تدخل مساء أول أمس رئيسا بلديتي فركان بولاية تبسة وبن قشة بولاية الوادي وقائد كتيبة الدرك الوطني لدائرة حاسي خليفة و عدد من أعيان وكبار أعراش البلديتين، في عمل منسق سمح بعقد جلسة صلح عرفية للمساهمة في خلق الاستقرار بين العرشين المتجاورين . جلسة الصلح التي عقدت بالمنطقة المتنازع عليها بين الطرفين والمعروفة باسم " جارش الآبار "، كانت فرصة مواتية للحوار والنقاش الهادئ بين المتنازعين الذين استمعوا لوجهات نظر بعضهم البعض واستطاعوا أن يخرجوا في نهاية اللقاء بجملة من التوصيات العملية ، تعهدوا بتجسيدها ميدانيا حتى لا تتكرر الاعتداءات . فحسب ما صرح به قاسم لحبيب رئيس بلدية فركان، وهو أحد الفاعلين في هذا المسعى الخيري والداعين له، فإن الجميع اتفقوا على توقيف حفر الآبار من الطرفين في المنطقة المتنازع عليها ، في انتظار تدخل وزارة الداخلية والجماعات المحلية للفصل في قضية الحدود بين الولايتين ، والدعوة إلى نبذ العنف والتحكم في الأعصاب وعدم الاعتداء على ملكية الغير ، والعمل أيضا على حل الخصومات والنزاعات بالطرق السلمية بعيدا عن استعمال لغة العنف التي لا طائل يرجى منها ، لأنها مفسدة اجتماعية ، ومحرمة شرعا وقانونا ، مع ضرورة المحافظة على العلاقات الأخوية بين سكان البلديتين الذين تربطهم علاقات الجوار والمصاهرة منذ عقود طويلة ، والسعي الدائم والمستمر لنبذ الخلافات بين الطرفين وإطفاء نار الفتنة ، وتغليب المصلحة العامة واستقرار البلاد التي هي في غنى عن مثل هذه الفتن ، واحتواء أي توتر يقع في المهد حتى لا تتكرر المواجهات بين المتنازعين الذين يجب أن يحتكموا للسلطة في شؤونهم. وأوضح محدثنا أن التوترات التي تحدث من فترة لأخرى بين فلاحي " السوافة " وعرش أولاد العيساو، تعود لسنوات الثمانينيات بسبب الخلافات الحدودية ، والتي شهدت تنظيم اجتماعات ولقاءات بين السلطات الولائية للولايتين وتم حينها تحرير تقرير مفصل من طرف مسؤولي الولايتين وأرسل إلى وزارة الداخلية للبت فيه . خلفية الأحداث حسب ما ذكره لنا رئيس بلدية فركان، يعود إلى قيام أحد الفلاحين من بلدية بن قشة بولاية الوادي بإحضار حفارة لحفر بئر ارتوازية في المنطقة محل النزاع فقامت مجموعة من الفلاحين من عرش أولاد العيساو ببلدية فركان بمنعه من وضعها لكون المنطقة تابعة لولاية تبسة. الأمر الذي لم يتقبله الطرف الآخر ، وتحول في لحظات من الغضب إلى شجار استعملت فيه جميع الوسائل من هراوات وعصي و قضبان حديدية ، ما خلف عددا من الجرحى في صفوف الطرفين، مما استدعى تدخل قوات الدرك الوطني التي احتوت الوضع ونجحت في إطفاء نار الفتنة فيما قام العشرات من الفلاحين بمحاولة غلق الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين الولايتين، غير أن تدخل العقلاء وأعيان الجهة حال دون ذلك. ع/نصيب