إقبال كبير على هواية تربية وتجارة العصافير ببسكرة تعرف هواية تربية العصافير انتشارا واسعا بمدينة بسكرة . ويلتقي ممارسي هذه الهواية صباح كل يوم جمعة بسوق خاص بها بوسط المدينة وهي سوق بدأت في الانتعاش خلال السنوات الأخيرة وتوسعت مع مرور الأيام بفعل إقبال أعداد معتبرة من المواطنين ومن مختلف الفئات العمرية على ممارسة هذه الهواية . النصر تجولت صباح أمس الجمعة بسوق العصافير أو «سوق لحمام» حسب التسمية المحلية له وهو سوق يلتئم صباح كل يوم جمعة غير بعيد عن السوق المغطاة بوسط المدينة وتوسع عبر الشوارع والأزقة الضيقة القريبة منه وصار الباعة وهواة تربية الطيور بمختلف أنواعها يتجمعون قبالة مقر مديرية الضرائب ومقر المحكمة السابق . أين وجدنا شبابا من مختلف الأعمار ، مراهقين وحتى شيوخ يحجون إلى السوق من كل أحياء عاصمة الولاية ومن البلديات المجاورة لممارسة هوايتهم المفضلة بين من يبيع ويشتري عصافير من مختلف الأنواع والألوان والتسميات. في هذا السوق وقفنا عند عالم خاص يسمى «عالم العصافير» لا يعرفه إلا من يمارس هذه الهواية الخاصة . فالعصافير تختلف من حيث النوع والمنشأ ولكل نوع تسمية خاصة به ، كما تختلف من حيث العمر ودرجة التربية وبالتالي من حيث إجادتها للزقزقة أو «الغناء» كما يقول هواة تربيتها . في إحدى زوايا السوق وجدنا مراهقا يحمل قفصين جميلين اقتربت منه وسألته : كم ثمن هذا العصفور وبدون تردد رد الفتى 7000 دينار أما العصفور الثاني وهو لا يختلف عن الأول في نظري كثيرا فقال أن ثمنه 3500 دينار سألته عن الفرق بينهما فقال أن الأول من نوعية ممتازة وهو يجيد الغناء «جاهز للتربية» على حد تعبيره ، في حين أن الثاني لا يزال صغيرا ويلزمه بعض الوقت لترديد «الغناء» يقصد الشروع في الزقزقة. في السوق أيضا وقفنا عند فئة ثانية من الأشخاص اتخذت من هواية الفئة الأولى في تربية العصافير مهنة وتجارة قائمة بذاتها تمارسها لكسب الرزق كغيرها من أنواع التجارة، فالمنتمون لهذه الفئة يمارسون تجارة مستلزمات تربية العصافير ولا يرون فيما يقومون به هواية بل تجارة بحتة ، حيث يعمد هؤلاء الباعة إلى توفير ما يحتاجه هواة تربية العصافير من وسائل ومستلزمات ومعدات ، بداية من توفير أقفاص العصافير التي تختلف بدورها من حيث الحجم بين الصغيرة التي تسمح بتربية عصفور أو عصفورين والمتوسطة ثم كبيرة الحجم التي تستخدم لتربية عدد معتبر من العصافير . وكذا توفير أغذية العصافير وهي كثيرة ومتنوعة وتختلف حسب نوع العصفور وسنه ، بالإضافة إلى باقي مستلزمات قفص العصفور من إناء ماء الشرب وموضع الطعام وغيرها . السيد عبد الحكيم وهو موظف بإحدى الإدارات جمعتنا به دردشة حول ممارسته لهوايته المفضلة تربية العصافير التي قال أنه يمارسها منذ أزيد من 20 سنة . موضحا أنه يجد راحة نفسية كبيرة وهو يقترب من عصافيره ويعتني بها . وكشف أنه منذ سنوات يقصد صباح كل جمعة هذه السوق لبيع عصافير وشراء عصافير جديدة وهو ما يسمح له بالبقاء دوما على معرفة بكل جديد في هذه الهواية التي يتقاسمها مع عدد من أصدقائه. ويضيف محدثنا أنه يعمد في المساء إلى نقل أقفاص عصافيره إلى سطح منزله وهناك تبدأ قصة جميلة بينه وبين عصافيره التي تحتفي باللقاء معه كما قال على طريقتها . حيث يقوم بإطعامها وتنظيف الأقفاص ومتابعة صحة العصافير إلى درجة أنه أصبح يعرف الأمراض التي تصيبها ويقدم لها الدواء اللازم في الوقت المناسب. وحسب محاورنا فإن ممارسة هواية تربية العصافير بالنسبة له هي أفضل بكثير من أن يقضي أوقات الفراغ فيما لا ينفع على حد تعبيره .