بطلة الملاكمة بغدوش غنية تجمع بين الهندسة المعمارية و الفن النبيل اقتحمت رياضة الفن النبيل بتشجيع من والدها و شقيقها، فزادها ذلك ثقة في النفس و إصرارا على خوض ميدان بقي لزمن طويل حكرا على الرجال، إنها الملاكمة القسنطينية بغدوش غنية التي خاضت نزالها الأول في عالم الاحتراف سنة 2008 و افتكت العديد من الألقاب الوطنية و لقب دولي في وزن 52كلغ، و تطمح اليوم لتحقيق ألقاب عالمية. الرياضية المتحمسة وجدت الدعم من الأقربين، مما منحها القوة في مواجهة نظرة الكثيرين و المقلّلة من إمكانية الجنس اللطيف في خوض غمار رياضة عنيفة، تحتاج لعضلات مفتولة و تفرض تدريبات منتظمة لأجل الحفاظ على لياقة بدنية عالية و رشاقة الحركة و هو ما تحرص عليه غنية من خلال حضورها المستمر لحصص التدريب بمعدل 6أيام في الأسبوع. الملاكمة طالبة جامعية تخصص هندسة معمارية، تحاول قدر الإمكان التوفيق بين الدراسة و الرياضة التي اختارتها لإعجابها وولعها منذ الصغر بالرياضات الفردية و بشكل خاص القتالية، حيث أسرت لشقيقها عن رغبتها في ممارسة الفن النبيل، فشجعها على ذلك، و أصبحت ترافقه لقاعة التدريبات و كانت حينها تدرس في السنة الثالثة متوسط، حيث بيّنت منذ اليوم الأول حبا جارفا لتحقيق النجاح و التحدي، مما شجع المدرب على التعامل معها كباقي الرياضيين الذكور لمنحها المزيد من الثقة و الاعتماد على النفس، فحمل سجلها الاحترافي منذ 2008 الكثير من الانتصارات في البطولات الوطنية و الدولية، حيث افتكت 5ألقاب وطنية في نزالات 49كلغ و لقب دولي في وزن 52كلغ بالإضافة إلى كأس. وتروي كيف أن إعجابها بالأبطال الجزائريين منحها قوة المواصلة و تحدي أخوالها و أعمامها الذين رفضوا فكرة ممارستها لرياضة رجالية في نظرهم، و حوّلها من شخص مغضوب عليه إلى قدوة يعمل الكثيرون على التشبه بها. الملاكمة الشابة سردت للنصر كيف كانت بدايتها صعبة، كونها تقطن بمنطقة نائية ببلدية حامة بوزيان، و بأنها لم تكن لتستمر في ممارسة رياضتها المفضلة لو لم يكن شقيقها يرافقها في كل الحصص التدريبية، مما زاد من اطمئنان الوالد الذي سمح لها بمواصلة مشوارها الرياضي و الاستمرار فيه أكثر من خمس سنوات، مما مكنها من الالتحاق بالفريق الوطني للملاكمة النسائية سنتين فقط بعد اقتحامها عالم الملاكمة و كان ذلك عام 2010. تجتهد غنية اليوم لتحقيق ألقاب طالما حلمت بها، متخذة من بعض زملائها بنادي شباب حامة بوزيان مثالا و قدوة،حيث أسرت بأنها تعلمت الكثير من التقنيات المهمة من زملائها فيلالي نصر الدين و بوسماحة محمد و بولودينات شعيب، كما لم تخف إعجابها بزميلتها محرزي منال التي وصفتها بالرائعة و البطلة الحقيقية التي تستمد منها طاقة الاستمرار في مجال لا زال ينظر إليه كرياضة خاصة بالرجال لما يطبعها من عنف و حوادث. و عن إحساسها كلما صعدت إلى الحلبة تقول بغدوش بأن الملاكم الذي لا يشعر بالخوف ليس ملاكما، لأن الخوف يمنحه القوة و الرغبة في التغلب على الخصم، معترفة بأن خوفها غالبا ما يكون من الجمهور أكثر مما يكون من المنافس، لأنها تخشى أن تخيّب ظن مشجعيها، و استرسلت قائلة بأن تشجيعاتهم و هتافاتهم تجعلها تعيش تحت الضغط. محدثتنا تذكرت بعض المواقف التي قالت بأنها ستبقى راسخة في ذهنها ، أهمها النزالات الصعبة التي انتهت لصالحها و انسحبت منها منافساتها و إن لم تتمكن حتى الآن من تحقيق فوز بالضربة القاضية.و تستعد اليوم للعودة إلى التدريبات المكثفة بهدف المشاركة في البطولات الإفريقية القادمة التي حرمت منها بسبب انشغالها بمستقبلها الدراسي. و بخصوص أناقتها قالت غنية بأنها ضد فقدان المرأة لأنوثتها و ترفض تشبهها بالرجل و تقليده في فتل العضلات، بل ترى قوتها في قبضتها و في سرعة حركتها و تقنياتها الخاصة و ذكائها و قوة بصيرتها و ليس في الشكليات و المظهر على حد تعبيرها.و تحلم بغدوش بتحقيق الشهرة العالمية كقدوتها ليلى علي كلاي صاحبة القبضة الحديدية.