تجديد الثقة في 5 أسماء، الحراش تشذ عن القاعدة و حضور قوي للمدرسة الفرنسية جسدت الأندية الجزائرية عدم الاستقرار الذي تشهده على مستوى طواقمها الفنية، من خلال الحركية الكبيرة للمدربين خلال هذه الصائفة، إذ أنه و من مجمل 16 فريقا سيدخلون نهاية هذا الأسبوع غمار منافسة الرابطة المحترفة الأولى احتفظت 5 فرق فقط بمدربيها الذين كانوا قد أشرفوا عليها في نهاية الموسم المنقضي، في الوقت الذي ستعرف فيه الطبعة القادمة للدوري الجزائري تواجد 7 تقنيين أجانب، مع تسجيل الحضور القوي للمدرسة الفرنسية، و هذا تماشيا مع سياسة الفاف، التي أصبحت تراهن كثيرا على الهندسة الفرنسية في السنوات الثلاث الأخيرة. هذا و قد أقدمت 5 نوادي فقط من الرابطة المحترفة الأولى على تجديد الثقة في المدربين الذين كانوا قد أنهوا معها الموسم الماضي، في صورة البطل إتحاد الجزائر الذي سيقوده الفرنسي هوبيرت فيلود و وفاق سطيف الذي جددت إدارته ثقتها في اللاعب السابق خير الدين ماضوي، سيما و أن "النسر الأسود " ظل على تواصل مباشر مع أجواء المنافسات الرسمية، بانشغاله بدوري أبطال إفريقيا، إضافة إلى شبيبة الساورة التي قرر مسيروها الاحتفاظ بخدمات التقني الفرنسي آلان ميشال، بينما يبقى كل من مزيان إيغيل و عبد القادر عمراني من بين أبرز نماذج الاستقرار في الجزائر، لأن عمراني سيواصل عمله مع مولودية بجاية، و إيغيل سيقود "الشلفاوة " للموسم الثاني على التوالي، اعترافا من الرئيس مدوار بما قام به هذا المدرب، كونه صانع تتويج "الجوارح " بلقب البطولة قبل 3 مواسم. بالموازاة مع ذلك فإن إتحاد الحراش الذي ظل أفضل نموذج في الاستقرار على مستوى العارضة الفنية شذ هذه الصائفة عن القاعدة، بعدما انتهت علاقة "الود " التي كانت تربط إدارة الرئيس محمد العايب بالمدرب بوعلام شارف على مدار 6 سنوات متتالية، حيث حدث طلاق غير منتظر بين الطرفين، رحل بموجبه شارف إلى مولودية الجزائر، تاركا مهمة تدريب "الصفراء " لعبد القادر يعيش، و هو أمر كان من بين أبرز الأحداث في حركية المدربين خلال هذه الصائفة، سيما و أن المولودية العاصمية كانت قد أنهت موسمها الماضي بتتويج بكأس الجزائر، لكن هذا الإنجاز لم يشفع للمدرب فؤاد بوعلي بمواصلة مهامه، مادام أن بوعلام شارف ظل يسيل لعاب خيرة النوادي الجديدة، بعدما أثبت جديته في العمل الميداني بما حققه إتحاد الحراش على مدار مواسم متتالية في مجال التكوين، و لمسة المدرب و الإدارة على حد سواء. و لئن كانت سوق المدربين خلال هذه الصائفة قد عرفت حركية كبيرة بإقدام 11 فريقا على تغيير المدربين، فإن جمعية وهران كانت أول فريق يشهد حالة استقالة حتى قبيل انطلاق المنافسة الرسمية، لأن كمال مواسة الذي كان قد حقق الصعود مع أبناء "المدينة الجديدة " باشر مهامه بصفة عادية، لكنه قرر الانسحاب بعد أسبوعين فقط من التحضير، مسلما المشعل لجمال بن شاذلي، بسبب خلاف مع الإدارة حول طريقة استقدام بعض اللاعبين، بينما لم يشفع تجسيد هدف الصعود لكل من عبد الكريم بيرة و يونس إفتسان بمواصلة مهامهما على رأس إتحاد بلعباس و نصر حسين داي على التوالي، في حين عرفت مولودية وهران عودة الابن الضال الطاهر الشريف الوزاني، بعدما أدى مشوارا ناجحا مع أمل الأربعاء. على صعيد آخر فإن رقما بارزا سيكون في بداية الموسم الكروي الجديد، يتمثل في تواجد 7 مدربين أجانب، من بينهم 6 حاملين للجنسية الفرنسية، يتقدمهم الثنائي هوبيرت فيلود و آلان ميشال بعدما حظي كل واحد منهما بتجديد الثقة من طرف إتحاد الجزائر و شبيبة الساورة على التوالي، إضافة إلى الفرانكو إيطالي دييغو غارزيتو العائد إلى شباب قسنطينة بعد حادثة الطلاق التي كانت في منتصف الموسم المنصرم، بينما سيكتشف 3 تقنيين فرنسيين أجواء البطولة الجزائرية لأول مرة، و يتعلق الأمر بفيكتور زفينكا الذي سيقود شباب بلوزداد، و دونيس قوافيك الذي سيشرف على مولودية العلمة، إضافة إلى جون غاي واليم الذي أسندت له مهمة تدريب إتحاد بلعباس. هذا و قد لجأت إدارة شبيبة القبائل إلى المراهنة على المدرسة البلجيكية هذه المرة باستقدام المدرب هييغو بروس، بعدما كان الرئيس حناشي قد خاض تجارب سابقة مع مدربين متعددي الجنسيات، خاصة من فرنسا، لكنه صنع الاستثناء هذه الصائفة بجلبه مدربا بلجيكيا، هو الأجنبي الوحيد الذي لا يحمل الجنسية الفرنسية. ص / فرطاس