الإعدام والمؤبد لأربعة إخوة قتلوا شابا وأحرقوا جثته بسوق أهراس أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة مساء أول أمس الأحد حكما يقضي بإعدام الأخوين (م.م) 31 سنة و (م ب) 30 سنة وحكمت بالسجن مدى الحياة على أخويهما الآخرين (م.م) 24 سنة و(م.ق) 23 سنة المتهمين جميعا بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بأعمال وحشية. كما حكمت الهيئة الجنائية أيضا بالسجن لمدة 20 سنة على المسماة (س.م) المتابعة بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بأعمال وحشية وجرم الفاحشة بين ذوي المحارم وقائع القضية المثيرة تعود إلى مساء 10 ديسمبر 2007 عندما قرر الإخوة الأربعة وزوجة الأخ الأكبر إزهاق روح الشاب (م ش) البالغ من العمر 18 سنة بعد أن اتهموه بالنيل من شرف إحدى الأخوات، وضعوا خطة محكمة قادتها الزوجة (س.م) التي اتصلت هاتفيا من خط جازي وطلبت من الضحية القدوم إلى منزل مهجور وستخرج إليه عندما يصل، استجاب الضحية بسرعة وقصد المكان المتفق عليه وعندما وصل أنقض عليه المتهمون وأسقطوه أرضا بضربة على الرأس أفقدته الوعي ثم جروه إلى المنزل وهناك قامت الزوجة (س.م) بتكبيله بواسطة حبل ثم أغمضت عينيه بقطعة قماش ورشته بعطر منعش حتى يستفيق من الغيبوبة في انتظار المرحلة الحاسمة. بدأت السواطير الرهيبة تحطم رأس الضحية بدون رحمة 16 ضربة عنيفة حسب تقرير الطبيب الشرعي منها 14 ضربة بالشاقور تلقاها الضحية بعد أن فارق الحياة الأمر الذي اعتبرته المحكمة بمثابة تنكيل بشع بآدمي فارق الحياة سالت الدماء برواق المنزل والتصقت بالجدران كانت ساعات الليل تمضي بسرعة بالمشتة المعزولة وخيم الصمت الرهيب على المنطقة التي شهدت واحدة من أبشع جرائم القتل بولاية سوق أهراس بعد ذلك انتقلت المجموعة إلى مرحلة إخفاء الجثة ومحو آثار الجريمة قامت الزوجة بتنظيف الرواق من الدماء وتولى أحد الإخوة عملية غسل الجدران ودهنها بمادة الجير الأبيض لإزالة بقع الدم الملتصقة بالجدران ثم نقلت الجثة إلى غابة مجاورة أين تعرضت للحرق البشع من الحزام إلى القدمين وتركت هناك عرضة للذئاب المفترسة التي تلذذت باللحم البشري المشوي، في هذه الأثناء كان أهل الشاب الضحية يجوبون القرى والمدن المجاورة بحثا عنه لكن دون جدوى. ذئب مفترس يكشف عن موقع الجثة يقول عم الضحية الذي حضر جلسة المحاكمة كشاهد على الجريمة المأساوية "قصدت غابات مشتة لمطيمر ببلدية الدريعة أين يسكن الضحية والمتهمون توغلت داخل الغابة لتقصي آثار الجثة وجدت غابة منزوعة حديثا بحثت طويلا دون نتيجة وفجأة خرج ذئب من وسط الغابة ونظرا إلي مرتين حتى ظننت بأنه سيهاجمني تعجبت للأمر ليس من عادة الذئاب الوقوف والنظر إلى الإنسان هكذا دون خوف أو فرار أدركت حينها بأن الذئب كان يتغذى من فريسة داخل الغابة تقدمت قليلا فوجدت جثة الضحية وقد نهشتها الذئاب كان المنظر مروعا رأس محطم نصف متفحم وجزء أكلته الذئاب تراجعت وأخبرت الأهل ومصالح الدرك الذين سارعوا إلى المكان المعزول على متن جرار فلاحي يقوده المتهم الرئيسي (م.م) الذي بدت عليه آثار الجريمة بمجرد وصوله إلى المكان المتهمون يتراجعون وكل واحد يلصق التهمة بالآخر أمام هيئة المحكمة تراجع الاخوة الأربعة عن تصريحاتهم السابقة أمام رجال الدرك الوطني وقضاة التحقيق وحاول كل واحد منهم الصاق التهمة بأخيه الآخر منهم من صرح بأنه ذهب الى منزل أخيه لمشاهدة التلفاز فوجد الجريمة قد نفذت ومنهم من صرح بأنه شارك في عملية نقل الجثة الى الغابة لاخفائها دون أن يشارك في عملية القتل والتنكيل بالجثة أما الزوجة فقد أصرت بأنها حبست داخل غرفة ولم تغادرها الا بعد انتهاء عملية القتل واعترفت بتنظيف المنزل من آثار وبقع الدماء الكل ينكر قيامه بعملية القتل والتنكيل ويحمل وزر الكارثة الى أخيه الآخر، وبالرغم من الأسئلة الدقيقة التي وجهتها هيئة المحكمة لكل متهم ومواجهته بالحقيقة وأقواله السابقة الا أن الاخوة الأربعة أصروا على الانكار وأرجعوا تصريحاتهم السابقة واعترافاتهم الى ضغوط رجال التحقيق على حد قولهم. لكن التحقيق الجنائي توصل الى دلائل قاطعة أولها آثار الدم على جدران المنزل ووسائل تنفيذ الجريمة وموقع الجثة المجاور لمنزل المتهمين بالاضافة الى العلاقات الحميمية التي كانت تربط الضحية مع احدى أخوات المتهمين حيث اصرت النيابة العامة على التمسك بمجريات التحقيق والدلائل الجنائية الواضحة إلتمست عقوبة الاعدام لجميع المتهمين بما فيهم الزوجة. الإنكار قادهم الى الاعدام والمؤبد وأخلط حسابات الدفاع كان على الاخوة الأربعة أن يكونوا أكثر شجاعة ويقدموا واحدا منهم الى الاعدام ويرحموا والدهم الذي فقد أربعة رجال دفعة واحدة هكذا بدأ دفاع المتهمين مرافعاته كل محام حاول اصلاح ما أفسده الاخوة الأربعة وذهب احدهم الى تحميل المسؤولية للزوجة التي استدرجت الضحية بمكر ودهاء مؤكدا بأن الجريمة ارتكبتها الزوجة وأحد الاخوة فقط أما الثلاثة الباقين فإنهم أبرياء من تهمة القتل ويمكن متابعتهم بعدم الابلاغ عن جناية أو التنكيل بجثة هامدة ومعاقبتهم على هذا الأساس حسب ما ذهب اليه الدفاع الذي طالب بأقصى ظروف التخفيف.