كتاباتنا المتخصصة وراء أزمة القراءة و الكتابة ببلادنا اعتبر الباحث في الفلسفة سمير بلكفيف الذي صدر له مؤخرا كتاب"سيكولوجيا القراءة" عن دار أسامة للنشر والتوزيع بالأردن والذي يبحث فيه عن نفسية الذات التي تقرأ من وجهة نظر نفسية، أن هناك أزمة رهيبة فيما يتعلق بفعل القراءة في مجتمعنا الجزائري. و قال الباحث بأن هناك أزمة قراءة سبقتها أزمة كتابة بالدرجة الأولى، موضحا بأن الجزائريين يقرأون كمتخصصين، ويتوجهون في جل قراءاتهم الى الكتب الأكاديمية والتي تعينهم في بحوثهم الجامعية، حيث أن الكتابة الموّجهة لهم لا تكاد تخرج من نطاقها التعليمي والأكاديمي وهو ما ساهم بشكل كبير في انخفاض مستويات القراءة والكتابة في بلادنا . و رأى صاحب كتاب "التفكير مع كانت وضد كانت" بأن هناك مشكلة نفسية لدى القارئ الجزائري، إذ أن ذاته تستهجن فعل القراءة ولا تعتبره فعلا حضاريا راقيا، و أرجع ذلك لعدة أسباب وعوامل ثقافية و اجتماعية، انعكست بدورها على جميع الأصعدة و القطاعات وهو ما جعل الجزائر تعيش أزمة فعلية فيما يتعلق بالقراءة والكتاب. و أضاف معلّقا بأن هناك تناقض يعيشه الجزائري فيما تعلق بفعل القراءة، حيث أن هناك إرادة سياسية لتفعيل دور الكتاب داخل المجتمع ونشر القراءة كتصرف حضاري، إلا أن كل تلك المشاريع تم تعطيلها خاصة ما تعلّق منه بمكتبات البلديات أو المكتبات العمومية والتي أصبح الغبار ملتصق بالكتب الذي طالها التقادم في ظل عزوف الناس عن القراءة. مشيرا أن الأسرة الجزائرية معطل فيها فعل القراءة بجميع أشكاله، حتى أن ميسوري الحال في المجتمع لا يفكرون في شراء كتب لأبنائهم منذ الصغر رغم ما يمكن أن يحدثه هذا التصرّف في إنشاء مجتمعات القراءة. وأضاف أن المدرسة تشترك مع الأسرة في قتل حس القراءة لدى الطفل الصغير حيث أنها تعطي انطباعا سيئا عنها من خلال المناهج التعليمية و من حيث تكثيف الدروس وهو ما يجعل الجو العام داخل المؤسسات التعليمية يرفض أي مبادرات خارج مناهج التعليم والكتاب المدرسي. وللإشارةفإن كتاب"سيكولوجيا القراءة"، يحاول الإجابة عن سؤال لماذا نقرأ؟ وما هي الأسباب الحقيقية التي تنتج عنها الرغبة في القراءة؟ كما يتناول الإصدار الجديد بالدراسة حالات المتعة التي تحدث بفعل القراءة، وذلك حسب نظرة فلسفية تستند إلى طب علم النفس الحديث. الكتاب مليء بالتساؤلات الفلسفية التي تدور حول فعل القراءة باعتباره عادة إنسانية ضرورية عند الكثير من الشعوب، حيث يحاول الكتاب التعرّف أكثر عن أنماط القراءة التي تجر من ورائها متعة دون غاية معرفية محددة لها، وذلك بالتطرّق إلى أهمية الفعل القرائي من جانب الصحة النفسية. حمزة.د