لم تطفئ حادثة وفاة اللاعب الكاميروني إيبوسي، والحملة التي أطلقتها السلطات العمومية عقب ذلك لمواجهة العنف التصريحات النارية للفاعلين في الساحة الكروية الوطنية. والتي يعتبرها المتابعون من الروافد التي تغذي هذه الظاهرة المشينة التي باتت تمس بسمعة الجزائر الرياضية. فمن خرجتي حناشي الذي اتهم الحكم بنوزة بالتسبب في وفاة المهاجم الكامروني واتهم اتحاد العاصمة بتوظيف مختص في شراء الحكام إلى تصريحات مدوار الذي اتهم الرابطة بخدمة مصالح الحراش وانتهاء بما فعله الحكم بيطام، نكتشف أن مرض المنظومة الكروية يستدعي العلاج العاجل. والغريب في الأمر أنه هذه التصريحات التي نشرت في الصحافة الوطنية واثارت ضجة كبيرة لم تتبع بتحقيقات من طرف الهيئات الوصية التي كان من المفروض أن تتحرك مباشرة للتحقيق في الوقائع. فبعد أن مرت زوابع التصريحات السابقة مرور الكرام، طالعنا عشية أول أمس الحكم المساعد الدولي بيطام بخرجة غير مسبوقة في تاريخ الكرة الجزائرية وحتى العالمية، وهذا بمغادرته أرضية ميدان 20 أوت بالبرج في اللقاء الذي جمع الأهلي المحلي بضيفه وداد تلمسان عند الدقيقة (25)، بعد أن توجه نحو الدائرة المركزية أين وضع رايته وقميصه، في رسالة مباشر- حسب ما كتب على قميصه الداخلي- إلى رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج، ورئيس لجنة التحكيم المؤقتة الدكتور حموم «قرباج وحموم كرة القدم ما هي إلا لعبة». هذه الحركة الاحتجاجية التي أرادها الحكم المساعد الدولي بيطام، أن تكون رسالة مشفرة الغرض منها كشف المستور، والذي في الحقيقة هو معلوم لدى العام والخاص، تؤكد بأن الأمور ليست على أحسن ما يرام داخل منظومتنا الكروية، وأن صراع المصالح الضيقة بلغ ذروته. كل هذه السيناريوهات شكلت المادة الخام لمختلف وسائل الإعلام الوطنية وحتى الدولية، وأصبح محيط الكرة الجزائرية المتعفن يصنع الحدث في مختلف القنوات الفضائية ، والتي لم تكن قبل شهرين تبالي بالمشهد الكروي الجزائري حتى بعد انجاز إنجاز المنتخب التاريخي في مونديال البرازيل. وأعطت الحجة لمنافسين للمطالبة بنقل المباريات إلى خارج الجزائر كما فعل الماليون أو حرمان الوفاق من جمهوره في نصف نهائي رابطة الأبطال . والغريب أن هذه التصريحات والهالة الاعلامية التي رافقتها جاءت عشية اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف، لتعيين البلدين اللذين سيحتضنان نهائيات «كان 2019 و 2021»؟. حميد بن مرابط