رحبت العديد من الدول و المنظمات الدولية بسقوط الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو معربة عن أملها في أن يسمح هذا التغيير ب"انطلاق عهد جديد" لكوت ديفوار فيما دعت الرئيس المنتخب الحسن واتارا الى ضرورة العمل على تحقيق المصالحة ك"أولوية أساسية" نحو اعادة بناء واعمار هذا البلد الذي مزقته الحروب. وانتهت آخر حلقة في مسلسل الازمة الايفوارية التي أفرزت انسدادا في الوضع السياسي و تريديا في الوضع الامني ومأساة انسانية راح ضحيتها مئات الاشخاص وآلاف النازحين والمشردين باعتقال الرئيس غباغبو الذي رفض طوال شهور عدة تسليم السلطة لمنافسه المنتخب الحسن واتارا في اعقاب انتخابات رئاسية مثيرة للجدل. وأثار خبر اعتقال الرئيس غباغبو العديد من ردود الفعل الدولية و الاقليمية حيث اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان اعتقال غباغبو يشكل "نهاية فصل محزن ما كان له ان يوجد " متعهدا بان تعمل الاممالمتحدة مع الرئيس واتارا "للتكفل بكل المشاكل التي ستواجهنا مستقبلا". ومن جهته، رحب الاتحاد الاوروبي باعتقال غباغبو حيث تعهدت رئيسة دبلوماسية الهيئة الاوروبية كاترين اشتون ب"العمل على مساعدة كوت ديفوار للنهوض باقتصادها في أسرع وقت للمساهمة في ارساء أسس الاستقرار في البلاد". وأعربت المسؤولة الاوروبية عن التزام الاتحاد الاوروبي بتقديم الدعم "على المدى الطويل لكوت ديفوار لمساعدتها على تحقيق الرفاهية واعادة الاعمار فيما". وثمن رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك من جانبه "ارادة" واتارا في احلال السلام و العدالة في بلاده داعيا اياه الى اتخاذ اجراءات ملموسة ل"تحقيق المصالحة الوطنية على جميع المستويات وعلى مستوى القوات المسلحة ايضا". وفي إشارة "ايجابية" باتجاه حكومة الرئيس واتارا قرر وزراء الاتحاد الاوروبي رفع العقوبات الصارمة التي كانوا فرضوها على غباغبو لتضييق الخناق الاقتصادي عليه وبالتالي ارغامه على التنازل عن السلطة. وأعتبر وزير الدفاع الفرنسي كلود لونغي الذى لعبت بلاده دورا فى ازالة غباغبو عن كرسى الرئاسة أن اعتقال غباغبو " سيسمح بعودة السلام إلى كوت ديفوار وسيعيطها دفعا لاقتصادها" الذي دمرته حالة اللااستقرار التي عاشتها البلاد منذ أكثر من 10 سنوات". وفى الولاياتالمتحدة رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما باعتقال رئيس كوت ديفوار المنتهية ولايته غباغبو داعيا جميع الميليشيات المسلحة إلى إلقاء السلاح. وحيا أوباما "التحول الحاسم للاحداث" فى كوت ديفوار داعيا الرئيس المنتخب الحسن واتارا الى بدء "العمل الجاد فورا لتحقيق المصالحة وإعادة الاعمار". ووصف اوباما اعتقال غباغبو بأنه " انتصار للإرادة الديمقراطية للشعب الإيفوارى الذى عانى طويلا خلال حالة الاضطراب التى تبعت الانتخابات" الرئاسية التى جرت فى نوفمبر المنصرم. ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن هذا التحول "يبعث إشارة قوية للمستبدين في أنحاء المنطقة والعالم ألا يتجاهلوا صوت شعوبهم في انتخابات حرة ونزيهة وأنه "ستكون هناك تداعيات لمن يتشبثون بالسلطة" داعية الايفواريين إلى التزام الهدوء والعمل من أجل بناء مستقبل "أفضل لبلادهم". وإقليميا، قال سيريني مباكي نداي وزير و المتحدث باسم الرئيس السينغالي عبداللاي وادي "اخيرا ستخرج كوت ديفوار من الوضع الصعب العصيب والمهم الان هو العمل من اجل تحقيق المصالحة بين جميع أبناء كوت ديفوار". وأعرب الرئيس بوركينا فاسو بليز كامباوري عن اسفه ل"تضييع الوقت في المواجهات قبل التمكن من اعتقال الرئيس غباغبو" لكنه قال "اعتقد ان على كوت ديفوار الالتفاف حول رئيسها واتارا للتوجه الى المصالحة الوطنية و الاصلاح الاقتصادي". ومن جانبها، رحبت كل من كوريا الجنوبية وايرن بانتهاء النزاع الذي استمر قرابة أربعة أشهر في كوت ديفوار. وقالت وزارة خارجية كوريا الجنوبية في بيان اليوم أن " الحكومة ترحب باستعادة كوت ديفوار للسلام ووصولها الى نقطة تحول في بناء الديمقراطية" مضيفة انها "تأمل في استمرار توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين. كما اعربت ايران عن املها في ان يتم استتباب السلام والاستقرار "في أسرع وقت" بكوت ديفوار. وخلفت المواجهات التي كان غرب كوت ديفوار مسرحا لها منذ نهاية شهر مارس الماضي مصرع حوالي 536 شخص اغلبهم في بلدة "ديوكوي"، حسبما أعلنته المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان اليوم بينما كشفت اللجنة الدولية للهلال الاحمر عن سقوط 800 شخصا في هذه البلدة لوحدها في مواجهات طائفية. وكانت آخر حصيلة للامم المتحدة امس اعلنت عن مصرع 800 شخص على الاقل من تفجر الازمة في كوت ديفوار نهاية ديسمبر المنصرم في كوت ديفوار نصفهم في العاصمة الاقتصادية ابيدجان.