يستعد الاتحاد الافريقي للاعلان عن تشكيل لجنة تضم مجموعة من الشخصيات الافريقية تعمل بالتنسيق مع الاممالمتحدة في غضون شهر واحد للخروج بنتائج تكون "ملزمة قانونيا" لطرفي النزاع في كوت ديفوار بانهاء الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وعشية انطلاق اشغال القمة العادية ال16 الاتحاد الافريقي عاش مقر الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا حراكا مكثفا بشأن الازمة السياسية الايفوارية في محاولة لتوحيد الاصوات و المواقف الافريقية من أجل انهاء حالة الانسداد الذي آل اليه الوضع في كوت ديفوار. وفي هذا الإطار، أعلن مجلس السلم و الامن التابع للاتحاد الافريقي خلال اجتماع "هام" حول الوضع في كوت ديفوار عن تشكيل لجنة مجموعة الشخصيات الافريقية ابتداء من غد الاثنين تضم رؤساء دول المناطق الخمس من القارة لافريقية تستكمل عملها في غضون شهر واحد وتكون نتائجها "ملزمة قانونيا" للسلطات في كوت ديفوار. وأعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يرأس حاليا مجلس السلم و الامن عن تشكيل هذه المجموعة التي تعمل بالتنسيق مع الاممالمتحدة حيث تتكفل بايجاد تسوية" تحترم الديمقراطية و تحفظ السلام و الاستقرار و تسمح بتوسيع اطار المفاوضات لاعطاء حظ أوفر للتسوية السلمية في كوت ديفوار". وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السيد جون بينغ ان تشكيل الهيئة"يهدف الى جعل الرئيس المنتخب الحسن واتارا يمارس سلطته الفعلية" فى البلاد "عبر التفاوض" من دون اعادة النظر فى اعتراف الاتحاد الافريقى بفوزه فى الانتخابات الرئاسية. ومن جهته، أكد السيد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة دعمه"الكامل" للهيئة المكلفة ببحث التطورات في كوت ديفوار لايجاد تسوية تنهي حالة الانسداد التي تراوح مكانها منذ الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية بتقديم مجموعة من الأسس لتأطيرها. وألح المسؤول الاممي على أن تتضمن "خارطة طريق" التي من شأنها تسيير و تأطير عمل الهيئة الافريقية والاممالمتحدة أسسا تسمح بتأمين "خروج مشرف" للرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو من السلطة و بتجسيد خطوة "ملموسة" لرفع الحصار المفروض على فندق 'الغولف" مقر الرئيس المنتخب الحسن واتارا الذي يقيم فيه مع طاقم حكومته و على ان تعمل بالتنسيق "الوثيق" بين الهيئة و الاممالمتحدة في جميع الخطوات التي يمر بها هذا المسار. ومن جهة أخرى، رفض الامين العام الاممي فكرة الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو باعادة فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية التي أدخلت البلاد في أزمة سياسية غير مسبوقة في ظل اعلان كل من واتارا و غباغبو نفسهما رئيسا للبلاد. و في هذا السياق قال الامين العام الاممي في اديس ابابا قبيل انطلاق أشغال الدورة ال16 للاتحاد الافريقي التي تعكف على بحث جدول أعمال يشكل فيه الوضع في كوت ديفوار أهم محاوره أن إعادة فرز أصوات الانتخابات في كوت ديفوار يمثل "ظلما خطيرا" و "يطرح سابقة مؤسفة" داعيا الرئيس المنتخب الحسن واتارا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد أدى تعقد المشهد السياسي في كوت ديفوار الى اجراء العديد من الوساطات الافريقية منذ تفجر الازمة الا انها لم تحقق التسوية السلمية المنشودة امام اصرار الرئيس غباغبو على التشبت بالسلطة رغم العزلة التي فرضها عليه المجتمع الدولي عبر العقوبات و القيود المختلفة. وكانت اخر وساطة افريقية اجراها الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي رئيس مالاوي بينغو وا موثاريكا الاسبوع الماضي حيث عاد من ابيدجان دون التمكن من احداث "اختراق" في الموقف باستثناء تقرير يتضمن مقترحات الجانبين المتنافسين على السلطة سيطرح خلال قمة الاتحاد الافريقي المنعقدة حاليا بأديس أبابا. وتوازيا مع هذه المساعي بحث وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) مؤخرا في واشنطن الوضع فى كوت ديفوار مع مستشار الامن القومى الأمريكي توم دونيلون حيث جدد الجانبين التأكيد على ان يتسلم الفائز فى الانتخابات الاخيرة الحسن وتارا مهامه كرئيس لكوت ديفوار والى أن يتخلى الرئيس السابق لوران غباغبو عن السلطة. و تسعى (ايكواس) الى احراز الضوء الاخضر من الاممالمتحدة و مجلس الامن الدولي بشان إجراءات التحرك المطلوبة في كوت ديفوار وغطاءاتها الدولية الواجبة في حالة ما إذا تقرر اللجوء الى التدخل العسكري "كآخر خيار" وصلاحيات التفويض الصادر لقوات التدخل وحدود مهمتها وتماشى ذلك مع أحكام القانون الدولي.