الشرطة تسيطر على الوضع بعد أعمال شغب وتخريب ببعض شوارع وهران عاد الهدوء أمس إلى بعض شوارع وأحياء مدينة وهران التي شهدت احتجاج بعض الشباب وقيامهم بإغلاق الطرقات بالمتاريس وإحراق العجلات المطاطية، حيث تمكنت فرق مكافحة الشغب التابعة للأمن الوطني من السيطرة على الوضع قبل أن ينزلق أكثر ويمتد إلى أحياء أخرى من المدينة . ورغم ذلك فإن الوضع لا زال حذرا بعد أعمال الشغب والتكسير التي طالت واجهات بعض المحلات وألحقت الضرر ببعض المرافق العمومية، وهي الاحتجاجات التي تركزت في حي ابن سينا الذي كان أكثر تضررا حيث أشعلت النيران بالعجلات المطاطية وقطعت كل المنافذ المؤدية للحي خاصة الطريق الرابط بينه وبين ملعب أحمد زبانة، كما نشبت مناوشات بين الشباب المحتجين وأعوان الأمن حيث تم رشقهم بالحجارة ليردوا بإطلاق الغازات المسيلة للدموع ما مكّن من تفرقة المحتجين، فيما قام أعوان آخرون بتهدئة وإبعاد الشباب الذين تجمعوا بالقرب من المكان لمنعهم من الالتحاق بالمحتجين الذين حاول بعضهم الاعتداء على عون أمن لكن يقظة الشرطة مكنت من منع ذلك .وبحي سان بيار تم رشق رجال الشرطة بالحجارة وقطع الطريق بحرق عجلات مطاطية، وهو نفس الوضع الذي شهده شارع جيش التحرير حيث تواجد أعوان الأمن قصد منع تسلل المحتجين إلى شارعي العربي بن مهيدي وخميستي الرئيسيين بوسط المدينة، حيث أغلقت جميع المحلات أبوابها خوفا من التعرض للتخريب والنهب، كما عزّزت مصالح مكافحة الشغب تواجدها بكل من حي الحمري والبلاطو والبلانتور عبر عدة نقاط تحسبا لأي طارئ، وهي الأحياء التي عرفت تجمعات مشبوهة منذ صبيحة أمس دون أن يصطدم الغاضبون بقوات الأمن، حيث تفرقوا بعد المطالبة بتفسيرات وتوضيحات حول أزمة السكن التي يعانون منها، حيث رحل بعضهم ومازال البقية أمام مصير مجهول، علما أنه الحي شهد نزيفا كبيرا لشبابه الذي عمد إلى الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا، حيث كان آخر فوج قد وصل لأليكانت الاسبانية منذ أسبوع .بعض ساكني الأحياء هشة استغلوا الفرصة للتعبير عن رفضهم لما اعتبروه إقصاء من طرف السلطات المحلية التي ما زالت تدرس الملفات من أجل عملية الترحيل حسب آخر تصريحات الوالي الجديد لوهران .والجدير بالذكر أن قوات الأمن لم تقم بأي عملية توقيف في صفوف المحتجين في الأماكن التي شهدت أحداث الشغب أمس حيث عاد إليها الهدوء النسبي، ويبدو أن هذه الاحتجاجات-حسبما أكده "للنصر" بعض المحتجين الشباب بعين المكان- تعود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية كالخبز الذي وصل ثمنه ل15 دينار والخضر حيث وصل سعر الطماطم إلى 100 دينار، فضلا عن أزمة السكن .