صراعات تحيل منتخبين على العدالة وتوقف عجلة التنمية ببلدية بئر الشهداء تعيش بلدية بئر الشهداء بأم البواقي الحدودية مع ولاية ميلة صراعات سياسية بين أعضاء مجلس المنتخب أثرت بشكل أو بآخر على واقع التنمية بالبلدية وجعلت المنتخبين المحليين يتبادلون التهم في رسائل مجهولة وأخرى محررة من جانب المنتخبين أنفسهم ،والتي كانت سببا في تحويل أعضاء على أروقة العدالة وانطلاق تحقيقات أخرى مع أعضاء آخرين إلى جانب انطلاق تحقيقات إدارية موسعة باشرتها المفتشية العامة للولاية بعد رفع أعضاء محسوبين على المعارضة رسائل تتهم المجلس المنتخب برئاسة "المير" بارتكاب خروقات في التسيير، وتبقى الاتهامات متبادلة بين المنتخبين المحليين بعد أزيد من عام على تنصيب المجلس . ربورتاج وتصوير: أحمد ذيب ويبقى بذلك المواطن هو الضحية الوحيد لهاته الصراعات التي أوقفت عجلة التنمية وهو الملاحظ عبر أزقة وشوارع المدينة. فالصراعات السياسية داخل بلدية بئر الشهداء تسببت في تحويل عدد من المنتخبين إلى العدالة وذلك نتيجة خلافات بسيطة داخل المجلس خرجت بذلك للعلن من الباب الواسع على غرار ما حصل في أولى مداولات المجلس الحالي أين دخل رئيس البلدية السابق فرحات بوشلاغم في خلاف مع "المير" الحالي رمضان فراق تطور فيما بعد ليقف الطرفان أمام محكمة عين مليلة في قضية بعنوان السب وسيفصل فيها مجلس قضاء أم البواقي بتاريخ السابع والعشرين من شهر فيفري الجاري بعد أن أدين العضو ابتدائيا بعقوبة شهرين حبسا، المجلس البلدي المشكل من 13 عضوا تترأسه القائمة الحرة "آفاق" التي حصدت 5 مقاعد في الانتخابات المحلية تتقاذفه اليوم مشاكل عديدة في ظل بروز أعضاء بعنوان المعارضة والذين كشفوا خلال الأسابيع القليلة الماضية عما وصفوه بالتجاوزات والخروقات خاصة فيما يتعلق بمنح حصص السكنات الريفية التي قيل بأن رئيس البلدية أعدها لوحده وكذا قفة رمضان التي وزعت بحسب محرري الشكوى على عائلات مقربة من أعضاء منتخبون إلى جانب قضية التزوير في مداولات رسمية وتمزيق أوراق من سجل المداولات، وهي كلها نقاط حلت بشأنها لجنة تحقيق ولائية قبل نحو أسبوعين وباشرت تحرياتها بخصوص البناء الريفي الممنوح لأشخاص لا يحوزون قطعا أرضية خلف مقبرة الشهداء بالمدينة، واتهم عشرات المواطنين الذين التقينا بهم البلدية بتوزيع مشاريع فك العزلة بحسب الانتماءات الحزبية لكل مشتة وراحت ضحية هذا الإجراء الذي نفته مصالح البلدية مشاتي متفرقة على غرار مشتة الطارف التي تبعد 3 كلم عن البلدية وكذا مشتتي السباخ وبئر رعيان وهي كلها مشاتي لا تزال تعاني انعدام مسالك فك العزلة وندرة المياه الشروب وعدم ربطها بالكهرباء الريفية، فالمجلس المنتخب بات اليوم يواجه أكبر تحدي وهو الابتعاد عن الصراعات الحزبية والتكفل بانشغالات المواطنين. شهادات الحيازة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت عرفت بلدية بئر الشهداء خلال الأشهر القليلة المنقضية نشوب شجار عنيف بين عائلتين من عرش واحد على مستوى مشتة بئر الرعيان وأدت إلى مقتل شخص وإصابة نحو 5 آخرين بجروح في قضية وضع فيها نائب "المير" تحت الرقابة القضائية، ويتفق عشرات السكان الذين التقينا بهم بأن شهادات الحيازة التي تمنحها البلدية اليوم ملف حساس جدا وقنبلة موقوتة قد يخلف نزاعات عروشية مستقبلا إن لم تتدخل الجهات الوصية، وبحسب من التقينا بهم فالقانون الجديد الخاص بالتوجيه العقاري ينص على أن شهادات الحيازة لا تمنحها البلدية بعد عملية مسح الأراضي التي تمت غير أن المجلس البلدي وبحسب من تحدث إلينا من المواطنين لا يزال يحرر شهادات الحيازة وهي التي قيل عنها بأنها غير قانونية وتجر الفلاحين المستفيدين منها إلى العدالة لكونها تحرر لأراض تابعة للدولة وكانت تستغل من طرف أطراف أخرى والتي تتقدم بدورها للجهات القضائية بشكاوي ضد المستفيدين من شهادات الحيازة الذين يتقدمون بعد ذلك بملفات على مستوى مديرية الري لحفر آبار وأنقاب على أرض هي في الأصل ليست ملكا لهم. مرافق مغيبة وأخرى مغلقة ومواطنون يتنقلون لسوق نعمان لقضاء حوائجهم يشكو سكان بئر الشهداء اليوم من غياب للمرافق الضرورية بسبب عدم برمجتها أو الغلق الذي طالها أما بخصوص المرافق المتوفرة حاليا فتشكو هي الأخرى من عديد النقائص، فالقاعة متعددة الخدمات بالمدينة بوذراع التهامي تحمل غير الاسم حسب تعبير أحد المواطنين بسبب غياب المناوبة الليلية وتعطل اغلب الأجهزة إضافة إلى الانعدام شبه الكلي للتحاليل الطبية وعلق السكان آمالا على سيارة الإسعاف لتخفيف العجز الحاصل غير أن السيارة في عطلة أيام العطل الأسبوعية وتتوقف مع نهاية ساعات العمل الرسمية، ويطالب السكان بتهيئة القاعة وتجهيزها وفتح وحدة للحماية المدنية لتغطية النقص الحاصل فأقرب وحدة تبعد عن المدينة ب10 كلم ويشكل ذلك خطرا كبيرا خاصة على صحة المصابين في الحوادث المرورية، ويطرح مواطنو المدينة قضية الغلق الذي طال مصلحة الولادة التي استفادت منها المدينة سنة 1993 غير أن مقرها حول لمفرزة للحرس البلدي ومعاناة الحوامل في المقابل متواصلة، ويتحدث السكان عن حادثة وفاة حامل السنة الماضية بعد التأخر في نقلها لعين مليلة أين لفظت أنفاسها بعد نزيف دموي حاد، وكشف المتحدثون إلينا بأن قاعة العلاج استفادت خلال السنوات الثلاث المنقضية من جاهز للتحاليل الطبية يعرف ب"لانوش" واستقدم بمبلغ 700 مليون سنتيم غير أنه موضوع أسفل درج العيادة منذ تلك الفترة بحجة غياب مكان يتسع له، هذا إضافة إلى الغلق الذي طال فرع صندوق الضمان الاجتماعي وغياب هياكل رياضية تستقطب الشباب حماية لهم من الانحراف. سكنات هشة آيلة للسقوط وشوارع تتحول إلى برك في غياب التهيئة تحصي بلدية بئر الشهداء 12 حيا سكنيا أغلبها يضم سكنات هشة آيلة للسقوط في أية لحظة على رؤوس قاطنيها باستثناء حيين فقط ويتعلق الأمر بحي 404 سكن والنصر، وبحسب إحصائيات المجلس البلدي فأزيد من 291 بناية هشة عبر البلدية أغلبها بالقرية الفلاحية أو ما يعرف بحي 17 جوان الذي لا يحوز سكانه على عقود أين تم إحصاء 87 بناية هشة بعدد سكان قدر بنحو 522 ساكن إضافة إلى 66 بناية بحي الملعب الذي لا يحوز سكانه على عقود كذلك و49 مسكن آخر بحي 50 مسكن الذي حلت به بتاريخ الثامن من شهر ديسمبر من سنة 2011 لجنة وزارية أين أمرت بإعداد بطاقة تقنية عن الحي الهش من دون نتيجة تذكر ويعيش سكان هذه الأحياء الأمرين تحت أسقف من مادتي "التيرنيت" والقرميد، وهو الأمر الذي جعل قاطني هاته السكنات يطالبون بضرورة الإسراع في رصد إعانات مالية للسكان لمباشرة أشغال تهيئة سكناتهم، وبخصوص التهيئة فمغيبة هي الأخرى عبر جل الأحياء باستثناء حي النصر الذي ينتظر هو الآخر إتمام التهيئة بشكل كلي، وتتحول المدينة كلما تهاطلت الأمطار إلى برك وأوحال تعيق السير الحسن للراجلين والمركبات على حد سواء. بلدية فلاحية بلا مياه جوفية تنتظر مدها من سد بني هارون كانت البلدية تعرف في وقت سابق باحتضانها لأجود البساتين المنتجة للتفاح وشتى الفواكه بتوفر عوامل ممارسة النشاط الفلاحي غير أن هذا النشاط يواجه اليوم مشكلا قد يقف أمامه ويجعل المدينة تتخلى عن نشاط عرفت به منذ القدم وهو إشكال مرتبط بالمياه الشروب، ففلاحو المنطقة اصطدموا بتصنيف المنطقة كمنطقة حمراء فيما يتعلق بالمياه الجوفية ويمنع منح تراخيص لحفر الآبار بحثا عن المادة الحيوية وبين هذا وذاك يطالب الفلاحون وسكان المدينة بضرورة ربطهم بقنوات سد أوركيس بعين فكرون المستقدمة للمياه من سد بني هارون قصد بعث النشاط الفلاحي من جديد واستعادة المكانة التي كانت عليها المدينة خلال سنوات خلت. "المير" ينفي تحرير شهادات حيازة ويؤكد بأن التهيئة ستنطلق تدريجيا نفى رئيس بلدية بئر الشهداء فراق رمضان كل ما قيل عن شهادات الحيازة الممنوحة لأناس يستغلون لأرض تابعة للدولة وأخرى متنازع عليها مشيرا بأن البلدية تصادق فقط على شهادات تحرر بعد حضور شاهدين وتمنح لصاحبها كي يستفيد من سكن ريفي أو حفر بئر فلاحي، موضحا بخصوص قضية مشتة بئر لعور بان البلدية لم تمنح شهادة الحيازة لأن الأطراف المتخاصمة تحوز أحكاما قضائية، وفيما تعلق بالتهيئة فكشف "المير" بأن مديرية التعمير ستتكفل بتهيئة حي النهضة في انتظار إدراج حي 102 سكن ضمن البرامج التكميلية، كاشفا عن استفادة البلدية من حصة 50 سكن اجتماعي لترتفع الحصة إلى نحو 350 سكن اجتماعي، أما عن المشاريع التي ستنطلق مستقبلا بعد إتمام الإجراءات الإدارية فتخص تهيئة مخرج المدينة ناحية سوق نعمان وتهيئة عديد الطرقات الولائية وأخرى داخل المحيط العمراني.