غليان و فوضى داخل مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي بقسنطينة عاشت مصلحة التوليد و النساء بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، يوم أمس، حالة من الغليان و الفوضى، و ذلك إثر أخذ أزيد من 20 قابلة عطلا مرضية، ما اضطر الطاقم للاستعانة برئيسات المصالح و عاملات النظافة لتوليد النسوة، كما يتوقع أن تجرى المناوبة الليلية من دون قابلات وسط تحذيرات من حدوث كارثة، أمام استمرار حالة الضغط المعهودة. و قد كان تقديم أزيد من 20 قابلة بالمستشفى الجامعي عطلا مرضية، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بمؤسسة استشفائية تعرف حالة ضغط قصوى، وقفنا عليها أمس لدى زيارة مصلحة التوليد في حدود الساعة الثانية زوالا، بحيث اصطدمنا بفوضى عارمة بالقرب من حاضنة الأطفال، التي تجمع ببوابتها عدد كبير من الأولياء و هم ينتظرون إنهاء الإجراءات الإدارية و الطبية لإخراج المواليد. و قد أكد لنا المعنيون بأنهم انتظروا لأزيد من ساعتين لإنهاء هذه الإجراءات، بينما أسرت لنا مصادر من داخل المستشفى بأن سبب ما حدث أمس، هو الخروج الجماعي للقابلات و إيجاد صعوبة في التكفل بالرضع من قبل ممرضتين و طبيب واحد فقط، ما دفع بالإدارة إلى الاستعانة بأعوان الأمن، من أجل تنظيم عملية تسليم الرضع لأهاليهم ببوابة المصلحة. و اتجهنا بعد ذلك نحو قاعة العمليات الخاصة بالولادات القيصرية التي تعرف وضعا متدهورا، حيث تفاجأنا بمشهد مؤسف و مثير للاشمئزاز، إذ وجدنا مريضتين خضعتا لولادة قيصرية، ترقدان بين أكوام من الضمادات الملوثة و الدماء المتناثرة في كل اتجاه، إلى جانب الأفرشة و اللوازم المرمية في الأرض، وسط انبعاث روائح كريهة جدا، حيث أكدت لنا عاملات بالمصلحة بأنهن اضطررن لوضع المريضات للتوليد فوق أسرة متسخة لغياب من ينظف. و قد كان الوضع أخطر بقاعة الولادات الطبيعية، بحيث تم و نظرا للخروج الجماعي للقابلات، الاستعانة بعاملة نظافة مخضرمة لتوليد النسوة، كما اضطرت رئيسات المصالح الثلاثة الخاصة بالقابلات للتوليد لضمان الحد الأدنى للخدمة، و ذلك ليس بعد الساعة السابعة مساء، أين وقت بدء المناوبة التي ستتم من دون قابلات. و قد علمنا من الطاقم العامل صبيحة أمس بأن المناوبة لن يضمنها سوى 5 أطباء مقيمين يعملون في الطوابق الثلاثة، محذرين من احتمال وقوع كارثة حقيقية، كون المصلحة قد تستقبل بين الساعة السابعة مساء و الثامنة من صباح اليوم الموالي قرابة 40 حالة، و هو أمر غير مقبول و غير منطقي لغياب أفراد الطاقم المناوب، و قد حاولت الإدارة تدارك العجز المسجل باستقدام 3 ممرضات من خارج المستشفى، لكنهن رفضن العمل بعد وقوفهن على الضغط الكبير الذي تعيشه المصلحة. التغيب الجماعي للقابلات و المنظفات خلف حالة غليان داخل المصلحة، بحيث وجد الأطباء و الشبه طبيون أنفسهم في مأزق حقيقي، في مواجهة حالات نساء حوامل تفدن من جميع بلديات قسنطينة و من 17 ولاية مجاورة، حيث تساءلوا عن سبب عدم تحرك الإدارة لإيجاد مخرج لما يحدث باستقدام قابلات المؤسسات الإستشفائية الأخرى، يأتي ذلك في وقت تبرر القابلات اللاتي أخذن عطلا مرضية تصرفهن هذا بالتعرض الفعلي لمضاعفات صحية نفسية و عصبية، نتيجة "ظروف العمل السيئة" التي ازدادت تأزما مع حادثة اختطاف الرضيع "ليث" و الضغوطات اللاتي يقلن أنهن أصبحن يتعرضن لها من الإدارة و من المريضات و أهاليهن، الذين لا يترددون في توجيه الشتائم إليهن بل و مقاضاتهن لأتفه الأسباب. و حاولنا الاتصال بمدير المستشفى الجامعي لتلقي توضيحات منه لكن تعذر علينا ذلك، في حين نفى مدير الصحة تسجيل عجز في عدد القابلات و قال أنه قد تم التحكم في الأمور، علما أن المكلف بالاتصال بالمستشفى الجامعي سبق و أن أكد بأن الإدارة لا يمكنها من الناحية القانونية رفض أية عطلة مرضية و أضاف بأنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تسجيل أي عجز.