مشروع القرن بتبسة يتخطى الأشغال الكبرى وتجهيزات إضاءة من تركيا دخل مشروع أكبر مسجد بولاية تبسة مرحلة الروتوشات الأخيرة بعد تخطيه لمرحلة الأشغال الكبرى،وقدرت مصالح مديرية السكن نسبة تقدم الأشغال به 90 بالمائة،فيما شرعت المقاولات المكلفة بإنجازه في وضع اللبنات النهائية على أمل تسليم هذا المرفق الديني الهام في أفق 2015 وإقامة الصلاة فيه،وتجري حاليا الأشغال لتثبيت الثريات والمصابيح التي تم جلبها من تركيا بناء على طلبية خاصة بهذا المسجد. مشروع بناء مسجد الشيخ العربي التبسي يعد من أهم المشاريع الكبرى بالولاية، وأصبح يطلق عليه تسمية "مشروع القرن" بالنظر لطول مدة انجازه التي تجاوزت العقدين دون تجسيده بصورة نهائية على أرض الواقع. وتحتفظ الذاكرة التبسية بصور عن إعطاء إشارة انطلاقه ذات صيف من عام 1989،حين وضع حجر أساسه وزير القطاع وبحضور مميز لعدد من الوجوه الدينية العربية في صورة الراحلين سعيد رمضان البوطي ومحمد الغزالي وبحضور كذلك رئيس الاتحاد العالمي الحالي للعلماء المسلمين يوسف القرضاوي وذلك أثناء مشاركتهم في فعاليات ملتقيات الفكر الإسلامي التي كانت تنظمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بانتظام بولاية تبسة في ثمانينيات القرن الماضي. وتبين بعد إشارة إنطلاق المشروع أن تجسيده يتطلب موارد مالية كبيرة لم تكن متوفرة يومها،وهو ما شكل عثرات لتقدم المشروع الذي شهد انطلاقة جديدة بعد مرور 10 سنوات من انطلاقته الأولى ،إذ أعيد بعثه من جديد من طرف السلطات بعد ضخ موارد مالية إضافية في إطار مخطط برنامج رئيس الجمهورية. ومع توالي عمليات التقييم ارتفع الغلاف المالي ليقفز إلى حدود 187 مليار سنتيم وذلك لإتمام جميع العمليات بما في ذلك الجناح البيداغوجي والجناح الثقافي و المسجد،فضلا عن العمليات الأخرى المرتبطة بشبكة تصريف المياه الخارجية والإنارة ،وربط الأجنحة والمولد الكهربائي و أعمال النجارة و الأبواب الخارجية ،بالإضافة إلى عمليات انجاز 8 مساكن والتهيئة الخارجية وتدعيم الأجنحة والزخرفة الداخلية. وبعد الانتهاء من زخرفة الآيات القرآنية بمادة الجبس ومواد أولية أخرى مقاومة للعوامل الطبيعية،كما استعملت فيه مادة (التحجارت) ذات التركيبة المعقدة من الرخام والرمل والإسمنت الأبيض في تجميل الواجهة الخارجية للمسجد الذي عهدت لعدة مقاولات مختصة في البناء والزخرفة والكهرباء وأشغال التهيئة الخارجية للإسراع في وتيرة الإنجاز. أما بالنسبة لتسليح القبة الكبيرة فقد أخذت هي الأخرى وقتا بالنظر لخصوصيتها من ناحية و لطبيعة شكلها من ناحية ثانية،فيما يبقى أكبر عائق واجهه المعماريون والمشرفون على هذه التحفة هو انجاز المنارات على علو 67 مترا حيث تم لحد الآن تجاوز الأشغال المعقدة فيها،بحيث يتطلب انجازها الاستعانة بوسائل طوبوغرافية حديثة لضمان شاقولية هذه المنارات التي تعد الأكثر ارتفاعا بعاصمة الولاية ويمكن رؤيتها من الزوايا الأربع للمدينة. و قد أضفى المشروع رونقا وجمالا على مدينة الشيخ العربي، إذا علمنا أن هذه التحفة التي تضاف لأكثر من 142 مسجدا بالولاية يمكن أن يصلي بها أكثر من 10 آلاف مصلي وتتوقع السلطات المحلية أن يكون نقطة إشعاع علمي ومنارة تليق بمقام ضيوف هذه الولاية.