الأزمة السورية أثرت على الفن وأغاني الريتم السريع تفتقد إلى اللحن أكدت عازفة الكمان بالتخت الشرقي النسائي السوري، في لقائها بالنصر، على هامش مشاركة فرقتها مؤخرا في الطبعة الخامسة من المهرجان الدولي للإنشاد بقسنطينة، بأن الوضع الفني في سوريا قد تأثر كثيرا جراء الأزمة التي يعيشها هذا البلد، وأشارت إلى أن فرقتها تسعى لكسر أفضلية الرجال في الطابع الموسيقي التراثي، كما اعتبرت الأغاني المعاصرة ذات الريتم السريع دون لحن. أوضحت خصاب خالد، بأن الوضع الفني في سوريا قد تأثر كثيرا من الأزمة التي تمر بها بلادها، حيث أن عدد الحفلات التي تعودت الفرقة على إحيائها قد تناقص بشكل كبير، بالرغم من تمكنهن من المحافظة على بعض تقاليد المجموعة، كإحياء حفل اليوم العالمي للمرأة، بدار الأوبرا السورية خلال كل سنة،مؤكدة بأن تأثير الأزمة ،امتد إلى كل القطاعات الأخرى، منبهة إلى تدهور التسويق الدرامي، والإنتاج التلفزيوني، فيما اعتبرت الطبيعة الأنثوية للفرقة تمنحها نوعا من الخصوصية خلال ما يحدث. ذكرت العازفة بأن الفرقة تعنى بإحياء التراث، نافية أن تكون ضد الحداثة والموسيقى المعاصرة، ومنتقدة هيمنة الأغاني الصاخبة، ذات الريتم السريع، التي تركز على الإيقاع بشكل كبير، حيث قالت بأنها تفتقد إلى اللحن، و قد تتسبب حتى في الأذى للسمع، ولا تمنح المستمع النشوة الموسيقية التي تسعى فرقتها للوصول إليها، عبر السعي إلى تجنيب جيل اليوم الاستماع إلى الأغاني الهابطة. حول أسئلتنا عن الطبيعة الأنثوية التي تميز الفرقة،ردت الفنانة بأن التخت الشرقي النسائي السوري، لا يتحيز إلى جنس في تكريماته للفنانين المبدعين،فقد كرم عددا من الفنانات النساء، لكنه قام أيضا بتكريم محمد عبد الوهاب وعدد من الفنانين، كما دعا في أحد الحفلات مغنيا للمشاركة معه ، وأوضحت بأن تشكيل تخت نسوي محض، لا يزال أمرا غريبا بالعالم العربي، قائلة بأنه لا توجد فرقة مماثلة، إلا بكل من تونس ومصر، فالتخوت، تضيف المتحدثة: "عادة ما تكون أجواقا ذكورية، أو مختلطة من الجنسين". اعتبرت خصاب بأن طغيان عاملي الإحساس المرهف والعاطفة على شكل الموسيقى، في فرقتها النسائية ،يجعلها أجمل، وأكثر استساغة من المستمع، حيث قالت بأن المرأة تحس أكثر من الرجل بالموسيقى التي تؤديها، بالرغم من أن الأفضلية لا تزال للذكور، مضيفة بأن محاولة إثبات عدم انحصار الموسيقى التراثية على الرجال، يعد من الأسباب التي دعت إلى تكوين التخت الشرقي النسائي السوري. و أشارت إلى احتواء الفرقة على عازفات أكاديميات متخرجات من معهد الموسيقى، قادرات على الأداء دون أية نقائص.و استطردت الفنانة بأن فرقتها تركز على المعزوفات الموسيقية المعتمدة على الآلات، مع إدراج الغناء من باب التنويع، كون الكلمة تظل، حسبها، اللغة الأقرب إلى قلب المستمع. محدثتنا،شددت بأن عازفات الفرقة لم يتأثرن بكونهن نساء، بالرغم من إشارتها إلى سيطرة الفكرة القائلة بوجوب بقاء المرأة ببيتها في المجتمع العربي، موضحة بأن عضوات الفرقة أغلبهن متزوجات، ولكن ذلك لم يؤثر على التزاماتهن الفنية، خاصة و أن أزواج بعض العضوات ينتمين إلى الوسط الفني، ما جعلهم أكثر تفهما لطبيعة عملهن، و يستشيروهن في العديد من المسائل الفنية.