تزايد ملفت لظاهرة سباحة الأطفال داخل النافورات بقسنطينة تحولت نافورات المياه بمدينة قسنطينة، من منشآت يفترض أن تضفي طابعا جماليا على الأحياء، إلى أماكن ترفيه وسباحة تشكل خطرا على الأطفال خصوصا، و هي ظاهرة سجلت منذ العام الماضي و كانت قد أوقعت عدة ضحايا، اتجهوا إلى هذه النافورات هروبا من الحرارة، في مدينة تعرف نقصا في أحواض السباحة. ويلاحظ كل من يدخل مدينة قسنطينة عبر حي زواغي سليمان، عديد الأطفال الذين يلهون و هم يرتدون ملابس السباحة، بمياه النافورة المتواجدة بحديقة حي "سوناتيبا"، و كأن الأمر يتعلق بشاطئ أو بأحد مركبات الاستجمام و قد لاحظنا أن هذه الظاهرة التي أثارت استهجان الكثير من المواطنين، تسجل و في غياب الرقابة، خلال شهر رمضان خصوصا، إلى درجة أن بعض الأطفال أصبحوا لا يخشون السباحة في النافورة نهارا و في مياه راكدة نتيجة توقف المضخة عن العمل. وقد تحدث سكان من الحي عن المتاعب التي يتسبب فيها مرتادو الحديقة، بالرمي العشوائي لقاذورات طالت حتى مياه النافورة، حيث انتشرت بها قارورات العصير و المياه المعدنية، رغم عمليات التنظيف و الكنس التي تقوم بها مصالح البلدية، و أشار محدثونا إلى حالات قام فيها أطفال بتخريب بعض أضواء الإنارة العمومية و أشجار الزينة، بالإضافة إلى الأولاد الذين يجلبون معهم دراجاتهم، مما يخلق فوضى بالحديقة، زيادة على عدم تردد عدد من الشباب في اقتياد كلابهم إلى المكان من أجل "تحميمها" في مياه النافورة، ما يشكل خطرا كبيرا على الزوار. و أضاف سكان الحي بأن الكثير من العائلات و الشباب و حتى الأطفال، الذين يقصدون الحديقة للتنزه، يأتون من مختلف أحياء ولاية قسنطينة كوسط المدينة و علي منجلي و غيرها، مشيرين إلى أن حادث المرور الذي وقع مؤخرا وأدى إلى وفاة طفل، وقع عندما كان الضحية المنحدر من علي منجلي، يهُم باجتياز الطريق نحو الحديقة للسباحة داخل النافورة. من جهة أخرى، تعرف نافورة المياه الواقعة على بعد عدة أمتار من مقر الولاية بحي الدقسي، توافدا كبيرا للأطفال، حيث يمكن مشاهدتهم مرتدين ملابس السباحة و يقفزون في الماء و كأنهم في مسبح حقيقي، دون وعي منهم بالأخطار المحيطة التي قد تنجم عن هذا السلوك، حيث تقع النافورة بالنقطة الدائرية للسيارات، ما يجعلهم عرضة للدهس في جنح الظلام، فضلا عن خطر اصطدامهم بالأنابيب المعدنية المثبتة داخل مياه مال لونها إلى الاخضرار، و يمكن أن تتسبب في أمراض متنقلة، كونها غير معالجة أو مهيأة لسباحة الأشخاص. و قال أصحاب سيارات الأجرة الذين يركنون قرب نافورة حي الدقسي، بأن الأطفال لا يأتون إلى النافورة نهارا، خوفا من رجال شرطة المرور، لكنهم يعودون بمجرد ذهاب هؤلاء في الفترة المسائية، و يرجع المواطنون الظاهرة إلى غياب الرقابة الأسرية و إلى نقص مرافق الترفيه، أما سكان حي "سوناتيبا" بزواغي، فيقولون بأن "حالة الفوضى" التي تشهدها الحديقة المتواجدة بحيهم، مردّها عدم قيام البلدية بواجبها الرقابي، كونها الجهة التي أنجزت المرفق و عليها تحمل مسؤوليتها، و طالب السكان بتخصيص فرق خاصة لمراقبة زوار الحديقة و منع التجاوزات، إلى جانب بناء جدار لعزل الطريق السريع عن الحديقة، لإجبار الأطفال على استعمال جسر الراجلين، و تجنب خطر الدهس. يذكر أن بلدية قسنطينة برمجت مؤخرا مشاريع لبناء 3 نافورات جديدة في إطار التحضير لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، بعدما كانت قد قررت العام الماضي فقط، تعليق هذه المشاريع لتحولها إلى مسابح غير آمنة، فضلت تعويضها بمسابح مطابقة للمعايير، كما سبق للبلدية قسنطينة و أن أعلنت عن قرار بهدم النافورة الواقعة وسط المدينة مقابل دار الثقافة آل خليفة و استبدالها بلوح تذكاري، لتكرر ظاهرة السباحة بها و التي شوهت المنظر العام. سامي حباطي