المناطق الرطبة بأم البواقي تتحول إلى مصّب للمياه القذرة انطلقت خلال الأيام القليلة المنقضية بأم البواقي إحدى أهم الدراسات المتعلقة بتصنيف بعض المناطق الرطبة، في انتظار تسجيل عمليات تهيئة للمناطق الرطبة بالولاية التي تحتل المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية الطارف بالنظر لاحتلال هذه المناطق لنحو 90 ألف هكتار من مساحتها الإجمالية. الولاية التي تضم 11 منطقة رطبة منها 8 مناطق مصنفة في معاهدة رامسار الدولية، قررت اللجنة الولائية بها المكلفة بمتابعة تصنيف المناطق الرطبة خلال الأسابيع القليلة المنقضية المصادقة على مشروع دراسة تصنيف منطقة شط الملاح المتواجدة بإقليم مدينة عين الزيتون والتي تتربع على مساحة 500 هكتار بمبلغ مالي قدر بنحو 800 مليون سنتيم، وتعد المنطقة الرطبة شط الملاح ذات أهمية وطنية وعالمية كونها تستقطب الطيور المهاجرة من بلدان مختلفة لإكمال دورتها الخريفية وهي طيور نادرة ومحمية عالميا على غرار طائر النحام الوردي. وتثبت النتائج الأولية للدراسة بحسب مصدر مسؤول من داخل المديرية الولائية للبيئة أهمية النشاط البيولوجي للمنطقة وإمكانية تصنيفها وطنيا ودوليا، كما أثبتت الدراسة كذلك تواجد مجموعة شطوط بمحاذاتها ودعت المديرية الولائية إلى ضرورة إنجاز رواق بين المناطق الرطبة بالمنطقة، وذلك للانتفاع والسياحة البيئية. وطالبت الدراسة المعدة من طرف مكتب دراسات من ولاية باتنة بإنجاز متحف إيكولوجي في الهواء الطلق بالنظر لأن منطقة الشط لها أهميتها من خلال منابع تغذيتها بالمياه مع ولاية خنشلة ،واقترحت الدراسة ربطها بمنطقة قرعة الطارف لإيجاد حل لجفافها. المناطق الرطبة بأم البواقي التي تتربع على قرابة 100 ألف هكتار وتتوزع على قرعة الطارف ب334 هكتار وقرعة قليف الكبيرة في عين الزيتون وكذا عنق الجمل ببوغرارة السعودي بمساحة 1840 هكتار وتيمرقانين بعين الزيتون بمساحة 8300 هكتار وشط الملاح تنسيلت بسوق نعمان بمساحة 2154 هكتار وكذا قرعة المغسل بعين فكرون بمساحة 1000 هكتار وسبخة الزمول بأولاد زواي بمساحة 4400 هكتار باتت كلها اليوم تواجه أخطارا متفرقة يأتي على رأسها تحول أغلبها لمصبات للمياه القذرة التي تصب مباشرة في هذه المناطق التي هي عبارة عن منخفضات على غرار منطقتي قليف والطارف وهو ما جعل المديرية الوصية تطالب بمحطات لتصفية مياه المناطق الرطبة خوفا على إلحاقها أضرارا بصحة الحيوانات التي غادرت بلا رجعة ومنها طائر النحام الوردي. كما يهدد الطيور التي تزور هذه المناطق ظاهرة الصيد العشوائي وهي ظاهرة خطيرة بحسب مصدرنا السابق خاصة بسوق نعمان وأولاد زواي وهي مناطق عبارة عن محميات يمنع فيها الصيد خاصة في فترة الولادة التي تستمر من سبتمبر إلى غاية شهر جانفي إضافة إلى تعرض الطيور المولودة حديثا للسرقة وأحيانا يسرق البيض قبل خروج الطائر وهو ما بات يهدد بالقضاء على التكاثر واختفاء السلالات النادرة ومعها القضاء على التوازن البيئي ويتسبب الصيادون الهواة غير المتكونين في ذلك. وأضحت أن هذه المناطق تستعمل للري من طرف الفلاحين على غرار منطقة تيمرقانين أين تدخل رجال الدرك في عديد المرات مع محافظة الغابات بعد أن أحدث فلاحون مسلكا لإفراغ المنطقة من مياهها الحلوة على عكس بقية المناطق التي تعد شطوطا مالحة، وتؤثر التغيرات المناخية في ظل التساقطات القليلة على المناطق بفعل التذبذب في نسب المياه ،وهو ما يحدث خللا في مدة قدوم الطائر. وتتضمن الدراسات التي تشرف عليها لجنة ولائية برئاسة والي الولاية 5 مراحل أبرزها وضع أهداف الدراسة وتحديد المميزات الإيكولوجية لكل منطقة وتحديد الأخطار التي تواجه كل منطقة وصولا إلى وضع مخطط تسيير وتهيئة المنطقة إلى إعداد ملف التنفيذ.