الاقتصادية مغتنما الفرصة للتعبير عن شكره لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على اهتمامه المتواصل بما يجري في تونس. و تعد زيارة السيد جمعة للجزائر الأولى من نوعها إلى الخارج بعد تعيينه مؤخرا على رأس الحكومة التونسية و ينتظر منها أن تعطي دفع قوي لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين.