رضع يرافقون أمهاتهم في بيع المناديل الورقية وجد المتسولون بمدينة قسنطينة طريقة جديدة للتحايل و التستر على جرمهم في حق البراءة تحسبا لقانون تجريم استخدام الصغار في هذه الحرفة الشنيعة و الذي أعلن وزير التضامن الوطني و الأسرة سعيد بركات منذ فترة عن إعداد نص قانوني يجرم مرتكبيها. فقد راجت في المدة الأخيرة ظاهرة بيع النساء للمناديل الورقية و الجوارب بصحبة أطفالهم الرضع لاستعطاف المارة الذين ترق قلوب أغلبهم لمنظر الأطفال و هم يرتعشون من شدة البرد فيقبلون على شراء بعض من السلع المعروضة و ترك بعض الدنانير الإضافية للأم. و تسجل الظاهرة بشكل خاص بالشوارع الرئيسية و الساحات العمومية أين أخذت بعض المنقبات تنافسن الأطفال في بيع المناديل الورقية و العلك، متخذات من الكراسي المنصوبة بهذه الساحات أكشاكا مؤقتة لسلعهم البسيطة التي لا تزيد عن الخمسين علبة يمكن خوفا من مطاردة رجال الأمن و حملات الحجز التي يقومون بها في إطار محاربة التجارة الفوضوية. و عكس الأطفال الباعة الذين يلهثون وراء المارة و يتوّسلون إليهم لشراء علبة أو اثنين، تجلس البائعات المتحجبات و المنقبات عموما في زاوية بالشارع و يتركن أطفالهن يتوسدون ركبهن ينامون أحيانا و يلعبون أحيانا أخرى تحت لسعات البرد القارس. إحدى البائعات أسرت للنصر أنها لم تجد طريقة أخرى لكسب القوت سوى بيع المناديل الورقية، مشيرة إلى تعاطف المارة الذين يتصدق بعضهم عليها بترك ما يتبقى من نقود إضافية عن السعر الحقيقي للعلبة الواحدة تعاطفا مع طفلها البائس. و قال بعض الأطفال الباعة أن أغلبية المارة يفضلون اقتناء المناديل من الأمهات البائعات و علق أحدهم ساخرا:" رايح نعود نجيب خويا الصغير باش نبيع بزاف"إشارة إلى سهولة استعطاف الصغار لقلوب المارة. و لم تختف ظاهرة التسوّل باستغلال الأطفال الصغار عن شوارع قسنطينة و إن كانت تقل أحيانا بشوارع المدينة القديمة التي تعرف من حين إلى آخر مداهمة فرق مكافحة التسول و التشرد التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي. بل أخذت أشكالا جديدة كالتظاهر بالبيع مع الحرص على تغيير المكان قبل مداهمة أعوان الأمن لهن. و للتذكير كان البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي، قد كشف منذ مدة عن وجود ما لا يقل عن 10 آلاف طفل يتم استغلالهم في التسول عبر مختلف مناطق الوطن. مشيرا إلى أن معظم الأطفال المستخدمين في التسول هم المتواجدون في الشوارع· و طالب بسن قانون يجرم الأشخاص الذين يستغلون البراءة في التسول وتطبيق عقوبات صارمة عليهم، للحد من تنامي هذه الظاهرة في مجتمعنا· كما أعلن وزير الأسرة و التضامن عن تحضير نص قانوني لتجريم استغلال الأطفال و تحريضهم على التسول.