أثار استمرار هجمات القوات الموالية للرئيسين الايفواريين المنتهية عهدته لوران غباغبو والمنتخب الحسن واتارا ومحاولات كل جهة ترجيح كفة القتال لصالحها مخاوف من تقلص آمال التوصل الى حل قريب للازمة فيما يبقى الوضع الانساني يشهد مزيدا من التدهور. فبعدما سيطرت "القوات الجمهورية" الموالية للرئيس المنتخب الحسن واتارا على أغلب مناطق البلاد واقتربت من الهدف وهو سقوط العاصمة الاقتصادية ابيدجان في قبضتها وازاحة الرئيس غباغبو من السلطة رجح معسكر غباغبو الكفة لصالحه بتعزيز القوات الموالية له لمواقعها حيث شنت هجوما مضادا على القوات الموالية لواتارا قرب فندق"الغولف" المقر العام للرئيس واتارا وطاقم حكومته. ويعتبر هذا الهجوم الاول الذي يستهدف مقر اقامة واتار منذ تفجر الازمة الايفوارية في نهاية نوفمبر الماضي عقب الانتخابات الرئاسية. وردت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة حول الفندق باطلاق نيران الأسلحة الثقيلة على القوات الموالية لغباغبو حيث ظل الوضع متوترا طوال مساء أمس فى جميع أنحاء المنطقة وفق تقارير اعلامية. وقال مقاتل في "القوات الجمهورية" لواتارا ان " قوات الدفاع والامن الموالية لغباغبو تقوم بمهاجمتنا ونحاول صدها ان اطلاق النار قريب جدا وقد قام قناصة باطلاق زخات من رشاش كلاشينكوف ان الموالين لغباغبو يهاجموننا من كل الجبهات". كما تعرض مقر اقامة سفير فرنسا فى ابيدجان الواقع بحي"كوكودي"قرب مقر اقامة الرئيس غباغبو امس الى قصف باسلحة ثقيلة من قبل قوات غباغبو وفق ما اعلنت السفارة الفرنسية فى بيان مشيرة الى أن هذا القصف ضد البعثة الدبلوماسية الفرنسية هو ثانى هجوم متعمد فى اقل من 48 ساعة التى تتعرض له السفارة. وفي هذا الصدد، أكد رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ألان لوروا في ندوة صحفية عقب اجتماع مجلس الامن الدولى في نيويورك خصص لبحث الازمة في كوت ديفوار ان " قوات غباغبو التي ما زالت تملك الدبابات و الاسلحة الثقيلة توجد على بعد واحد كيلومتر فقط عن مقر العام للرئيس واتارا". وتنوي القوات الموالية لواتارا اللجوء الى استراتيجية "تجويع" الرئيس غباغبو المحاصر في اقامته لارغامه على تسليم السلطة لمنافسه واتارا الذي يعترف المجتمع الدولي ب"شرعيت"ه رئيسا لكوت ديفوار. بينما نفى مسؤول أممي أن تكون للامم المتحدة "أي نية" للمشاركة في أي استراتيجة تهدف الى "قطع التموين الغذائي عن غباغبو" قائلا "لتكون الامور واضحة هذا الامر لا يعننيا فلا نؤيده و لن نشارك فيه". ومن جهته فند اهوا دون ميللو متحدث باسم حكومة غباغبو ما نسب اليهم من هجوم على فندق "الغولف" بابيدجان منددا بما اعتبره "أمرا مختلقا" ل"تبرير التحضير لهجوم من طرف الاممالمتحدة و فرنسا ضد قواتنا" حسب ما أفادت به وسائل الاعلام. ودعا غباغبو الذى ما يزال يتشبت بالسلطة ويختبئ مع أسرته و عناصر من الجيش الايفواري الوفية له داخل اقامته الى "مقاومة فرنسا" التى تهاجم كوت ديفوار" كما قال. ومن جهته حث شارل بلي غودي وزير الشباب في معسكر غباغبو وزعيم"الشباب الموطنيين" وأهم أنصار غباغبو الى "الحوار مابين الايفوارين" كمخرج للازمة الراهنة في بلاده دون اقصاء غباغبو منه. وأمام الوضع "المعقد" الذي يعيشه المشهد السياسي في كوت ديفوار أكد معسكر واتارا الذي يوشك على السيطرة على الوضع حسب الملاحظين بأن رئيسه واتارا" استنفذ جميع قنوات الحوار مع غباغبو غير أن هذا الأخير رفض الاستسلام ورفض الاعتراف به. وأدانت الولاياتالمتحدة الاعتداء المتجدد من قبل قوات غباغبو على القوات الجمهورية المساندة للرئيس المنتخب الحسن واتارا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر فى بيان صحفى إنه "من الواضح أن محاولات غباغبو في المفاوضات هذا الأسبوع لم تكن سوى حيلة لإعادة التجمع وإعادة التسلح" مضيفا أن "محاولة غباغبو المستمرة لتحقيق نتيجة بالقوة لم يحصل عليها من خلال صناديق الاقتراع يكشف عن استخفافه الشديد برفاهية الشعب الأيفواري الذي سيعاني مرة أخرى جراء تجدد القتال العنيف في أبيدجان". وبالموازاة مع المأزق السياسي الذي دخلته كوت ديفوار منذ أكثر من 4 أشهر والتصعيد العسكري في العاصمة وما ترتب عنه من أعمال النهب والسرقة تواجه ابيدجان كارثة انسانية "حقيقية". وصرح ممثل مكتب تنسيق العمليات الانسانية في كوت ديفوار كارلوس جيها بأن "ابيدجان اليوم تعيش مأساة انسانية" مشيرا بأنها تشهد نقصا في التزويد بالماء منذ أيام. وأكد المسؤول الاممي أن سكان العاصمة يعيشون ظروف يومية صعبة امام التهاب اسعار المواد الغذائية الاساسية بسبب اعمال النهب والسرقة التي طالت العديد من المحلات في المدينة. ومن جهتها، وصفت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة نافي بيلاي التقارير الواردة من غرب كوت ديفوار ب "البشعة" مشيرة الى العثور على 118 جثة لنهار امس لوحده في ثلاث مدن و بالخصوص في بلدة "ديكيوي".