في انتظار الموعد المحدد لتشغيله، أصبح شروع "ميدغاز" حقيقة ذات بعد اقتصادي سيضمن شهرة دولية لقرية بني صاف الساحلية و الهادئة الواقعة في عين تموشنت. إن تشغيل انبوب "ميدغاز" المرتقب خلال الايام القليلة المقبلة سيسمح بتعزيز مكانة الجزائر على الساحة الطاقوية العالمية الى جانب البلدان المصدرة مثل روسيا و قطر و بتاكيد دورها كشريك موثوق لاوروبا تبحث عن تنويع مواردها الطاقوية. وفي تصريح للصحفيين الراغبين في الحصول على "سبق صحفي" للاعلان عن التاريخ المحدد لتشغيل الانبوب الذي سيوصل الغاز الى غاية مدينة الميريا الاندلسية لتزويد اسبانيا ثم احتمالا البرتغال و فرنسا التي سبق وان قدمت طلبا في هذا الاتجاه لتزويد مناطقها الجنوبية قال محمد الطيب شريف المدير الجهوي (غرب) للنقل عبر الانابيب بشركة سوناطراك بابتسامة عريضة ان ذلك "سيكون في اقرب الاجال". في انتظار الموعد المحدد لتشغيل الانبوب إن أنبوب الغاز الذي سيزود مباشرة اسبانيا بكمية سنوية تقدر ب 8 مليارات متر مكعب مرشحة لان تتضاعف على المدى المتوسط يمونه انبوب "جي زاد 4 " ينطلق من حقل حاسي الرمل مرورا بخمس ولايات (الاغواط والجلفة وتيارت ومعسكر وعين تموشنت) على مسافة تقدر ب 638 كلم وصولا الى نهائي بني صاف. وأكد احمد الريح اطار تقني بشركة النقل عبر الانابيب التابعة لمجمع سوناطراك لمنطقة الغرب امام الصحفيين الذين دعيوا لزيارة الموقع ان نهائي بني صاف الذي تستغله نفس الشركة يتوفر على محطة تصفية موجهة لتنقية الغاز و اخرى لكبس الغاز وأخرى لحساب الكمية القابلة للتصدير. وتتكون كل واحدة من هذه المحطات من أربع وحدات لضمان استمرارية التسليم. وقال السيد طيب شريف بنبرة مطمئنة " الى جانب الوحدة التي تشتغل هناك ثلاث وحدات اخرى احتياطية تتدخل في حالة حدوث عطل . لقد اتخذنا كل الاحتياطات". ويتمثل دور محطة الحساب المزودة ببرمجية حساب دقيقة جدا (هامش خطا يقل عن 001ر0 بالمئة) في حساب بالمتر المكعب كميات الغاز التي سيتم تصديرها لاسبانيا. ويتم الموافقة على تقرير حول الكمية المصدرة كل 24 ساعة من طرف ممثل الشركة الممونة (سوناطراك) و الزبون (مجمع ميدغاز) و السلطة المكلفة بمراقبة التجارة الخارجية (الجمارك الجزائرية). ويتم تزويد هذه المنشاة بالكهرباء من خلال مولدين عنفيين مع امكانية اللجوء الى شبكة سوناطرك في حالة حدوث عطل الى جانب وضع نظام اتصالات متقدم لمراقبة سير النهائي وضمان تدخل سريع في حالة وقوع اي حادث. الهدف: 16 مليار متر مكعب على المدى المتوسط ويفصل سياج معدني نهائي بني صاف عن محطة الكبس المنجزة من طرف مجمع ميدغاز. وتتوفر محطة كبس الغاز على ثلاث وحدات بحيث سيتم تشغيل واحدة فقط في حين تتدخل الوحدتان الاخريان في حالة حدوث عطل. كما تم وضع شطر اخر لرفع طاقة هذا الانبوب الذي كلف حوالي مليار اورو الى 16 مليار متر مكعب سنويا على المدى المتوسط. وأكد السيد بداد " كما ترون كل شئ جاهز فقد تم الانتهاء من التجارب التقنية لتجهيزات المعالجة و الكبس و التزويد بالطاقة الى جانب سلامة التجهيزات التي انطلقت في جوان 2009 منذ عدة أشهر". وعن اثار المشروع على البيئة قال مهندس بشركة النقل عير الانابيب ان ليس هناك اي خطر على البيئة مشيرا انه " تم التكفل بكل الجوانب المرتبطة بالبيئة منذ البداية . وبالتالي ليس هناك اي خطر تلوث بري أو بحري لا على المنطقة و لا على البلدان التي يمر بها المشروع". ويبلغ طول أنبوب الغاز "ميدغاز" حوالي 1.050 كلم من بينها 550 كلم على التراب الجزائري و يفوق عمقه 2000 متر تحت بحر الابيض المتوسط . وتقدر طاقته الاجمالية ب4ر11 مليار متر مكعب من بينها 8 مليار متر مكعب موجهة للتصدير. في الجزائر، سيزود انبوب ميدغاز عدة منشات بالغاز من بينها محطة توليد الكهرباء لحجرة النوس (تيبازة) عبر انحراف نحو الشرق و ترقة (عين توشنت) الى جانب جزء من المنطقة الصناعية لارزيو بوهران. ولقد تم تحويل مجمع ميدغاز الذي انشئ من اجل انجاز انبوب الغاز التحت بحري الرابط بين الجزائر (بني صاف) و اسبانيا (الميريا) سنة 2004 الى شركة بناء بعد استكمال دراسات الجدوى. و يملك مجمع سوناطراك الجزائري اعلى نسبة من الاسهم في الشركة (36 بالمئة) وتملك شركتا ايبردولا و سيبسا (اسبانيا) 20 بالمئة لكل منهما في حين تملك مؤسسة انديسا (اسباينا) و جي دي اف سويس (فرنسا) 12 بالمئة لكل و احدة منهما.