الأدب الجزائري ليس أدبا استعجاليا، ولديه خصوصية تميزه عن الآخر صدر عن دار الألمعية بقسنطينة كتاب جديد للقاصة ف.ياسمينة بريهوم ، تحت عنوان "قراءات في الفكر والأدب"، والذي يضم مجموعة مقالات تتناول آخر الإصدارات الأدبية و الفكرية في الساحة الجزائرية،حيث من المنتظر أن يتواجد المؤلف ضمن المعرض الدولي للكتاب في نهاية الشهر الجاري. الكاتبة أهدت كتابها الجديد للأدب الجزائري الذي استمر لأزيد من خمسين سنة رغم تعثراته العديدة، إذ يضم مجموعة من المقالات التي تناولت الأدب الجزائري، بعد أحداث أكتوبر 1988، و قد نشرت من قبل في الصحف الوطنية والملاحق الأدبية، على غرار كراس الثقافة التابع لجريدة النصر. القاسم المشترك للنصوص المنشورة في الكتاب، هو اهتمامه بالأدب الجزائري، كموضوع رئيسي للدراسة، كما تطرقت أيضا لبعض المواضيع الأدبية، و الفنية في الساحة العربية على غرار دراسة أشعار محمود درويش و تناولها لألبوم "غزل" لماجدة الروميّ. الكاتبة ف.ياسمينة بريهوم قالت بأنها جمعت مقالاتها في هذا الكتاب، لأنها رأت بأنها قادرة على أن تخلق فضولا لدى القارئ، وذلك بغية التعريف بالأدب الجزائري،مشيرة في سياق حديثها ،بأن الأدب الجزائري لم يرق بعد لاهتمامات الجمهور العريض، حيث لاحظت وجود فجوة كبيرة ما بين ما يكتب وبين ما يقرأ خاصة من ناحية تأثير الكتاب في الحياة اليومية للمواطن الجزائري. القاصة اعتبرت أن هناك تقصيرا من جوانب عديدة ، فيما يتعلق بالأدب الجزائري، فحتى قراءات المختصين، هي قراءات ينقصها الاهتمام والشغف، إذ تنحصر ،حسب محدثتنا ،في الدراسات الأكاديمية، كون الناقد أو الباحث لا يهتم بالنص، بقدر ما يهتم بدراسة تطبيقية على النصوص المدروسة. استخلصت الكاتبة من خلال جمعها لأهم مقالاتها التي كتبتها طيلة الخمس سنوات الماضية، بأن الأدب الجزائري ليس أدبا استعجاليا،مدافعة في سياق حديثها على التجارب الإبداعية الجديدة، والتي تمتلك خصوصية جزائرية، مضيفة بأن هذا الأدب يطرح رؤى شبابية مغايرة عن الرؤى السابقة، من حيث تناوله للعديد من القضايا، وهو ما خلق فجوة ما بين جيلين،يطالب كل منهما الآخر بتبني منهجه. ابنة مدينة قسنطينة،تحدثت بأن هناك نمطية في النقاش الحاصل على مستوى الأدب في الجزائر،خاصة إذا ما تعلق الأمر في تحديد ما يكتبه كل جيل، أو عن المواضيع التي يجب أن يتطرق إليها، إذ اعتبرت أن هذا النقاش رغم أهميته ، لا يصب في خانة الإبداع، بقدر ما يجعل الأدب ممنهجا ومحصورا في خانة معينة. وأضافت محدثتنا بأن حساسية الكاتب هي التي تحدد موضوع نصه، هذا الأخير الذي يبقى بعيدا عن الاعتبارات الأخرى، التي قد تفقده مصداقيته، حيث قالت بأنها لم تكتب عن العشرية السوداء ،كونها لم تكمن ملمة بجميع تفاصيلها الكفيلة بأن تنمي وتقوي النص المكتوب، فوجهت تحية لكل الكتاب الذين كتبوا عن هذا الموضوع ،قائلة بأن هناك أعمالا روائية ، كتبت بصدق كبير ،ضاربة المثل بروايات الحبيب السايح والذي استطاعت أن تشرح فكريا مسببات تلك المرحلة، و رواية «عام 11سبتمبر»ما لم يحدث في أمريكا»،للروائي عبد العزيز غرمول التي تعتبر توثيق لمرحلة مهمة. صاحبة المجموعة القصصية «بيت النار»، تأسفت لحالة الكتابة في الجزائر، حيث قالت أن أهم ما يؤلم الكاتب هو غياب الكاتب الفضولي الذي يعطي للنصوص حياة أخرى جديدة، حيث أن معظم القراءات التي تتم للنصوص الصادرة في الجزائر ،هي قارات حذرة و متوجسة.