حنون تطالب بإصلاح عميق للدستور وإجراء انتخابات تشريعية مسبقة دعت أمس الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الرد إيجابيا على الرسالة '' القوية التي وجهها له الجزائريون من خلال التصويت ومن خلال الامتناع '' وذلك بالإسراع في اتخاذ إجراءات '' جريئة وسريعة '' في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي قصد الاستجابة لتطلعات الملايين الذين انتخبوه لعهدة رئاسية رابعة، واسترجاع ثقة الممتنعين. واقترحت عليه أجندة تتضمن أولى الأولويات التي رافعت مطولا من أجلها في مقدمتها إيجاد حل نهائي للازمة في غرداية وإجراء انتخابات تشريعية مسبقة وإصلاح دستوري عميق. وفي ندوة صحفية نشطتها في مقر الحزب بالحراش ( العاصمة ) خصصتها لاستعراض نتائج الدورة العادية للمكتب السياسي للحزب التي تناولت بالتقييم الحملة الانتخابية ونتائج الرئاسيات الأخيرة، حذرت حنون من استمرار الوضع القائم حاليا في البلاد وقالت '' إن استمرار الوضع القائم سيكون قاتلا ومغامرة غير محمودة العواقب '' وحرصت على توجيه رسالة إلى الرئيس بوتفليقة تناشده فيها بالإسراع في الاستجابة لمختلف تطلعات المواطنين الذين جددوا فيه الثقة في الانتخابات التي جرت يوم 17 أفريل، '' التواقين –كما قالت –إلى تحول ديمقراطي سلس'' وقالت '' إن أي تأخر في اتخاذ إجراءات جريئة ومستعجلة في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي قد تجعل الناخبين المقدر عددهم بحوالي ثمانية ملايين ونصف الذين جددوا الثقة فيه ينقلبون عليه سيما كما قالت في ظل وجود هشاشات اجتماعية سيما فيما يتعلق بملف التشغيل''.ودعت حنون بالمناسبة إلى إعطاء الأولوية بعد انتخابات 17 أفريل إلى معالجة التراكمات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن على غرار ملف التشغيل بتعويض المناصب المؤقتة بمناصب دائمة وإيجاد حل جذري للأزمة في غرداية من خلال التكفل بكل المطالب الاجتماعية والاقتصادية المطروحة بحدة في المنطقة وشددت على ضرورة كشف المتسببين الحقيقيين في الأحداث التي شهدتها هذه الولاية خلال الفترة لأن الأمر حسبها يتعلق بتكامل الأمة.كما أكدت المتحدثة بالمناسبة على ضرورة الجعل من إصلاح الدستور وتنظيم انتخابات تشريعية من بين الأولويات الملحة لما بعد الرئاسيات الأخيرة، مقترحة بالمناسبة '' إجراء إصلاح دستوري عميق يكرس ميلاد الجمهورية الثانية وليس مجرد تعديل دستوري شكلي'' وشددت في ذات السياق على أن يسبق الإصلاح الدستوري '' تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة" باعتبار أن البرلمان الحالي – كما قالت - فاقد للأهلية السياسية و لا يمكنه أن يتكفل بالإصلاح الدستوري بالنظر – حسب تعبيرها – إلى ما شاب التشريعيات التي جرت في 2012 من تزوير وما اكتنفه من اختلاط المال الوسخ بالسياسة وكذا شراء الذمم وما ترتب عن ذلك – تضيف – من إفراغ المؤسسة التشريعية الحالية للإصلاحات السياسية التي دعا إليها رئيس الجمهورية من محتواها".وأثناء تطرقها للحديث عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة وصفت الأمينة العامة لحزب العمال أن الظروف التي نظم فيها هذا الاستحقاق بالنزيهة وقالت أن مراقبي حزبها لم يسجلوا تجاوزات ولا انزلاقات ولا تزوير بإمكانه أن يؤثر على نتائج الاقتراع، معتبرة بأن '' اختيار الشعب الجزائري التصويت على الرئيس بوتفليقة هو اختيار لمكسب السلم و الأمن". كما أكدت حنون بأن '' الشعب الذي لم يزك أنصار ودعاة المرحلة الانتقالية التي عادة ما تؤدي إلى فوضى برهن عن نضجه ووعيه للرهانات والمخاطر التي تحيط بالجزائر وباستقرارها'' مضيفة '' إن الجزائر خرجت منتصرة من الاختبار الذي واجهته بمناسبة الرئاسيات حيث حافظت على السيادة الوطنية وعلى تكامل البلاد وانتزعت تقدم ديمقراطي ملحوظ عندما بين الشعب درجة نضجه السياسي ووعيه بالرهانات '' وقالت '' إن الكرة اليوم في مرمى الرئيس المنتخب''.