أطفال يقاومون النعاس و ينافسون الكبار في صنع الفرجة اكتملت فرحة التلاميذ الذين اختاروا الرقص على أنغام الأغاني الرياضية خلال حفلات توزيع الجوائز على المتفوقين في مختلف أقسام الطور الابتدائي أمس الأول الخميس، بتأهل الخضر إلى الثمن النهائي لمونديال البرازيل، فاستمرت أهازيجهم إلى ساعات متأخرة من الليل، و نافسوا البالغين في صنع الفرجة. بتلقائية مفرطة نقل تلاميذ الأطوار الابتدائية بقسنطينة يوم الخميس بمختلف المؤسسات التربوية، أحاسيس جياشة ، تعبيرا عن مناصرتهم لمحاربي الصحراء و كانت فرحتهم المسبقة في محلّها، حيث تواصلت هتافاتهم التشجيعية منذ الصباح الباكر، بدأ بحفلات توزيع جوائز نهاية السنة على الناجحين في امتحان السانكيام و المتفوّقين بباقي الصفوف الأولى، مرورا بمشاركة مناصري شباب قسنطينة في فرحتهم بذكرى 116لتأسيس ناديهم و كذا ذكرى الفوز بلقب البطولة الوحيد الذي حازوا عليه في 26جوان 1997 ،و صولا إلى نهاية المقابلة التاريخية الجزائر- روسيا، مقاومين النعاس و التعب تحت وقع الفرحة العارمة. حفلات توزيع الجوائز غمرتها أجواء رياضية بلا منازع، تحت أنغام "الدي جي" و التنشيط المميّز لمنشطي حفلات البراءة، مثلما سجلناه بعدد من المؤسسات بوسط المدينة، نذكر منها على سبيل المثال مدرسة بلكحل نفيسة. مئات التلاميذ سبقوا المناصرين و افتتحوا العرس الكروي على طريقتهم داخل أفنية المؤسسات التربوية، و مزجوا بين فرحة النجاح و الرغبة في رؤية منتخبهم الوطني ينتقل للدور الثاني، فلم يخيّب الخضر تفاؤل البراءة و منحوهم فرصة ترديد "وان تو تري فيفا لالجيري" إلى ما بعد الواحدة صباحا بعد لقاء محاربي الصحراء بالمنتخب الروسي. و من جهة أخرى خطف أطفال المونديال الأضواء بحماسهم و اهتمامهم المفرط بالكرة المستديرة، و تدافعوا مع الكبار لمتابعة المقابلات على الشاشات العملاقة، و صنعوا الفرجة بأزيائهم الرياضية و تفننهم في رسم وجوههم بأجمل الأشكال و تلوين شعورهم حسب التقاليع المجنونة المعبّرة عن الابتهاج بالحدث الكروي العالمي الأبرز . فرجة المونديال بالجزائر ميّزها الحضور الطاغي للأطفال من مختلف الأعمار، بالشوارع و الملاعب و الساحات العمومية التي تم تجهيزها بشاشات عملاقة، أضفت على العرس الكروي حماسا أكبر، لا يختلف عن ذلك الذي يعيشه المناصرون بالبرازيل، لكن بحضور ملفت للبراءة التي قاومت النعاس و تحدت التعب حتى لا تفوّت فرصة المشاركة في الانتصار الكروي. و إن عرّض الكثيرون حياتهم للخطر، بسلوكاتهم و طيشهم و هم يقومون بحركات بهلوانية بالشوارع بين السيارات، أو يخرجون رؤوسهم أو نصف أجسامهم من نوافذ السيارات، أو يقفون على أسقف المركبات، أو يتراشقون ببقايا الألعاب النارية و "فيميجان". و للرضع مكان في المونديال أيضا حتى الرضع كانت لهم مشاركة خاصة بالمونديال، فبالإضافة إلى حملهم إلى ساحات الاحتفال، ملأت صور الأطفال حديثي الولادة و هم يرتدون ملابس رياضية أنيقة بأحجام صغيرة، مواقع التواصل الاجتماعي، و أثارت الإعجاب و التعاليق الكثيرة من قبل المبحرين، الذين ركزوا على سحر البراءة بالأزياء الرياضية، فراحوا يمطرونهم مدحا و إطراء. و تفنن الآباء في التقاط صور لأطفالهم، بعد تزيينهم بأحلى الأزياء الوطنية، و تلوين وجوههم و وضع قبعات مبهرجة على رؤوسهم الصغيرة، فيما لجأ آخرون إلى تقنية الفوتوشوب و جعلوا منهم حكاما أو لاعبين محترفين. و كان حظ الفتيات كحظ الذكور في الحيّز المخصص لنشر صور المشجعين الصغار بقمصان الخضر و الأزياء المبهرجة، على صفحات أوليائهم الذين أبوا إلا إشراك فلذات أكبادهم في هذه الملحمة الكروية.