دعا معسكر الرئيس المنتخب حسن واتارا المجتمع الدولي الى "اللجوء الى القوة" لإزاحة الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو في خطوة تهدف الى تجنيب البلاد حربا أهلية وإرسال بعثة محكمة العدل الدولية "للوقوف على التجاوزات التي يمارسها في تحدي واضح" لكل التحذيرات والعقوبات والقيود الدولية المشددة عليه وأمام إصراره بأنه هو"الرئيس المنتخب" لكوت ديفوار. وقال غيوم سورو "لم يبق أمام المجتمع الدولي الا حلا وحيدا لإزاحة الرئيس المنتهية عهدته من الحكم وهو اللجوء الى القوة". ولكن بالرغم من العزلة الدولية المفروضة عليه منذ بدء الأزمة التي أفرزتها نتائج الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في 28 نوفمبر الماضي يمضي غبابو الذي أدى اليمين الدستورية وأعلن عن تشكيل حكومته قدما إلى الأمام حيث جدد التأكيد في خطاب متلفز للأمة يوم الاربعاء بأنه هو "الرئيس المنتخب لكوت ديفوار" في تحد للقيود التي شددتها الأسرة الدولية عليه لإرغامه على مغادرة السلطة ومعتمدا على الدعم"المطلق" للجيش له. وأمام هذا الموقف يبدو المجتمع الدولي في وضعية"صعبة للغاية" و"حساسة"اذ تبين ان حزمة العقوبات الدولية المسلطة على غباغبو "لم تجد نفعا" بل قابلها بتحدي كبير لاستمراره في البقاء الحكم وبالتالي لا يرى أمامه الا الحل العسكري الذي اقترحه غيوم سورو رئيس وزراء الرئيس "الشرعي" حسن واتارا والذي قد يؤدي بالوضع الى اندلاع "حرب معلنة". وحسب المتتبعين للشأن الايفواري فان غباغبو الذي اعلن من القصر الرئاسي بأنه الرئيس"المنتخب" لكوت ديفوار و"لا يريد اندلاع حربا تهدر فيها دم الايفواريين قد تمتد الى الدول المجاورة أو تضعفها" يريد أن يظهر بوجه الرجل الذي يرغب في السلام و ليس الحرب مع الاحتفاظ ببقائه في السلطة, و ذلك لكسب المزيد من الوقت". وفي هذا الاطار يسعى المجتمع الدولي الى بحث مطلب "اللجوء الى القوة" ضد غباغبو مع المجموعة اللاقتصادية لدول غرب افريقيا/ايكواس/ باعتبار أن ذلك "مسؤولية يعود الحسم فيها الى دول المنطقة " التي ستعقد غد الجمعة اجتماعا آخر بأبوجا /نيجيريا/ لبحث تطورات الوضع في كوت ديفوار. ومن جهتها تجري الولاياتالمتحدة مشاورات مع /ايكواس/ لبحث احتمال زيادة عدد قوات الأممالمتحدة في كوت ديفوار و احتمال تنفيذ الحل العسكري. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراو لي "نجرى محادثات مع دول أخرى فى المنطقة" مضيفا " لم نستبعد أن يحتج غباغبو فى وقت من الأوقات على وجود قوة الأممالمتحدة مع قواته الخاصة. يجب أن نتأكد أن للأمم المتحدة القدرة على حفظ السلام والاستقرار فى كوت ديفوار حتى تحل الأزمة السياسية في هذا البلد". وتوازيا مع ذلك افتتحت يوم الخميس أشغال دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول كوت ديفوار بجنيف لبحث توصية تدين " أعمال العنف الوحشية التي ارتكبت في البلاد"و تدعو الى "احترام ارداة الشعب" الايفوارى. وأعرب المجلس عن قلقه ازاء "أعمال العنف الوحشية وانتهاكات حقوق الإنسان" المرتكبة في كوت ديفوار ودعا طرفي النزاع الى احترام الإرادة الشعبية و احترام أسس الديمقراطية ودولة القانون"على خلفية نتائج الانتخابات التي أكدت فوز الرئيس حسن واتارا على حساب لورا غباغبو. و ينتظر ان يصادق على التوصية التى تقدت بها نيجيريا ممثلي 48 دولة عضوة في المجلس الاممي. و قد تم اعتماد السفير يوسف بامبا الذي عينه الرئيس المنتخب واتارا ممثلا لبلاده في الأممالمتحدة ب"التوافق". وفي هذه الأثناء قالت المفوضية الأوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي إنها ستخصص خمسة ملايين يورو (5ر6 مليون دولار) لحماية وضمان الحصول على الغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى ل 100 الف لاجئ اغلبهم من النساء و الأطفال الذين فروا الى غينيا و ليبيريا المجاورتين بسبب تأزم الوضع فى كوت ديفوار. وجمد البنك الدولي أمس تمويلاته لكوت ديفوار فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن عقوباته ضد الرئيس غباغبو ستشهد مزيدا من التشديد في يناير المقبل لتشمل تجميد أصول كما ستتضمن فرض حظر على شركات أوروبية تتعامل مع مؤسسات مرتبطة بنظام غباغبو. وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه نائبة المفوضية السامية لحقوق الإنسان الاممي كيونغ واه كنغ عن مقتل 173 شخصا وتوقيف 471 اخرين في الفترة بين 16 و 21 ديسمبر الجاري في كوت ديفوار على خلفية الأزمة السياسية القائمة.