لن نلغي الجنسية المزدوجة وكثيرا من مثيري الشغب يحملون الجنسية الفرنسية فقط رفض وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، تحميل مزدوجي الجنسية مسؤولية أحداث الشغب التي عرفتها بعض المدن الفرنسية خلال الاحتفالات بفوز الفريق الوطني على نظيره الروسي والذي تأهل على إثره إلى الدور ثمن النهائي في المونديال. وقال في حديث ليومية "لوباريزيان" أمس أن عدد الأشخاص مزدوجي الجنسية الذين تم اعتقالهم خلال هذه الأحداث قليل جدا. مؤكدا بان العدالة ستواجه بحزم هذه المظاهر. واعتبر الوزير الفرنسي، بان تصريحات مارين لوبان التي طالبت بسحب الجنسية المزدوجة "تحمل الكثير من الإفراط والمبالغة" وأضاف قائلا "هي إستراتيجية لوبان التي دائما ما تكون تصريحاتها مفرطة وأكثر من اللازم"، وأكد رفض الحكومة للاقتراح الذي تقدمت به زعيمة اليمين المتطرف بسحب الجنسية المزدوجة، وقال كازنوف "لا يمكن الرجوع عن جنسية شخص ما بحجة انه يمتلك جنسية مزدوجة"، مضيفا بان الكثير من مرتكبي التجاوزات خلال الأحداث الأخيرة يحملون الجنسية الفرنسية، وبذلك لا يمكن تحويلهم إلى عديمي الجنسية. وكانت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، قد طالبت بسحب الجنسية الفرنسية من الجالية الجزائرية المقيمة هناك، ووضع حد للهجرة إلى فرنسا، وذلك على خلفية خروج الجزائريين إلى شوارع فرنسا احتفالا بفوز الفريق الوطني على نظيره الروسي، وقالت مارين لوبان أن الحوادث التي حدثت في باريس بعد تأهل الجزائر للدور الثمن النهائي هو إثبات جديد لفشل الهجرة والاستيعاب، وأكدت رئيسة الجبهة الوطنية "يجب علينا الآن أن نضع حدا لازدواج الجنسية" و "وقف الهجرة"، وأضافت "يجب علينا أن نختار أن يكون المرء فرنسيا أو يكون شيئا آخر". وقالت الصحيفة الفرنسية "لوفيغارو" أن زعيمة اليمين المتطرف، دخلت في مواجهة مع الحكومة الفرنسية، مطالبة إياها بوضع حد لتجاوزات الجالية الجزائرية خلال الاحتفال بالمونديال وغيرها من المناسبات، ومنعهم من الخروج إلى الشارع، وفتحت النار على سلطات بلادها، مؤكدة أن سياسة الهجرة في فرنسا "فاشلة"، وانتقدت منح الجنسية الفرنسية للأجانب، خصوصا العرب منهم، وفي مقدمتهم الجزائريين الذين يقارب عددهم في فرنسا 6 ملايين، ودعت إلى سحب الجنسية منهم، حتى لا يتمتعوا بحقوق وواجبات الفرنسيين، ووضع حد لمنح الجنسية تحت أي ظرف، مشيرة إلى أن الجنسية المزدوجة تشكل خطرا على مستقبل فرنسا. وشددت على ضرورة إرغام الأجانب على الاختيار ما بين الجنسية الفرنسية وجنسياتهم الأصلية قائلة: "لابد من الاختيار، أن تكون فرنسيا أو شيئا آخر"، مضيفة أن عدد عناصر الأمن الذي نشرته فرنسا في شوارع البلاد تحسبا للمباراة بين الجزائر وألمانيا، لا يقل أهمية عما يكون في 14 جويلية، مضيفة أن انتماء الجالية للجزائر واضح أكثر منه لفرنسا، ولهذا لا بد من وضع حد لازدواجية الجنسية، وكل شخص يجب أن يختار الجنسية الأنسب له، والتخلي عن الثانية، قائلة: "نحن بحاجة إلى دولة تستعيد سلطتها"، في إشارة إلى منع المشجعين من الاحتفال، وأضافت: "لا يوجد بلد آخر في العالم يقبل التجاوزات التي نقبلها نحن على التراب الفرنسي". وأثارت هذه التصريحات ردود أفعال مستنكرة، حيث نددت الخارجية الجزائرية، بتصريحات زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان، وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف إن تصريحات فيما يخص وضع حد لازدواجية الجنسية لا تمثل أبدا الموقف الرسمي الفرنسي، مؤكدا "اليمين الفرنسي عودنا على مثل هذه التصريحات التي نعرف جيدا أنها تصريحات تبقى هامشية لا تمثل أبدا الموقف الرسمي للحكومة الفرنسية، وهذه المواقف كثيرا ما يتراجع عنها اليمين الفرنسي المتطرف".