الحرارة تتجاوز 47 درجة تحت الظل و انقطاع للكهرباء و المدن تتحول إلى أشباح تعرضت ولاية قالمة أمس الأول إلى عاصفة من الرياح الجنوبية الساخنة وصلت في ساعات الصباح الأولى و استمرت إلى الليل محدثة ما يشبه حالة الطوارئ بالمستشفيات و وحدات الحماية المدنية و فرق الغابات التي جندت كل وسائلها المادية و البشرية تحسبا لاندلاع حرائق بالغابات و الأحراش و حقول القمح. و تجاوزت الحرارة سقف 47 درجة تحت الظل قبل منتصف النهار ببعض المرتفعات المعرضة لهبوب الرياح الجنوبية الساخنة التي حولت مدن و قرى الولاية إلى أشباح، حيث اختفى الناس في منازلهم و قلت الحركة على الطرقات الرئيسية عدة ساعات. و قد سجلت انقطاعات للتيار الكهربائي ببعض المناطق بعد الإفطار لكنها لم تستمر طويلا حيث اشتعلت المصابيح من جديد بعد وقت قصير ، و يعتقد بأن سبب الانقطاع يعود إلى الاستعمال المكثف لأنظمة التبريد و التكييف خلال ساعات الليل. و لم تبلغ الحماية المدنية عن الحصيلة النهائية للحرائق التي تكون قد اندلعت ببعض المناطق و شوهدت وحدات الإطفاء التابعة للحماية المدنية و الغابات تتوجه نحو أقاليم غابية و أحراش صباح أول أمس الخميس. و تعد هذه أسوا موجة حر تجتاح قالمة حتى الآن منذ دخول الصيف. و تعرضت فرق الحصاد العاملة بحقول القمح إلى ضغط كبير أجبر الكثير منها على توقيف العمل و قال شهود بان مزارعين أفطروا بعد أن حاصرتهم الحرارة و الرياح الساخنة على متن الحاصدات الغير مكيفة. و طالت موجة الحر الاستثنائية الصفحات القالمية على شبكات التواصل الاجتماعي التي تفاعلت مع الظاهرة المناخية و شبهتها بالبركان و المحرقة و نشرت صورا لرجل يخرج يده من النافذة ليشوي دجاجة تحت حرارة الشمس و تحضيرها لموعد الإفطار. و أصبح المناخ حارا جيدا بقالمة في السنوات الأخيرة و خاصة خلال الصيف و لم يعد يختلف عن مناخ أقصى نقطة بالصحراء الجزائرية الكبرى ،حيث أصبحت درجات الحرارة تتجاوز ال50 درجة تحت الشمس في بعض الأحيان و يقول مهتمون بالتغيرات المناخية بالمنطقة بأن الموقع المنخفض لأغلب مدن الولاية و انحصار الغطاء الغابي و كثرة المسطحات المائية الباعثة للرطوبة ربما تكون من بين العوامل المساعدة على حدوث موجات الحر الاستثنائية في السنوات الأخيرة. فريد.غ