تم تعبئة وتجهيز 22 عربة كبيرة لحمل وعرض نماذج من الموروث الثقافي الإسلامي العريق والثري خلال الاستعراض الشعبي الكبير الذي سيقام في سهرة يوم غد الجمعة عشية مراسم الافتتاح الرسمي لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011". وحسب المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، فإن هذا الاستعراض الذي سيجوب بعض الشوارع الكبرى لمدينة تلمسان انطلاقا من شارع "التحرير" إلى غاية ساحة "إيمامة" مرورا بشارع "18 فيفري" سيشارك فيه ما يقارب 400 فنان وفنانة من مختلف ولايات الوطن مؤطرين بحوالي 60 خبيرا أجنبيا متخصصين في شتى الفنون والتقنيات الاستعراضية مثل التشكيل الفني للمجسمات والنحت والزخرفة والتلوين. وسيبدأ الموكب بعربة تعكس تراث حاضرة تلمسان التي تحتضن التظاهرة الدولية المذكورة طيلة السنة الحالية لإبراز أهم خصوصيات ثقافة "جوهرة المغرب" وتقاليدها قبل عرض خريطة العالم الإسلامي والدول المشاركة في هذا الموعد الثقافي. وبعد العربة الموشحة بأسماء الله الحسنى التي استلهم المسلمون من صفاتها قوتهم ومنهاجهم على مدار القرون يبدأ الموكب حسب البرنامج بعرض مجسمات للكعبة المشرفة وبيت الله الحرام والقدس الشريف ثم المسجد كنموذج عام مع إبراز أهم الأسلحة ونمط الفروسية التي استعملت في الفتوحات الإسلامية. أما مظاهر الرقي الحضاري الذي بلغته الأمة الإسلامية فسيعرض أمام الجمهور في شكل مجسمات للعمران والحدائق والنافورات التي ازدانت بها القصور ودواوين الأمراء بمختلف أنحاء البلدان الإسلامية شرقا وغربا قبل إعطاء صورة عن العلم والمعرفة التي اشتهر بها الأعلام المسلمين مثل الجبر والهندسة والطب والفلك. وبعد المجسمات التي تبرز مجالس العلم والبحث يعطي الاستعراض صورة عن بعض الاختراعات والعلماء والصناعة التقليدية قبل أن يهتم بالموسيقى والأزياء والخط والزخرفة والملاحة وأخيرا تقديم صورة مجسمة لأسطورة الفتوحات الإسلامية الغربية ألا وهو طارق بن زياد الذي صور في شكل فارس يحمل سلاحه وينادي بالإقدام. كما يشارك إلى جانب هذه العربات الكبرى حوالي 30 فرقة فولكلورية ذات طابع ديني محض إلى جانب 10 فرق أجنبية من الدول الشقيقة التي ستؤدي رقصات وأهازيج شعبية متنوعة تمثل تراث بلدها العريق. للإشارة، فإن هذا الاستعراض الشعبي المنظم من طرف الديوان المذكور والذي سيجري تحت الأضواء لمزج الألوان والأضواء والأهازيج سينقل على المباشر عبر التلفزيون الجزائري وبواسطة الشاشات العملاقة التي نصبت بمختلف الساحات العمومية.