يسعى وفد الوساطة الأفريقية يوم الاثنين في مهمة جديدة لإقناع الرئيس لوران غباغبو مغادرة السلطة"سلميا" في اطار سلسلة المساعي لرامية الى احتواء الوضع المتازم في كوت ديفوار عشية الدعوة التي وجهها معسكر الرئيس المنتخب حسن واتارا الى اضراب عام غدا الثلاثاء يستمر الى ان يتنحى غباغبو عن السلطة. وينتظر ان يجري الوفد الافريقي المتكون من رئيس الوزراء الكيني وسيط الاتحاد الافريقي رايلا اودينغا رفقة رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) جيمس فيكتور غبيهو اليوم مباحثات مع كل من الرئيسين حسن واتارا و لوران غباغبو اللذين اعلنا كل منهما رئيسا لكوت ديفوار. ولم ينل الفشل الذي انتهت به المحاولات المتعددة للوساطة الافريقية من عزمها على مواصلة المساعي "الحميدة" قصد انهاء مسلسل العنف في كوت ديفوار الذي تتعقد مشاهده من يوم لاخر و يسجل مزيدا من اراقة الدماء و النازحين خارج الحدود. و كما جرت العادة فان المهمة الافريقية "الحساسة" ستركز على حاولة اقناع الرئيس المنتهية عهدته غباغبو على مغادرة الحكم بالطرق السلمية دون اللجوء الى تدخل عسكري لا سيما و ان مبدا "القوة المشروعة" ما زال مطروحا على طاولة "ايكواس"لتسوية الوضع في كوت ديفوار الذي يعرف انفلاتا امنيا" ملحوظا". واعتبرالسيد اودينغا الذي يجري الوساطة للمرة الثانية انه"من الافضل استنزاف كل الوسائل الكفيلة باحتواء الوضع المتفجر و عدم اللجوء الى "القوة المشروعة"التي هددت ايكواس باستعمالها لارغام غباغبو على الرحيل الا كحل "اخير" مؤكدا انه جاء إلى ابيدجان حاملا "عرضا جديدا للسلام" للرئيس غباغبو. واعتبر الوسيط الافريقي ان الازمة في كوت ديفوار "رهان يهم المنطقة و القارة الافريقية على وجه العموم "محذرا من ان"فقدان الثقة في تغيير السلطة عن طريق الاقتراع لا يبشر بخير للقارة و قد يصب في العودة الى عهد الانقلابات العسكرية". و في هذا السياق، من المقرر ان يجتمع رؤساء الاركان بلدان ايكواس الاسبوع المقبل في مالي لبحث هذا الموضوع بعد ان اجتماعهم في ابوجا بداية هذا الشهر لبحث موضوع التدخل العسكري في كوت ديفوار. و من المرتقب ان يواصل اودينغا بعد المحطة الايفوارية جولته لافريقية حيث ستقوده الى كل من غانا انغولا و بوركينا فاسو لاجراء مباحثات مع قادة هذه الدول حول تطورات الوضع في كوت ديفوار. وتأتي المساعي الافريقية عشية اضراب عام غير محدود دعا إليه معسكر واتارا غدا و سيستمر الى ان يتنحى غباغبو عن الحكم . ودعا" تجمع الهوفيين من اجل الديقراطية و السلام"و هو تحالف مساند لواتارا الى عملية "البلد الميت" ابتداء من غدا الى ان يعترف غباغبو بهزيمته و يترك السلطة لخصمه واتار الذي يعترف المجتمع الدولي ب"شرعيته". و كان الرئيس المنتخب واتارا قد دعا الى اللجوء إلى القوة لطرد الرئيس غباغبو "الذي يتبنى إستراتيجية كسب الوقت ويزيد من معاناة الشعب الايفواري" على حد قوله. وقال واتارا أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية فى واشنطن عبر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة ان لديه الاستعداد لتشكيل حكومة مع أنصار منافسه وأنه "حان الوقت لاستخدام القوة". وأكد واتارا فوز "الشرعي" على غباغبو في انتخابات نوفمبر الماضي و"لن يتفاوض" معه في هذا الشأن مشيرا إلى انه في حال " قرر غباغبو البقاء في البلاد بعد تنحيه عن الحكم فإنه سيضمن سلامته وأمنه". وسبق لواتارا و ان دعا الى "العصيان المدني"ضد الرئيس غباغبو و نظامه الشهر الماضي و في المقابل دعت حركة "الشباب الوطنيون" الى يتزعمها شارل بلي غودي احد اكبر مناصري غباغبو الى مسيرة قبل ان يتم الغاؤها و من ثم الدعوة ال مهاجمة فندق"الغولف" الذي سيتعمله واتارا و طاقمه الحكومي كحي عام. وقبيل هذه الدعوة جدد المتحدث باسم غباغبو اهووا دون ميللو "التاكيد على رغبة معسكره في اقامة حوار مع معسكر واتارا قائلا"بامكان الرجلين الجلوس على طاولة التفاوض و التوصل الى ايجاد حل للازمة السياسية. إلا أن الناطقة باسم معسكر واتار السيد اان اوتولو قللت من "اهمية"تصريحات المعسكر الخصم و اعتبرت ان"رحيل غباغبو اصبح امر مستعجل" فهو كما قالت "يستعمل الحيل و لا يظهر اي اشارة تدل على حسن نيته و تطئن لها الخواطر ولا يبدو اصلا انه يفكر بمنطق الحوار و السلام ". وأمام هذا الانسداد في الوضع مازال الوضع الامني يشهداد ترديا في اعقاب الاعلان عن نتائج انتخابات 28 نوفمبر حيث ادت سلسلة الهجمات الدامية الى مقتل 247 شخص منذ منتصف ديسمبر الماضي حسب الحصيلة الاخيرة التى اعلنتها الأممالمتحدة. و اصيب ابعة أشخاص يوم الاحد خلال مواجهات بين أنصار الرئيسين في "ياموسوكرو" قرب "بواكي"وسط البلاد. كما ادى الوضع المتفجر الى فرار المدنيين الى دول جوار و بالخصوص الى ليبيبريا. حيث اكدت مفوضي السامية لللاجئين التابعة لى الاممالمتحدة تسجيلها لنزوح 600 مني ايفواري كل يوم الى الدولة المجاورو معبرة عن مخاوفها من تردي الوضع الانساني في كوت ديفوار.