يجتمع رؤساء المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) اليوم الاربعاء بأبوجا (نيجيريا) لتشكيل بعثة عسكرية لحماية المدنيين في كوت ديفوار فيما تأزم الوضع الأمني في البلاد بسبب حوادث العنف والإشتباكات رغم جهود المنظمات الدولية الساعية لحماية المدنيين. ومن المقرر أن تتركز مباحثات رؤساء مجموعة (إيكواس) خلال أجتماعات القمة التي تدوم يومين (الاربعاء والخميس) على إنشاء بعثة عسكرية هدفها السماح للمجموعة الاقليمية الى جانب قوات البعثة الاممية العاملة في كوت ديفوار لحماية جميع الافراد المقيمين في كوت ديفوار أمام احتمال كبير لاشتداد اعمال العنف في هذا البلد. وبهذا الشأن، شددت مجموعة ايكواس -التي تضم 15 دولة من غرب افريقيا- في بيان لها على ضرورة الإتخاذ الفوري لاجراءات سياسية وعسكرية حاسمة لتجنب تفاقم الازمة في كوت ديفوار. وحسب البيان فان الايكواس سيطلب من مجلس الامن الدولي دراسة وبحث اجراءات استعجالية يمكن أن تتخذ صيغة عمليات عسكرية وقائية تنفذها قوات الاممالمتحدة العاملة في كوت ديفوار من اجل حماية المدنيين. وكانت ايكواس قد حذرت في السابق الرئيس الايفواري المنتهية عهدته لوران غباغبو من احتمال تدخل عسكري "اذا واصل رفضه التنحي عن السلطة واعطائه الفرصة الاخيرة للانسحاب سلميا قبل فوات لاوان". ومن جهته، دعا وزير خارجية نيجيريا أودين أوجومو جوبيا المجتمع الدولي بالتعامل بحسم مع الرئيس غباغبو منتقدا موقف المجتمع الدولي إزاء ما تشهده كوت ديفوار من توترات أمنية وعنف. وقال السيد اوجومو جوبيا انه "في الوقت الذي بادر فيه مجلس الأمن الدولي ودول العالم الكبرى على التصرف عسكريا لحماية المدنيين في ليبيا" فانه "لا أحد يعبأ بمعاناة أبناء كوت ديفوار ودماء ابنائها التي تراق بفعل عناد لوران غباغبو منذ ال28 من نوفمبر الماضي والتي كان آخرها اعتداء بمدافع الهاون على أحد أسواق عاصمتها ابيدجان وأسفرت عن عشرات القتلى و الجرحى. وبدوره، دعا الحسن واتارا الرئيس الايفواري المنتخب و المعترف به دوليا الاممالمتحدة لأن تصرح باستخدام "قوة شرعية" لحماية المدنيين في كوت ديفوار منتقدا دور الاممالمتحدة ووصفها ب"السلبية" فيما يتعلق بحماية المدنيين في بلاده وسط أزمة سياسية عنيفة. ودعا وتارا الى قوة تدخل سريعة وإقامة نقاط تفتيش دائمة في مناطق استراتيجية وتدمير الترسانة التي يمتلكها لوران غباغبو الذي يرفض التخلي عن السلطة. وتشهد كوت ديفوار اشتباكات دامية بين القوات الموالية للحسن وتارا و منافسه لوران غباغبو في حين تواجه قوات الاممالمتحدة في كوت ديفوار انتقادات من أنصار الجانبين ويطالب أنصار غباغبو برحيلها من البلاد. ويذكر أن نحو 440 شخصا قتلوا في أعمال عنف اعقبت الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نوفمبر الماضي في البلاد وفقا للأمم المتحدة. بينما اعلن الحسن وتارا أن حصيلة الضحايا تفوق 832 قتيلا. وقد أعربت منظمة الأممالمتحدة يوم الأربعاء عن "قلقها الشديد" إزاء الاستخدام المفرط للأسلحة الثقيلة من قبل أنصار الرئيس لوران غباغبو ضد المدنيين. مشيرة الى استخدام القوات الموالية لغباغبو رشاشات وقذائف صواريخ ومدافع هاون ضد المدنيين في العاصمة الإيفوارية أبيدجان. وأمام تفاقم الأزمة السياسية واستمرار أعمال العنف حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة من خطورة الأوضاع الإنسانية والأمنية في كوت ديفوار مشيرة إلى أنها كادت تصل إلى حد الكارثة. وقالت هذه المنظمات، حسبما نقلت مصادر إعلامية اليوم أنها تواجه بالفعل خلال القيام بعملها في كوت ديفوار مشاكل أمنية إلا أنها أصبحت تواجه في الوقت الحالي مشاكل مادية أيضا حيث أن المناشدة التي تم إطلاقها في وقت سابق لتقديم المساعدات إلى هذا البلد لم تلق استجابة كبيرة من قبل المانحين الدوليين. وتم إطلاق مناشدة لتقيدم مبلغ قدره 32 مليون دولار إلا أنه لم يتم تقديم سوى 7 مليون دولار فقط حتى الآن. كما يواجه برنامج الغذاء العالمي أيضا نفس الصعوبات في كوت ديفوار. وقد أدى الوضع المتأزم في كوت ديفوار الى مغادرة الآلاف من السكان العاصمة أبيدجان خوفا من تصاعد العنف وخروجه عن السيطرة. وأفاد مراقبون يعملون في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن آلاف الأشخاص يسارعون لمغادرة أبيدجان عبر الحافلات رغم صعوبة المغادرة والحصول على أماكن. وقال بعض النازحين إنهم قرروا الرحيل بعد مناشدة أحد الموالين لغباغبو المدنيين الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة. وتشير التقارير إلى استجابة آلاف الشباب للدعوة. وفسر البعض النداء على أنه بمثابة إعلان للحرب ويوجد حاليا أكثر من 300.000 مشرد داخلي في أبيدجان وتوجه العديد منهم إلى شمال وشرق البلاد. من ناحية أخرى، انتهت مفوضية اللاجئين من إقامة أول موقع لإيواء المشردين داخليا في بلدة دنان في غرب البلاد و تم نقل 778 شخصا إلى الموقع كما تقوم المفوضية بتأهيل موقعين آخرين في دنان حيث تشرد أكثر من 5000 شخص بسبب العنف بداية العام الحالي.