المجموعة الدولية تدعم رفض الجزائر دفع الفدية و تساند وساطتها بين الفرقاء في مالي رحبت عدة عواصم عالمية بتحرير الدبلوماسيين الجزائريين مراد قساس وقدور ميلودي اللذين كانا قد اختطفا قبل أكثر من سنتين في شمال مالي،معربة عن إدانتها للإرهاب بكل أشكاله، و لممارسات دفع الفديات للإرهابيين التي مازالت تمثل المصادر الأساسية لتمويلهم و تشجيعهم على مواصلة تنفيذ مخططاتهم، و هو الموقف الثابت للجزائر، الذي ما فتئت عبر المحافل الدولية ترافع من أجل تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. كما عبرت هذه العواصم عن مساندتها للدور الذي تضطلع به الجزائر من أجل استتباب السلم و الاستقرار في مالي و منطقة الساحل ككل، و كذا جهود الوساطة بين الفرقاء في هذا البلد. و في هذا السياق أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جينيفر بساكي، أول أمس، أن الولاياتالمتحدة ترحب بتحرير الدبلوماسيين الجزائريين مراد قساس وقدور ميلودي اللذين اختطفا في أفريل 2012 بمنطقة غاو في شمال مالي، من قبل التنظيم الإرهابي المسمى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وقالت بساكي إن «الولاياتالمتحدة تنضم للحكومة والشعب الجزائريين لتحتفل بعودة مواطنيها سالمين»، و قدمت تعازي بلدها إثر فقدان الرهينتين الطاهر تواتي الذي اغتاله مختطفوه والقنصل بوعلام سايس الذي توفي خلال فترة اختطافه، بسبب مضاعفات مرض مزمن كان يعاني منه، مثلما سبق و أن أكدته وزارة الخارجية. وأضافت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بأن الولاياتالمتحدة تدين بشدة احتجاز الرهائن من قبل هذه الجماعة الإرهابية بغية الحصول على فدية، وتدعو إلى التحرير الفوري و اللامشروط لكافة الرهائن الآخرين المحتجزين لدى الجماعات. كما أكدت المسؤولة الأمريكية على تمسك بلدها بالشراكة مع الجزائر، في إطار مواصلة الالتزام بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. و شددت في سياق متصل، على معارضة الولاياتالمتحدة الشديدة و رفضها لدفع الفدية للإرهابيين، حتى لا تتم مساعدة الجماعات الإرهابية في الحصول على تمويلات. كما رحب الاتحاد الأوروبي أمس، بتحرير الدبلوماسيين الجزائريين. و صرح الناطق باسم الاتحاد الأوروبي في بيان له أن «الاتحاد الأوروبي يرحب بتحرير الدبلوماسيين الجزائريين اللذين اختطفا في غاو بشمال مالي من قبل حركة التوحيد و الجهاد في غرب افريقيا و يهنأ الجزائر حكومة و شعبا» بهذه المناسبة. و أكد الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، إدانته للإرهاب بكل أشكاله، مجددا التزامه الصارم لصالح السلم و الاستقرار في مالي و منطقة الساحل. كما أعرب عن دعمه لجهود الوساطة بين مختلف الأطراف المالية و الذي تلعب فيها الجزائر دورا هاما. و قدم الاتحاد الأوروبي تعازيه إثر وفاة هذين الرهينتين خلال فترة اختطافهما. و بطهران، هنأ مساعد وزير الخارجية الإيرانية في الشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، الحكومة والشعب الجزائريين بمناسبة تحرير الدبلوماسيين الجزائريين. و أعرب عبد اللهيان عن أسفه لمقتل أحد الدبلوماسيين المختطفين وتعاطفه مع أسرة الضحية، مديناً جميع أشكال الإرهاب، سيما عمليات الاختطاف والتي تتعارض مع القوانين الدولية، ودعا المحافل والمنظمات الدولية إلى بذل الجهود والتعاون بهدف التصدي للإرهاب والعنف والممارسات اللاإنسانية للمجموعات الإرهابية والمتطرفة. يذكر أن وزارة الخارجية الجزائرية أكدت في بيان لها يوم الأحد الماضي، عن اكتمال عملية الإفراج عن الرهينتين الجزائريتين الأخيرتين اللتين تم اختطافهما في 6 أفريل 2012 بغاو شمال مالي. و قد تم تحرير الرهينتين مراد قساس و قدور ميلودي اللذين كانا من بين الرهائن السبعة الذين اختطفوا يوم السبت الفارط. و جاء تحرير السيدين مراد قساس و قدور ميلودي بعد تحرير الرهائن الثلاثة الذي تم بعد بضعة أيام من اختطافهم في حين توفي القنصل السيد بوعلام سايس إثر مرض مزمن و تعرض الدبلوماسي الطاهر تواتي للاغتيال.