حقق المدرب خير الدين ماضوي ما عجزت عنه أرمادة المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على الفريق من أجل بلوغ هذا الدور، فتحت قيادته بلغ وفاق سطيف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية لأول مرة في مسار الكرة الجزائرية منذ اعتماد هذه النسخة، مؤكدا على أنه مدرب من الطراز الرفيع ، وأن المدرسة الجزائرية قادرة على تحقيق أكبر الإنجازات بمنتوج محلي خالص. ماضوي الذي استطاع أن يتجاوز كل الصعوبات التي اعترضت فريقه خلال التصفيات، هذا المدرب الشاب ( 37سنة) والذي يعد أصغر مدرب خاض المغامرة الإفريقية ، استطاع من خلال مثابرته و صبره على تحقيق إنجاز يمكن وضعه في خانة الإنجازات الكبرى للكرة الجزائرية و السطايفية على وجه الخصوص، سيما في ظل التغييرات الكبيرة التي شهدها التعداد هذا الموسم ، غير أن ذلك لم يثن من عزيمة ماضوي في قيادة تشكيلة الوفاق لخوض نهائي أرقى المنافسات على الساحة القارية . ماضوي الذي تمرس كلاعب في ملاعب سطيف، مع تجربة قصيرة في شباب بلوزداد، غير انه عاد إلى حبه الأول وأكمل مشواره فيه، قبل أن يدخل عالم التدريب كمساعد مدرب لكل من الإيطالي سوليناس، والسويسري غيغر و الجزائري نور الدين زكري و الفرنسي فيلود، اكتسب من خلال كل هذه المدارس الكروية المختلفة التجربة في قيادة اللاعبين من على خط التماس، وليس من السهل أن تدرب فريقا من حجم وفاق سطيف بكل ما يحمل مع كل موسم من رهانات على المستوى المحلي و القاري وما ينتج عنه من ضغط على هذا المدرب الشاب الذي تمكن بصبره أن يصبح يترك بصمته في تاريخ وفاق سطيف الحافل بالإنجازات على الصعيدين الوطني و القاري. ماضوي ومن خلال تأهيل وفاق سطيف إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، في سابقة للكرة الجزائرية، يعيد الثقة للتقني المحلي الذي كثيرا ما تعرض للتهميش، وقد يوجد في النهر ما لا يوجد في بحر المدربين الأجانب.