تواصلت المعارك بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والمتمردين عن نظامه في عدد من المدن الليبية لاسيما في مدينة مصراتة غربا وأجدابيا شرقا التي تعد محور الطريق الاستراتيجي المؤدي الى معاقل المتمردين في بنغازي وسط دعوات إلى وقف فعلي لإطلاق النار وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية والبحث عن حل سياسي للأزمة. ولا يزال المتمردون يخوضون حرب كر وفر مع القوات الحكومية وذلك منذ تولي حلف شمال الأطلسي /الناتو/ قيادة المهمة العسكرية فى ليبيا من الولاياتالمتحدة في 31 مارس الماضي. وتنحصر المعارك في مدينتي أجدابيا و مصراتة منذ أكثر من شهر دون بروز مؤشرات انتصار هذا الطرف أو ذاك وكانت قوات القذافي قد إقتربت يوم الأحد من أجدابيا دافعة مجددا نحو الشرق بالمتمردين الذين ما زالوا رغم ذلك يسيطرون على المدينة كما يسيطرون أيضا على مصراتة الساحلية. وأسفرت المعارك التي تشهدها مدينة مصراتة بين القوات الموالية للعقيد القذافي والمتمردين أمس الاحد عن مقتل 17 شخصا وأصابة 71 اخرون أمس الأحد حسب ما أفادت إدارة مستشفى المدينة. ولا يزال عشرات آلاف النازحين ولا سيما مصريون ونيجيريون ينتظرون اجلاءهم من مخيم أقيم في مرفأ مصراته حيث يعيشون في ظروف صعبة حسب منظمة الهجرة الدولية. وتعليقا على الانباء التي ترددت عن قيام القوات الليبية بقتل المدنيين في مصراتة أكد سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي أن "النظام الليبي لم يرتكب أي خطأ في حق شعبه حتى الآن" مشددا على أن "النظام لن يتراجع عن مواقفه التي يتخذها بشأن "العصابات الارهابية" في بلاده. وأثار الوضع فى مصراته قلق الأممالمتحدة حيث دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بودابست الى وقف فعلي لاطلاق النار في ليبيا معربا عن عزم المنظمة الدولية على توسيع نطاق مساعداتها الانسانية ليشمل طرابلس. يأتي هذا في الوقت الذي تجري فيه بريطانيا محادثات عاجلة مع مسؤولين في الأممالمتحدة حول كيفية الحصول على المساعدات الإنسانية التى يحتاج إليها المدنيون فى مدينة مصراتة. وأمام تواصل القتال بين الطرفين جددت الجامعة العربية اليوم تأكيدها على ضرورة وقف اطلاق النار في ليبيا "تحت رقابة دولية فعالة". وقال الأمين العام للجامعة عمرو موسى في تصريحات صحفية عقب لقائه بوزير خارجية مالطا طونيو برغ الذي يزور مصر " أن الخطة الأولى هي وقف إطلاق النار تحت رقابة دولية فعالة" مضيفا "إن الجهود متواصلة من أجل حماية المدنيين والقيام بتحرك سياسي على موضوع وقف إطلاق النار". كما شدد الامين العام للامم المتحدة بان كى مون اليوم فى بودابست على الزامية "وقف فعلى لاطلاق النار" فى ليبيا. وقال بان كى مون للصحافيين خلال زيارة رسمية الى المجر "لقد وضعنا نصب اعيننا ثلاثة أهداف أولا وقف فعلى لاطلاق النار ثانيا توسيع نطاق مساعدتنا الإنسانية ليشمل كل الذين يحتاجون اليها وثالثا متابعة الحوار السياسى والبحث عن حل سياسى". وكان الامين العام للجامعة العربية قد أكد في ختام الاجتماع الدولي حول الأزمة الليبية الذي عقد في نهاية الاسبوع الماضي بالقاهرة أن الجامعة العربية والمجتمع الدولي "يريدان أن يتم الوصول إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا والبداية بوقف إطلاق النار طبقا لقرار مجلس الأمن" موضحا أن هناك مبادرة من الاتحاد الأفريقي عليها توافق في الرأى عربي أوروبي إسلامي أممي. من جهتها أكدت الحكومة الليبية مجددا بأن "من يقف وراء كل الجرائم التي حصلت في ليبيا هو تنظيم القاعدة" وذلك حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الليبية. واتهمت وزارة الخارجية الليبية من "كانوا وراء العدوان على الأراضي الليبية" بأنهم "ظهروا وكأنهم يساعدون الإرهابيين في عملهم" لتحويل البلاد إلى " دولة فاشلة ومنطقة البحر المتوسط الآمنة إلى ساحة صراع تهدد السلم العالمي". وأضافت "أن ليبيا وهي تذكر الرأي العام العالمي بذلك تود التأكيد أنها مازالت تخوض معركتها ضد الإرهاب باقتدار ومازالت تواجه المعتدين إلى أن تهزمهم".