مشروع لتصنيع لقاحات مضادة للسرطان بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة كشفت مديرة مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، عن دراسة مقترحات كوبيّة لتطوير لقاحات مضادة للسرطان بالشراكة مع باحثين جزائريين، كما ينتظر الشروع في إنجاز أول مخبر مُعتمد دوليا في إجراء التجارب على الحيوانات المخبرية. و في لقاء مع "النصر" ذكرت مديرة مركز البحث في البيوتكنولوجيا البروفيسور حليمة بن بوزة، بأن المركز الذي يضم 27 مخبرا و 63 باحثا، سيقوم في إطار الشراكة مع مراكز مختصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بإنشاء أول مخبر لتجارب الحيوانات سيكون الأول من نوعه على المستوى الوطني، بإخضاعه للمعايير الدولية المعمول بها، و قد تم لهذا الغرض تخصيص مساحة بألف متر مربع داخل مركز البحث من أجل تهيئتها و تزويدها بالتجهيزات اللازمة، حيث تم الإعلان عن مناقصة دولية لاختيار شركة تتكفل بشقي المشروع، الذي سيكلف بحسب تقديرات أولية لخبراء ألمان ما يفوق 4 مليون أورو. المخبر يتوقع تسلمه خلال سنتين على الأقل، حسب مديرة المركز، التي ذكرت بأن دوره يتركز على إخضاع الحيوانات المخبرية لتجارب و بحوث تطبيقية دقيقة، ستُمكّن من اختبار و تطوير الأدوية و التوصّل إلى اكتشافات في مجال علم السموم، و سيكون هذا المركز مرجعا و نموذجا للباحثين الجزائريين، الذين كثيرا ما يتعثرون في المرحلة التطبيقية من البحوث، لعدم وجود مخابر معتمدة دوليا و مطابقة للمعايير العالمية، ما يضطرهم غالبا إلى اللجوء لمخابر أجنبية مختصة في إجراء التجارب على الحيوانات المخبرية، كما سيساهم المخبر في تحقيق التنمية الاقتصادية و الحد من التجاوزات الحاصلة في مجال الصناعات الغذائية. من جهة أخرى كشفت محدثتنا عن اقتناء التجهيزات الخاصة بأول مخبر للكشف عن العضويّات المعدلة وراثيا، حيث ستتكفل شركة جزائرية كورية بتهيئته بالتنسيق مع مكتب دراسات جزائري، على أن يسلم المشروع قبل نهاية هذا العام، و ذلك بهدف إخضاع المواد الغذائية التي تدخل الجزائر للرقابة الدقيقة، بحيث تصل نسب العُضويّات المعدلة جينيا بها إلى مستويات مرتفعة تؤثر على صحة المستهلك و تجد السلطات الجزائرية صعوبة في متابعة مستورديها لغياب مخابر مختصة، و قدمت مديرة المركز مثالا عن اكتشاف باحثيها لدى تحليل بذور الكوسة المستوردة من الصين، نسبا مرتفعة من هذه العضويات، و هي مظاهر تزيد أمام غياب مخابر مختصة في هذا المجال و حداثة تخصصات البيوتكنولوجيا ببلادنا. البروفيسور بن بوزة أكدت أن مركز في البيوتكنولوجيا الذي يتبع مباشرة لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالجزائر، تلقى في إطار الشراكة الجزائرية الكوبية، مقترحا من جمهورية كوبا من أجل تطوير لقاحات مضادة لسرطانات الدماغ و البروستات و التهاب المفاصل الرّثيائي، حيث يتم حاليا دراسة نوع السرطان الذي سيتم تطوير اللقاح الخاص به، و بتحقيق أحد المشاريع ستشهد الجزائر أول تجربة من هذا النوع في مجال طبي حديث كهذا، كما سيساهم ذلك في تكوين الباحثين من أجل المساهمة مع مؤسسات إنتاج الأدوية في تصنيع اللقاحات و المرافقة العلمية للعملية.