40 % من الأطفال المرضى ضحايا زواج الأقارب بينت دراسة ميدانية أجرتها الجمعية الولائية لذوي الزرع القوقعي بقسنطينة ، في السنة الماضية على عينة تتكون من 67 عائلة تضم كل عائلة منها طفلا أو طفلين يعانيان من إعاقة سمعية تم إخضاعهما لزرع القوقعة،بأن 40 بالمائة من هؤلاء البراعم ثمار زواج الأقارب في حين تم تسجيل أسباب أخرى مختلفة بالنسبة ل60 بالمائة الباقين،و يأتي داء التهاب السحايا في المرتبة الأولى بالنسبة لمن لم يخضعوا للقاح المضاد للمرض و بعده مباشرة تأتي حالات الولادة العسيرة ثم تعرض الرضع للأصوات العالية جدا. و يكلف زرع القوقعة الدولة بين350 و 400 مليون سنتيم،إلا أن الشق الجراحي يشكل 20 بالمائة فقط من الأهداف المنشودة ،في حين يشكل الشق التأهيلي 80 بالمائة من نجاح عملية التكفل و هنا يكمن الدور الأساسي للجمعية. منار بوالكرشة، رئيس أول جمعية تعنى بهذه الشريحة ببلادنا أوضح للنصر ،بأنه أشرف بنفسه على توزيع استمارات خاصة على الأولياء الذين خضع صغارهم لعمليات الزرع و بينت النتائج بأن الغالبية العظمى من هؤلاء الأولياء ينتمون للشريحة العمرية بين 35 و 50 عاما و متوسط عمر أطفالهم 5 سنوات. و أدى زواج الأقارب إلى إنجاب العديد منهم لأبناء معاقين سمعيا .و بينت النتائج من جهة أخرى بأن الأولياء لا يكتشفون إعاقة أبنائهم إلا بعد شهور أو سنوات من ميلادهم و يعود ذلك أساسا إلى عدم توفر آليات الكشف المبكر عن أمراض الأذن و الحنجرة بمصالح التوليد بمستشفياتنا ، عكس الدول المتقدمة التي تشخص الحالات بعد الولادة و تبرمج مباشرة المعنيين لعمليات زرع القوقعة و كلما تم الزرع مبكرا عندما تكون الخلايا العصبية حية و البقايا السمعية موجودة، تكون النتائج أفضل.و أشار إلى أن عمليات الزرع بأوروبا و الدول المتقدمة تتم عادة بين الشهر السادس و ال12.في حين لا يزال أكثر من 67 ألف طفل في انتظار فرصة للزرع ببلادنا و عامل الزمن لا يخدمهم بتاتا. الزرع المبكر يضمن التأهيل الناجح رئيس الجمعية شدد بأن الزرع المبكر للقوقعة هو الحل الأمثل لصغار الصم لأنه يمكنهم من استرجاع القدرة على السمع وتطوير قدراتهم ،لكن هذا النوع من العمليات لم يحظ بعد في بلادنا حسبه بالإعلام الكافي، ناهيك عن إهمال التشخيص المبكر و أضاف بأن قطع غيار القوقعة السمعية تطرح بشدة لدى الأولياء فهي ذات أسعار ملتهبة و لا تخضع لنظام التعويض من صندوق الضمان الاجتماعي.كما أن بلادنا لا تتوفر على متخصصين في الضبط الفني للمعينة السمعية إلا في المستشفيات.و ذلك رغم الحاجة الماسة لهؤلاء من أجل ضبط الأصوات. أسر إلينا بو أمجد في نهاية لقائنا بأن طموحاته أكبر من افتتاح قسمين لتأهيل هؤلاء الأطفال ،فقد تقدم في شهر نوفمبر الفارط بطلب لوالي قسنطينة من أجل تجسيد مشروع مركز لإعادة تأهيل فئة زارعي القوقعة السمعية من شأنه أن يقدم لهذه الشريحة من الأطفال مجانا كل ما يحتاجونه من خدمات و دروس و دعم نفسي و تربوي ، ليتمكنوا من متابعة المنهج التعليمي النظامي،ناهيك عن توفير الصيانة للأجهزة السمعية