تواصل الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية كاثرين اشتون اليوم الخميس جولتها الشرق أوسطية بلقاء الرئيس محمود عباس وسط أمل فلسطيني في دور أوروبي قد يبعث مفاوضات السلام ويخرج العملية السلمية من المأزق الذي تترنح فيه. وأعرب رئيس المركز الإعلامي للسلطة الفلسطينية غسان الخطيب عن أمله في أن تنجح كاثرين آشتون في إعادة بعث مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في الوقت الذي منيت مساعي الوسيط الأمريكي جورج ميتشل بالفشل. وقال الخطيب أن الوسيط الأوروبي لن يأتي كبديل للوسيط الأمريكي غير أنه يأتي كداعم للدور الأمريكي في حل النزاع موضحا أن القيادة الفلسطينية ستعرض قائمة من المطالب على مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية تتضمن لعب أوروبا دورا أكثر حيوية في دعم الجهود الدولية لتنشيط عملية السلام وإقناع إسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني بإعتباره العقبة أمام إستئناف المفاوضات الثنائية. ومن المقرر أن تلتقي اشتون في وقت لاحق اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وأضاف الخطيب "أن السلطة تطالب الاتحاد الأوروبي بان يتفهم انه في حال فشل المفاوضات الثنائية حتى الصيف القادم فيتعين على المجتمع الدولي بما فيه أوروبا أن يلعب دورا أكثر مباشرة في دعم إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. من جانبه قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن المحادثات مع إسرائيل التي توقفت قبل ثلاثة أشهر مع انتهاء وقف إسرائيل للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية وصلت إلى طريق مسدودة وأنه سيجري السعي وراء خيارات أخرى. وأضاف عريقات " لم نعد بحاجة للمفاوضات...الآن وقت القرارات والقرارات مسئولية القيادة". وفي نفس السياق، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت رفضه بشدة دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى تركيز المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على المستويين الأمني والاقتصادي معتبرا ذلك "رمزا للاتجاه المتطرف في إسرائيل ومعارضة تحقيق السلام". وجددت اشتون أمس التزام الاتحاد الأوروبي بعملية السلام في الشرق الأوسط واكدت أنه ليس هناك بديل عن الحل التفاوضي وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش إلى جانب إسرائيل في سلام وأمن. وقالت أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بعملية السلام وإعادة التأكيد على فتح المعابر إلى قطاع غزة من أجل السماح بإعادة إعماره بعد العدوان الإسرائيلي المدمر. وفي تعليقه على زيارة كاثرين اشتون أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية البريطانية مارتن داى أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصلت إلى مأزق وأن الوضع الحالي لا يخدم المصالح الأوروبية والفلسطينية والإسرائيلية. وأوضح أن زيارة اشتون لإسرائيل والأراضي الفلسطينية تأتي في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي من أجل دعم الجهود الأمريكية. مشددا على استعداد الاتحاد الأوروبي للقيام بدور فعال ونشط في هذا الخصوص. في غضون ذلك توقع وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يوم الخميس رفع الدول الأوروبية بشكل جماعي قريبا مستوى التمثيل الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية لديها. وأكد أن "هنالك مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي تدرس بشكل جدي رفع مستوى تمثيل البعثات الفلسطينية لديها ونتوقع أن يتم اتخاذ قرار بذلك قريبا وبشكل جماعي" مشيرا إلى تعهد بريطانيا للسلطة الفلسطينية بدراسة خطوات وإجراءات سوف تتخذها من أجل رفع مستوي تمثيل المفوضية العامة لفلسطين في لندن متوقعا أن ذلك لن يتم بشكل منفرد "إنما في سياق دول الاتحاد الأوروبي". ولوح الفلسطينيون باتباع خيارات وبدائل عن مفاوضات السلام بعد توقفها بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني أبرزها التوجه للمؤسسات الدولية لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن "الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية ورفع مستوى تمثيلها يشكل أرضية مهمة للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق بطلب الاعتراف بهذه الدولة المستقلة". وتوقفت محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في الثاني من أكتوبر الماضي بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية وذلك بسبب رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد البناء الاستيطاني الذي كان انتهى في 26 سبتمبر الماضي.